الخميس ٢٨ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيار ٢١, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
"داعش" اجتاحت تدمر وفرار المدنيين واجتماع دولي للعراق وسوريا في باريس
القوات الكردية تحاول طرد مقاتلي التنظيم من 12 قرية في الحسكة
اجتاح مقاتلو تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) مدينة تدمر الاثرية السورية امس بعد معارك ضارية مع قوات موالية للحكومة.
 
وقال مقاتل من "داعش" متحدثا عبر الإنترنت من المنطقة: "الحمد لله تم تحرير تدمر". واضاف أن التنظيم المتطرف يسيطر على مستشفى في المدينة كانت القوات السورية تستخدمه قاعدة قبل انسحابها.

وبث التلفزيون السوري الرسمي أن قوات موالية للحكومة أجلت المواطنين من مدينة تدمر بعد دخول مجموعات كبيرة من مسلحي "الدولة الاسلامية" المدينة.
وقد أخلت قوات الدفاع الوطني السورية المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "الاونيسكو" والتي تتمتع أيضا بموقع استراتيجي من الناحية العسكرية اذ تربطها طرق سريعة بمدينتي حمص ودمشق، بعد اشتباكات عنيفة داخلها وحولها.

وافاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقرا له، أن مقاتلي "الدولة الاسلامية" سيطروا على مدينة تدمر كاملة تقريبا، وأنه لم يتضح بعد مصير القوات السورية التي كانت تتمركز في موقع عسكري على مشارفها.

وأظهر شريط فيديو مؤرخ 20 أيار ناشطين في موقع "يوتيوب" ما بدا أنه دخان أسود يتصاعد. وجاء في تعليق على الشريط أنها لقطات لغارات جوية على المدينة. وشوهد برج اتصالات وقلعة.

ونشر انصار "داعش" صورا في مواقع التواصل الاجتماعي تظهر ما قالوا إنهم مسلحون في شوارع تدمر التي يوجد بها أحد أكبر مستودعات السلاح في سوريا وكذلك قواعد للجيش ومطار وسجن رئيسي.

اجتماع دولي
وبعد تمدد "داعش" في تدمر ومدينة الرمادي العراقية، أعلنت الحكومة الفرنسية أمس ان اجتماعا دوليا حول العراق وسوريا سينظم في باريس في الثاني من حزيران، وذلك في محاولة لرسم استراتيجية جديدة تشمل سبل وضع حد للخسائر التي سجلت في الاونة الاخيرة.

ونقل الناطق باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول عن وزير الخارجية لوران فابيوس في جلسة لمجلس الوزراء ان "اجتماعا سيعقد في باريس في شأن الوضع في سوريا والعراق"، وان وزير الخارجية الاميركي جون كيري سيحضره، موضحا أن فرنسا تعتزم توجيه "تذكير واضح جدا بموقفها... ومطالبة رئيس الوزراء والحكومة العراقيين بانتهاج سياسة جامعة للأطياف" السياسية في هذا البلد.

وقال ديبلوماسي فرنسي رفيع المستوى: "يأتي (الاجتماع) في الوقت المناسب لتقويم ما يحدث لوجود بعض التطورات الايجابية والاخرى السلبية". ولاحظ ان "خسارة الرمادي تثير قلقا بالغا... ومسألة كيفية استعادتها وما هي المساعدة التي يمكننا ان نقدمها للحكومة ستكون الشيء المهم". واضاف ان 24 وزيرا سيأتون الى باريس. وسيتركز الاهتمام ايضا على محاولة معاودة محادثات السلام المتعثرة في سوريا وسبل جعل حكومة العراق ذات قاعدة أشمل وطريقة التعامل مع معضلة المقاتلين الاجانب. وخلص الى أن "الامور تحركت في سوريا. النظام في وضع سيىء جدا ويخسر أرضية، وهذا يساعد في الدفع نحو حل سياسي".

"الدولة الإسلامية" تسيطر على ثلث تدمر بعد اشتباكات شرسة 

سيطر جهاديو تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف أمس على الجزء الشمالي من مدينة تدمر الاثرية، بعد اشتباكات شرسة مع قوات النظام السوري، الامر الذي جدد المخاوف من احتمال تدمير التنظيم كنوز المدينة اذا وصلوا اليها.
 
تحدث مصدر أمني عن دخول عناصر من "الدولة الاسلامية" الجزء الشمالي من تدمر الذي يشكل ثلث المدينة، و"ان الاشتباكات لا تزال دائرة" هناك.

ورأى المدير العام للآثار والمتاحف مأمون عبد الكريم ان "الوضع سيئ جدا"، مبدياً قلقه على مصير المعالم الاثرية في جنوب غرب المدينة المعروفة باعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة والمدرجة على لائحة التراث العالمي. وقال: "يكفي ان يتمكن خمسة عناصر من التنظيم من الدخول الى المعالم كي يدمروا كل شيء"، مناشدا المجتمع الدولي التحرك لحمايتها. وأكد ان "مئات التماثيل والقطع الاثرية نقلت من متحف تدمر الى أماكن امنة"، لكن القطع المعلقة على الجدران وتلك التي يصعب حملها بقيت هناك.

وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقرا له رامي عبد الرحمن: "تمكن مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية من السيطرة على كامل الجزء الشمالي من مدينة تدمر ولاذت القوات النظامية بالفرار من هذه المنطقة التي تمثل ثلث المدينة". وأوضح أن أفراد التنظيم "دخلوا راجلين ومن دون عربات وهم موجودون بين المباني".

وشن التنظيم هذا الهجوم بعد استيلائه صباح أمس على مبنى أمن الدولة عند حاجز في المنطقة، قرب احد المباني الذي يضم القيود المدنية لسكان المدينة.
وأوضح المصدر الامني ان عناصر التنظيم "دخلوا الى عمق معين ضمن الحي الشمالي لمدينة تدمر" و"ان القتال يدور في عدد من الشوارع". وسئل عن احتمال وصول عناصر التنظيم الى المدينة الاثرية، فأجاب: "انها حرب شوارع ومن الصعب تحديد خطوط التماس"، مشيرا الى ان "جميع الاحتمالات مفتوحة".

وروى أحد سكان المدينة الذي عرف عن نفسه باسم خالد الحمصي أن "الناس خائفون جداً من الآتي"، مضيفا عبر الانترنت ان "حركة السير خفيفة جدا والناس يشعرون بالقلق".
وقال الناشط محمد المتحدر من تدمر عبر الانترنت إن "عناصر النظام فروا بعد استيلاء التنظيم على مبنى امن الدولة"، ولجأوا الى فرع المخابرات العسكرية الواقع في جنوب غرب المدينة قرب المعالم الأثرية الشهيرة.

وتقدّم التنظيم اثر اشتباكات عنيفة استمرت منذ ليل الثلثاء في محيط الاحياء الشمالية للمدينة، استنادا الى المرصد الذي أعلن ترافق الاشتباكات "مع قصف متبادل بقذائف الهاون والمدفعية".
وكان التنظيم سيطر السبت على اجزاء واسعة من شمال المدينة، الا ان القوات النظامية تمكنت من صده في أقل من 24 ساعة.

وبدأ التنظيم المتطرف في 13 ايار هجوما في اتجاه تدمر التي تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي بالنسبة اليه، اذ تفتح له الطريق نحو البادية المتصلة بمحافظة الانبار العراقية. كما انها مهمة من الناحية الدعائية، لأنها محط الأنظار عالميا بفضل آثارها.
وتمكن التنظيم من السيطرة على مناطق قريبة من المدينة بينها حقلان للغاز.

تل تمر
الى ذلك، قال مسؤول كردي والمرصد السوري إن القوات الكردية السورية تدعمها غارات جوية يشنها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة تقوم بهجوم على "الدولة الإسلامية" في شمال شرق سوريا، وان 170 على الأقل من مقاتلي التنظيم قتلوا هذا الاسبوع.
وقد طوقت "وحدات حماية الشعب الكردي" السورية والقوات المتحالفة معها مقاتلي "الدولة الاسلامية" في 12 قرية قرب بلدة تل تمر في محافظة الحسكة بشمال شرق سوريا. وهذه المنطقة مهمة في المعركة ضد التنظيم المتشدد لانها تقع على حدود أراض يسيطر عليها مسلحو التنظيم في العراق.

ولاحظ مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان "وحدات حماية الشعب الكردي" تحاول على ما يبدو طرد مقاتلي "الدولة الاسلامية" من معقل لهم في منطقة جبل عبد العزيز الواقعة جنوب غرب تل تمر.

وتنسق قوات التحالف حملتها الجوية في الحسكة مع "وحدات حماية الشعب الكردي"، بعدما نجحت بالتعاون مع الاكراد في طرد مقاتلي "الدولة الاسلامية" من بلدة عين العرب المعروفة أيضاً بكوباني في كانون الثاني.

وصرح المسؤول الكردي ناصر حاج منصور بأن نحو 80 من مقاتلي "الدولة الاسلامية" قتلوا في مكمن، حين حاولوا الفرار من منطقة تل تمر الى جبل عبد العزيز في وقت سابق من هذا الاسبوع. كما قتل عشرات في الغارات. وقال: "العدد المؤكد لقتلى (الدولة الاسلامية) يراوح بين 170 و200"، ونحو مئة آخرين لايزالون محاصرين في قرى قرب تل تمر.
وأكد عبد الرحمن ان القوات الكردية تحاصر مقاتلي "الدولة الاسلامية" في قرى قرب تل تمر، فيما "وحدات حماية الشعب تستعد لشن هجوم على جبل عبد العزيز".
ويعتقد ان "الدولة الاسلامية" لا تزال تحتجز نحو 200 سوري مسيحي خطفوا في شباط من تل تمر.
 
قصف مدرسة
وفي دمشق، سقطت قذيفة هاون على مدرسة ثانوية في احدى المناطق الراقية، مما أدى الى مقتل معلمة وجرح 23 تلميذاً.
وبث التلفزيون السوري أن القذيفة التي أطلقها "ارهابيون" سقطت في مدرسة الثقافي في حي المالكي، والحقت أضراراً بالمبنى.
وقال المرصد إن معلمة قتلت ونحو 20 تلميذاً جرحوا.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة