باريس - أرليت خوري أبدى رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط أسفه للانقسام السياسي الحاد القائم بين المسيحيين الذي يعطل انتخاب رئيس للبنان، لافتاً الى ان هذا الخلاف يأتي على حساب المصلحة المسيحية.
واستبعد جنبلاط خلال ندوة بعنوان «لبنان في مواجهة الأزمة السورية» نظمها «معهد ابحاث الشرق الأوسط في باريس» امكان توصل رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى الاتفاق على رئيس تسوية. وقال ان الأحقاد القائمة بينهما تحول دون حلحلة الأوضاع.
وأشار جنبلاط الى ان الدولة تعمل على تسيير الأمور على رغم الفراغ الرئاسي والتحدي القائم يقضي بمعرفة كيفية الإبقاء على لبنان واقفاً خصوصاً انه يشهد في الوقت ذاته انقساماً عميقاً في صفوف المسلمين.
وتطرق جنبلاط الى شهادته امام المحكمة الخاصة بلبنان والتي بدت لبعضهم مهادنة لـ «حزب الله»، وقال انه منذ اللحظة الأولى لاغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري اتهم النظام السوري بعملية الاغتيال.
وأضاف ان «حزب الله» غير متهم في هذه القضية والمتهمين هم عناصر من الحزب. ولفت الى ان الموضوع هو موضوع بقاء بالنسبة اليه اذ لايسعه ان يختلف لا مع «حزب الله» و لا مع سواه وإن علاقتهما «شهدت فترة صعبة في عام ٢٠٠٧ وتمت تسويتها بصبر كبير».
وأبدى مجدداً معارضته تدخل «حزب الله» في سورية، وأكد ان هذا الدور يترتب عليه قلق كبير، علماً أن غالبية الشيعة يؤيدون (الرئيس السوري بشار) الأسد فيما يسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري للعب دور وسطي ويبذل ما بوسعه للابقاء على الحوار بين الحزب وتيار «المستقبل».
ودعا الدولة اللبنانية الى ان تكون بنفسها الطرف الذي يتخذ قرار الحرب والسلم فلا يكون هذا القرار بيد طرف مسلح. لكنه لفت الى ان انهيار الدولة-الأمة في المنطقة يشجع على تبلور مكونات عسكرية غير رسمية قوية جداً عسكرياً. وتساءل عما اذا كان وجود النازحين السوريين في لبنان في ظل اوضاع مزرية من شأنه ان يتحول الى قنبلة موقوتة. وانتقد الهستيريا العنصرية والكزينوفوبيا التي كانت في السابق موجهة ضد الفلسطينيين وباتت الآن تستهدف السوريين.
وعبر جنبلاط عن تشاؤمه حيال الوضع في سورية، وقال انه لا يرى حلاً سياسياً مثلما لا يرى امكاناً للتنازل عن الحكم من قبل بشار الأسد، مرجحاً ان تتجه الأمور نحو خلاف عائلي (في اشارة إلى ما تردد عن خلاف بين الرئيس الأسد وشقيقه قائد الحرس الجمهوري ماهر الأسد)، و»ربما الانكفاء نحو غيتو علوي ساحلي غير قابل للحياة».
وأخذ على اوروبا والغرب عموماً عدم قيامهم بما يلزم على صعيد الوضع في المنطقة. وأشار الى ان فرنسا ساعدت لبنان من خلال الاتفاق العسكري السعودي الفرنسي وأن وزير خارجية فرنسا دعا في مجلس الأمن الى حماية الأقليات من دون ان نرى كيف سيحميها. وتابع ان اصدقاء الشعب السوري الذين وعدوا بسقوط النظام لم يقدموا الأسلحة الملائمة لإسقاطه، لكنه اكد ان الأسد لن يبقى ولا بد من العمل على اعداد برنامج موحد لمستقبل سورية بعده.
وعبّر جنبلاط عن اعتقاده أن الاتفاق النووي مع ايران سيعزز النفوذ التوسعي للفرس في كل من لبنان وسورية والعراق. وقال إنه لمس من خلال لقاءاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الموقف الروسي من الأزمة السورية لم يتغير ولن يتغير وأن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين «شكلت تنازلاً اميركياً جديداً بلا مقابل».
|