عاود التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية العمليات العسكرية في اليمن بعد انتهاء هدنة إنسانية استمرت خمسة أيام في وقت متقدم الأحد وألقى التحالف تبعتها على الحوثيين متهماً اياهم بعدم التزام الهدنة.

 

وصرح الناطق باسم التحالف العميد أحمد عسيري: "لم يحترموا الهدنة الانسانية، لذلك نقوم بما يجب القيام به". وقال ان "هذه الجماعة المسلحة لم توقف معاركها، وواصلت مهاجمة الحدود ومهاجمة مدن في اليمن".

وقد جددت طائرات التحالف ليل الاحد - الاثنين غاراتها على مواقع للحوثيين في عدن بجنوب اليمن بعد انتهاء الهدنة التي بدأت مساء الثلثاء بمبادرة من السعودية، الساعة 20:00 بتوقيت غرينيتش الاحد.

وتخللت الهدنة ايضا معارك على الارض بين المتمردين والقوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، كما حصلت مناوشات على الحدود السعودية حيث اعلنت الرياض عن هجمات انطلاقا من شمال اليمن الخاضع لسيطرة الحوثيين.

وانتهت الهدنة على رغم مناشدات من الامم المتحدة ومنظمات حقوقية لتمديدها من أجل السماح بتوزيع مواد الإغاثة في أرجاء البلاد التي يسكنها 25 مليون نسمة.

وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عبد الله : "هذا ما قلناه من قبل... إذا عادوا عدنا." وأضاف أن التحالف لا يفكر في أي هدنة جديدة لكنه لن يستهدف المطارات والموانئ التي ستستخدم في ايصال شحنات المساعدات.

وأوردت وسائل إعلام موالية للحوثيين إن قوات التحالف شنت ثلاث غارات جوية على محافظة صعدة الواقعة في شمال اليمن. وأن القوات السعودية أطلقت 70 صاروخا وقذيفة مدفعية على شمال اليمن.

وبثت قناة "العربية" الفضائية السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها أن القوات السعودية قصفت مواقع الحوثيين عبر الحدود بعدما أطلقوا قذائف هاون على موقع عسكري في منطقة نجران السعودية الحدودية.

وفي وقت سابق روى سكان إن غارات استهدفت القصر الرئاسي في عدن الذي يسيطر عليه الحوثيون وكذلك مجموعات من المقاتلين على الأطراف الغربية والشرقية للمدينة إلى المطار الدولي حيث تدور اشتباكات بين الحوثيين ومقاتلين محليين.

وصرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن واشنطن تؤيد تمديد الهدنة، لكن تحركات المقاتلين الحوثيين تجعل ذلك صعبا. وقال: "نعرف أن الحوثيين نقلوا بعض منصات إطلاق الصواريخ إلى الحدود وبموجب قواعد الاشتباك يفهم دوماً أنه إذا قام طرف أو آخر بتحركات استباقية فإن ذلك يعد خرقا لترتيبات وقف النار".

 

وأسف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في بيان بالبريد الالكتروني لعدم تحقيق الهدنة أهدافها الإنسانية وألقى المسؤولية على الحوثيين.

ودعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الامم المتحدة للاضطلاع بدور أكثر فاعلية في اليمن ويشمل ذلك نشر طواقمها على الأرض لضمان توزيع مساعدات الإغاثة. وقال في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون: "نعتقد أن الامم المتحدة تحتاج إلى اقامة منطقة آمنة في اليمن لتلقي المساعدات... حان الوقت كي تسيطر الأمم المتحدة على الوضع".

ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء عن قائد سفينة الشحن الإيرانية "شاهد" المتجهة إلى اليمن مسعود غازي ميرسعيد إن سفينتين حربيتين إيرانيتين بدأتا مرافقة السفينة في خليج عدن. واضاف: "الأسطول الرابع والثلاثون اتصل بنا وأبلغنا أنهم سيكونون الى جانب سفينة المساعدات"، مشيرا إلى مدمرة وسفينة دعم في خليج عدن.

ويتردد أن "شاهد" تحمل مساعدات إلى ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون، لكن التحالف يفرض حظرا على ايصال السلاح الى الموانئ والمطارات اليمنية ومن المرجح أن يعترض مسار السفينة الايرانية قبل وصولها المقرر في 21 ايار.

وأفاد وزير الخارجية اليمني أن الغارات الجديدة للتحالف لن تستهدف المنشآت اللازمة لاستقبال المساعدات. وقال: "ستترك أماكن لوصول المساعدات. ستترك أماكن آمنة مثل مطار صنعاء وميناء الحديدة وميناء عدن. سنشجع وندعم أي مساعدة إنسانية تصلنا". واكد ان "الغارات ستستهدف فقط المتمردين الحوثيين وستكون محددة جدا... عندما يحركون صواريخهم أو يبدأون مهاجمة السكان".

وأعلن الناطق الرسمي باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رأفت الصباغ السماح لبواخر وسفن محملة بالوقود والمواد الإغاثية والمساعدات الإنسانية والطبية بدخول موانئ اليمن .

 

وفي الرياض، تواصلت جلسات مؤتمر الرياض "من أجل انقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية" الذي بدأ جلساته الاحد على ان يستمر ثلاثة أيام، في قصر المؤتمرات للضيافة بالرياض، بمشاركة عدد من الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع اليمني والشباب ومشايخ القبائل والشخصيات الاجتماعية.

وخلال جلسات اليوم الثاني للمؤتمر تلي ملخص لأهم ملاحظات مؤتمر الرياض، وكذلك عقد اجتماع للجنة صياغة البيان الختامي للمؤتمر، كما عرض مشروع البيان الختامي الذي من المقرر صدوره اليوم في ختام أعمال المؤتمر.