عيّن أمس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزيراً جديداً للعدل بعد تسعة ايام من استقالة سلفه محفوظ صابر بسبب تصريحاته عن عدم اهلية أبناء عمال النظافة للالتحاق بالقضاء. لكن الوزير الجديد أحمد الزند يرى كذلك ان "القضاة أسياد" في البلاد، وهو من أبرز المناوئين لجماعة "الاخوان المسلمين".

 

وأعلنت الرئاسة المصرية في بيان ان الزند "أدى الاربعاء اليمين الدستورية كوزير للعدل".

وأحمد الزند الذي يرأس نادي قضاة مصر منذ عام 2009 لم يخف يوماً عداءه للاسلاميين وكان من أبرز معارضي الرئيس الاسلامي محمد مرسي الذي عزله الجيش في تموز 2013. كما عُرف عنه عداؤه الشديد للثورة الشعبية التي اطاحت الرئيس سابقاً حسني مبارك عام 2011.

وكان الزند أبرز معارض لتيار استقلال القضاء الذي قام بحركة احتجاج كبيرة عامي 2005 و2006 للمطالبة باصلاحات تكفل مزيداً من الاستقلال للسلطة القضائية.

واستقال وزير العدل السابق في 11 أيار بعد تصريحات اثارت موجة عارمة من الاستياء قال فيها إنه لا يمكن أبناء عمال النظافة ان يصيروا قضاة، مبرراً ذلك بأن "القاضي له شموخه ولا بد ان يكون مستنداً الى وسط محترم مادياً ومعنوياً".

إلا أن الوزير الجديد يتبنى، مثل الغالبية العظمى من القضاة في مصر، الرأي نفسه تقريباً من حيث تعيين أبناء الفقراء في القضاء. وقال الزند في مؤتمر للقضاة في محافظة المنوفية بدلتا النيل عام 2012 إنه "سيظل تعيين أبناء القضاة" مستمراً "سنة وراء اخرى"، وأنه ليست هناك "قوة في مصر تستطيع أن توقف هذا الزحف المقدس" من ابناء القضاة الى السلك القضائي، استناداً الى الموقع الالكتروني لصحيفة "الاهرام" التي تملكها الدولة. وفي لقاء تلفزيوني مع المذيع توفيق عكاشة المعروف بعدائه لثورة 2011 على قناة "الفراعين" مطلع عام 2014 قال الزند: "نحن على أرض هذا الوطن أسياد وغيرنا هم العبيد. اللي يحرق صورة قاضي يتحرق قلبه".

وأصدر القضاء المصري أخيراً أحكاماً جماعية وسريعة بالاعدام اعتبرتها الامم المتحدة "غير مسبوقة في التاريخ الحديث" للعالم.