الأحد ١٣ - ٧ - ٢٠٢٥
 
التاريخ: أيار ١٦, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
العراق
"داعش" يتقدّم في الرمادي والعبادي يحذّر من الفتنة
سيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) امس على المجمع الحكومي في الرمادي مركز محافظة الانبار بغرب العراق، الامر الذي يجعله قاب قوسين او ادنى من الاستحواذ على كامل المدينة، وقد يشكل احدى أبرز عمليات التقدم التي يسجلها في البلاد منذ نحو سنة، فيما يخوض مقاتلو التنظيم المتطرف اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط مدينة تدمر التابعة لمحافظة حمص في وسط سوريا، بعد تمكنهم الاربعاء من السيطرة على بلدة السخنة على مسافة 80 كيلومترا من المدينة وعلى جميع النقاط العسكرية الواقعة على الطريق بين المنطقتين. 

وأحرز التقدم في الرمادي التي تبعد نحو 100 كيلومتر غرب بغداد، غداة شن التنظيم هجمات مكثفة على جبهات عدة في الانبار، كبرى محافظات العراق، والتي يسيطر على مساحات واسعة منها.

وفي كلمة متلفزة الى الشعب العراقي، أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أن "داعش" سيهزم في الرمادي والأنبار خلال الساعات المقبلة على أيدي القوات العراقية، وقال: "إن ما يقوم به داعش من جرائم قتل للأطفال والنساء والمدنيين العزل لبث الرعب في صفوفهم لدفعهم للنزوح، هو محاولة أخيرة لتعويض انتكاساته وهزائمه ولرفع معنويات عناصره الذين يتناقصون في الداخل والخارج بعد تخلي حواضنه عنه بفعل ممارساته". ونبه إلى "أن القليل من المارقين الداعين للفتنة هم بوق داعش لتقسيم العراق"، داعيا قادة الكتل السياسية والمسؤولين والنواب العراقيين إلى أن يكونوا صوتا واحدا داعما لانتصار العراق على داعش وأن يكونوا في أرض المعركة داعمين للقوات العراقية، وأن يبتعدوا عما يحرف المعركة عن مسارها الصحيح، فعدو العراقيين هو واحد".

تدمر
وفي سوريا، تواصلت المعارك في شمال مدينة تدمر وشرقها وجنوبها. وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له رامي عبد الرحمن ان "النظام أرسل تعزيزات عسكرية الى تدمر فيما يقصف الطيران الحربي محيط المدينة".

وأكد محافظ حمص طلال البرازي ان الوضع في مدينة تدمر "تحت السيطرة"، وأن "تعزيزات في طريقها الى المدينة وسلاح الجو والمدفعية يتعاملان مع اي عملية". 

تسجيل صوتي للدوري
على صعيد آخر، بثت قناة "التغيير" التابعة لحزب البعث العراقي تسجيلا صوتيا منسوبا الى عزة ابرهيم الدوري، الرجل الثاني في الحزب بعد الرئيس الراحل صدام حسين، بعد نحو شهر من انباء عن وفاته اثر قتل رجل يشبهه.
وكان مسؤولون سياسيون وقادة احدى الفصائل الشيعية المسلحة، رجحوا مقتل الدوري في اشتباك بين أبناء عشائر سنية ومسلحين قرب مدينة تكريت شمال بغداد في 17 نيسان الماضي.

وأوردت قناة "التغيير" تسجيلا مدته نحو 15 دقيقة، أتبعته لاحقا بتسجيل طويل تقارب مدته ساعتين. وفي حين لم يحدد تاريخ التسجيل، يتطرق المتحدث الذي قيل إنه الدوري، الى أحداث حصلت بعد 17 نيسان.

"داعش" يسيطر على مجمع الإدارة المحلية في الرمادي نزوح كبير ودعوات إلى تدخل الائتلاف لتفادي "مذبحة"

سيطر تنظيم "الدولة الاسلامية"، "داعش" سابقاً، على المجمع الحكومي في الرمادي بمحافظة الأنبار في غرب العراق، الامر الذي يجعله قاب قوسين أو أدنى من الاستحواذ على كامل المدينة، في ما سيشكل أكبر انتصار عسكري له في العراق منذ نحو سنة.

وجاء هذا التقدم في المدينة التي تبعد نحو مئة كيلومتر غرب بغداد، غداة شن التنظيم المتشدد هجمات مكثفة على جبهات عدة في محافظة الأنبار التي يسيطر على مساحات واسعة منها، شملت تفجيرات انتحارية واقتحام مراكز عسكرية والسيطرة على مناطق جديدة.

وقال رائد في شرطة الرمادي إن ""داعش" سيطر على المجمع الحكومي وسط الرمادي ورفع راية التنظيم فوق مبنى قيادة شرطة الأنبار، بعد انسحاب القوات الأمنية الى مقر قيادة عمليات الأنبار شمالاً. وعزا الانسحاب إلى "شدة الاشتباكات وانفجار عدد من السيارات المفخخة التي تسببت بإلحاق أضرار كبيرة بعدد من مباني المجمع" الذي يضم مباني حكومية عدة، أبرزها مقر المحافظة ومديرية شرطة الأنبار.

وأفادت مصادر أخرى في الشرطة أن مقاتلي التنظيم استخدموا جرافة مدرعة لإزالة الجدران الخرسانية التي تقطع الطرق المؤدية إلى مركز الشرطة المجاور للمجمع الحكومي وفجروها عندما وصلت إلى المركز.

وفي المقابل، تحدث التنظيم في حسابات جهادية عن "اقتحام المجمع الحكومي الصفوي وسط الرمادي من قبل كواسر الأنبار"، مما "أدى الى السيطرة عليه بعد تصفية من فيه من المرتدين ومن ثم تفخيخ مباني مجلس محافظة الأنبار ومديرية شرطة الانبار الصفوية المجاورين ونسفها".
ويستخدم التنظيم عبارة "الصفوي" للاشارة الى الجيش العراقي الذي يتهمه بالتبعية لايران، وعبارة "المرتدين" لوصف المسلحين المناهضين له.

وبثت إذاعة تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" أن أفراده "يسطرون بدمائهم ملاحم الشهادة والبطولة" في الأنبار، عبر سلسلة عمليات انتحارية ضد مواقع عسكرية، نفذ أحدها "الأخ الاستشهادي أبو موسى البريطاني".

وجاء في نشرة "البيان" أنه "في حي الجمعية في الرمادي، نفذ جنود الله حكم الله في أربعة عشر مرتداً كانوا قد أُسروا خلال المعارك الدائرة هناك". كما قتل 13 جندياً في تفجير منازل كانوا يستخدمونها شرق الرمادي.

كذلك أعلن التنظيم سيطرته الخميس على بلدة الجبة القريبة من قاعدة الأسد الجوية العراقية حيث يدرب مئات المستشارين العسكريين الأميركيين الجنود وأبناء العشائر على قتال الجهاديين.
وأكد مصدر عشائري سقوط البلدة. ومثله فعل الشيخ حكمت سليمان، وهو قيادي في إحدى العشائر السنية المناهضة للتنظيم، بالنسبة إلى المجمع الحكومي في الرمادي وانسحاب القوات الأمنية التي "تقاتل في مناطق متفرقة من دون قيادة مركزية".

وفي حال تمكن التنظيم من السيطرة على كامل الرمادي، يكون قد أمسك بمركزي محافظتين عراقيتين، ذلك أنه يسيطر منذ حزيران على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى. وكان التنظيم يحتل ايضا مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، لكن القوات العراقية استعادتها مطلع نيسان.
وقبل أيام كثف التنظيم هجماته على الرمادي ومحيطها وجوار الفلوجة التي يسيطر عليها منذ مطلع 2014.

وتحدث عضو مجلس محافظة الأنبار عذال عبيد عن "حدوث خرق أمني في مركز المدينة بعد هجوم نفذه مسلحو "داعش" الارهابيون ليلاً". وأشار إلى أن المدنيين يحاولون الخروج من المدينة، في ما قد يشكل موجة نزوح كبيرة ثانية منها منذ نيسان. وحذر رائد في الجيش من أنه "إذا لم ترسل الحكومة أي تعزيزات ولم ينقذنا سلاح الجو التابع للائتلاف الدولي، فيمكنني أن أؤكد أننا سنفقد الرمادي بحلول منتصف الليل... ستقع مذبحة وسنذبح كلنا. إننا ندافع عن المدينة منذ أشهر ولا نستحق أن نقتل بهذه الطريقة. إنه أمر مذل".

ويذكر أن الأنبار كان لها حيز مهم في تسجيل صوتي نشر الخميس لزعيم "الدولة الاسلامية" أبو بكر البغدادي، الأول له منذ ستة اشهر، دعا فيه المسلمين إلى "الهجرة الى الدولة الاسلامية" و"أرض الخلافة" التي أعلن إقامتها العام الماضي في مناطق سيطرته بسوريا والعراق. وأثنى على "أسود الولاء والبراء الكواسر في الأنبار الذين هدموا حصون المرتدين وانتزعوا الأنبار انتزاعا من أعين المرتدين وحلوق الروافض رغم انف أمريكا وحلفائها".

وحذر رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري من انهيار وشيك كامل في الرمادي تكون له أخطاره على أمن العراق كله. ووصف محافظ الأنبار صهيب الراوي الوضع بأنه خطير، وإن تكن الرمادي لم تسقط بعد.
إلى ذلك، قتلت القوات العراقية المشتركة 53 من مسلحي "الدولة الإسلامية" خلال عمليات عسكرية في محافظتي صلاح الدين وكركوك.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٥ . جميع الحقوق محفوظة