الأحد ١٣ - ٧ - ٢٠٢٥
 
التاريخ: أيار ١٦, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
"الدولة الإسلامية" على مسافة كيلومتر واحد من تدمر والنظام يدفع بقوات إضافية
دفع النظام السوري بتعزيزات اضافية إلى مدينة تدمر الاثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي، في محاولة لصد تقدم تنظيم "الدولة الاسلامية"، الذي بات على مسافة كيلومتر واحد من المدينة المعروفة بـ"لؤلؤة الصحراء" و التي تضم آثارا قديمة ذات هندسة تمزج بين الحضارتين الرومانية واليونانية مع تأثير فارسي.

قال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقرا له إن "مقاتلي التنظيم باتوا على بعد كيلومتر واحد من الموقع الاثري في مدينة تدمر"، التابعة لمحافظة حمص في وسط البلاد، موضحاً أن "النظام ارسل تعزيزات عسكرية الى تدمر" فيما يقصف الطيران الحربي محيط المدينة، وان الاشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي "الدولة الاسلامية" تدور في شمال المدينة وشرقها وجنوبها.

وارتفعت حصيلة القتلى في المعارك المستمرة في المنطقة منذ ليل الثلثاء - الاربعاء الى 138، بينهم 73 من قوات النظام والمسلحين الموالين له، و65 من مقاتلي التنظيم.
وكان المرصد أعلن الخميس ان التنظيم "أعدم 26 مدنيا" قرب تدمر، وقطع رؤوس عشرة منهم، بعد اتهامهم بـالعمالة والتعاون مع "النظام النصيري".

وأكد محافظ حمص طلال البرازي الجمعة ان الوضع في مدينة تدمر "تحت السيطرة"، وان "تعزيزات في طريقها الى المدينة وسلاح الجو والمدفعية يتعاملان مع اية عملية".

وأفاد مصدر أمني ان "الجيش يرسل عادة تعزيزات في حالات مماثلة ويعيد تجميع قواته" لمواجهة اية تطورات، مشيرا الى انه يجري حالياً "عمليات ومناورات لاعادة الوضع الى ما كان، بعد احتواء هجوم المجموعات الارهابية التابعة لداعش واحباط عدة محاولات تسلل". وأضاف أن "عمل الطيران الحربي يتركز على تدمير هذه المجموعات التي تحاول التقدم من العمق في اتجاه المدينة وتستهدفها على المحاور التي تستخدمها".

وفي مدينة تدمر حالياً، استنادا الى البرازي، اكثر من 35 الف نسمة، بينهم نحو تسعة الاف نزحوا الى المدينة منذ بدء النزاع السوري قبل اربع سنوات. كما نزح المئات اليها من بلدة السخنة المجاورة بعد سيطرة التنظيم عليها الاربعاء.

وتقع البلدة على طريق سريع يربط محافظة دير الزور بمدينة تدمر، وقد تمكن التنظيم ايضا من السيطرة في اليومين الاخيرين على كل النقاط العسكرية الواقعة على الطريق الذي يربط البلدة بتدمر.

ويقول المرصد السوري إن اكثر من مئة الف سوري بينهم نازحون يسكنون في مدينة تدمر والبلدات المجاورة.
وطالب "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "الاونيسكو" "بالتحرك العاجل لحماية المدينة، ووضعها على رأس أولوياتها واتخاذ الإجراءات اللازمة لدق ناقوس الخطر وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته".

واتهم الناطق الرسمي باسم الائتلاف سالم المسلط "النظام بانه يفضل تحصين مراكزه الأمنية والعسكرية في المدن التي لا يزال يسيطر عليها"، و"على رغم الخسائر في صفوفه، فإنه مرتاح إلى الكارثة الحضارية التي يمكن أن يرتكبها تنظيم الدولة في المدينة، متأملاً أن توفر تلك الكارثة غطاءً للخسائر التي يتكبدها على مختلف الجبهات".

وخسر النظام خلال الشهرين الاخيرين امام مقاتلي المعارضة و"جبهة النصرة" مدينة بصرى الشام ومعبر نصيب الحدودي مع الاردن في محافظة درعا الجنوبية. كما خسر مدينة ادلب، مركز محافظة ادلب، وبعدها مدينة جسر الشغور الاستراتيجية ومعسكر القرميد المجاور.

وقبل نشوب النزاع السوري منتصف آذار 2011، شكلت تدمر وجهة سياحية بارزة اذ كان يقصدها اكثر من 150 الف سائح سنويا لمشاهدة آثارها التي تضم اكثر من الف عمود وتماثيل ومعابد ومقابر برجية مزخرفة، تعرض بعضها للنهب اخيرا، الى قوس نصر وحمامات ومسرح وساحة كبيرة.

وفي جنيف، شارك وفد رسمي من وزارة الخارجية في جولات المشاورات التي دعا اليها المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا، وعقد الوفد المصري لقاءات مع ممثلي الأطراف الدوليين وقوى وشخصيات المعارضة السورية الوطنية المشاركة في تلك المشاورات.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٥ . جميع الحقوق محفوظة