بث التلفزيون السوري الرسمي أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش السوري ومسلحين حول قاعدة المسطومة العسكرية جنوب مدينة ادلب، في اطار معركة أوسع نطاقاً للسيطرة على المحافظة الشمالية الغربية، فيما سيطر مقاتلو "الدولة الاسلامية " على حقلين لانتاج الغاز قرب مدينة تدمر الاثرية في وسط سوريا، حيث قتل خمسة مدنيين، بينهم طفلان، في قصف من مسلحين جهاديين. وقاعدة المسطومة واحد من آخر المعاقل الرئيسية للجيش السوري في محافظة تسيطر عليها جماعات مسلحة، منها "جبهة النصرة" جناح تنظيم "القاعدة" في سوريا و"حركة أحرار الشام" الإسلامية.
ونقل التلفزيون عن مصدر عسكري أن وحدات من الجيش كبدت الجماعات المسلحة "خسائر كبيرة في العتاد والأفراد" في معارك شمال المسطومة وحولها.
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن غالبية القوات المتمركزة في مدينة ادلب انتقلت إلى المسطومة عقب سيطرة المسلحين على المدينة في آذار، علماً أن القاعدة تستخدم لشن غارات جوية في محافظة ادلب. وتحدث عن ورود أنباء عن خسائر في الارواح في المعارك، وأن سلاح الجو السوري شن سلسلة من الغارات على المنطقة أيضاً. وتحدث التلفزيون أيضاً عن اشتباكات حول قرية فيلون غرب القاعدة الواقعة على طريق رئيسي يتجه جنوباً من مدينة ادلب.
وتقع القاعدة شرق جسر الشغور التي استولى عليها المسلحون الاسلاميون في نيسان، في هجوم جعلهم أقرب من المناطق الساحلية التي تشكل المعقل الرئيسي للأقلية العلوية. تدمر في غضون ذلك، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "مقاتلي التنظيم تمكنوا من السيطرة على حقلي الهيل والارك لانتاج الغاز الواقعين بين تدمر وبلدة السخنة" التي سيطر التنظيم عليها الاربعاء بعد ساعات من بدء هجومه نحو تدمر. ويبعد حقل الهيل نحو 40 كيلومتراً عن مدينة تدمر، فيما يبعد عنها حقل الارك نحو 25 كيلومتراً.
ودارت معارك عنيفة الاحد بين مقاتلي التنظيم وقوات النظام في محيط الحقلين الواقعين شمال شرق تدمر. واحصى المرصد مقتل 56 عنصرا على الاقل من قوات النظام في هذه المعارك، فيما لم تعرف حصيلة خسائر الجهاديين.
ويستخدم النظام الغاز المنتج في الحقلين في محطات توليد الكهرباء في حمص وفي مناطق أخرى خاضعة لسيطرته. ويعد حقل الهيل الثاني لانتاج الغاز في محافظة حمص، بعد حقل الشاعر الخاضع لسيطرة قوات النظام.
واوضح مصدر أمني سوري ان "الوضع العسكري غير مستقر ومتبدل في المنطقة الواقعة شمال شرق تدمر حيث تستمر المعارك العنيفة"، مضيفاً ان "ارهابيي داعش غير قادرين على البقاء في اية منطقة لوقت طويل وتالياً لا امكان للحديث عن سيطرتهم على هذا الموقع او ذاك". وينتشر مقاتلو التنظيم عند اطراف تدمر وعلى مسافة كيلومتر واحد من مواقعها الاثرية في جنوب غرب المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي. الى ذلك، اشار المرصد الى "مقتل خمسة مدنيين، بينهم طفلان، جراء اطلاق تنظيم الدولة الاسلامية ليل الاحد قذائف على مناطق عدة في مدينة تدمر".
وقال المدير العام للمتاحف والآثار السورية مأمون عبد الكريم ان "قذيفتين سقطتا في حديقة متحف تدمر من دون التسبب بأي اضرار"، وان "المتحف أفرغ قبل اسابيع، ونقل بعض القطع الاساسية الى اماكن سرية آمنة". دمشق تتهم الأردن في غضون ذلك، اتهمت وزارة الخارجية السورية في رسالتين متطابقتين الى الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون والرئيس الحالي لمجلس الأمن، الاردن بتدريب "ارهابيين" على أرضه وبتسهيل سيطرتهم على معابر حدودية، محذرة إياه من وصول "التهديد الارهابي" الى أرضه وداعية مجلس الأمن الى التدخل.
|