الجمعه ١١ - ٧ - ٢٠٢٥
 
التاريخ: أيار ١٥, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
تدمر في خطر و"داعش" يعدم 26 مدنياً قربها وبوروجردي يشنّ هجوماً لاذعاً على الملك سلمان
مقتل 17 طفلاً في غارات على حلب
أعدم تنظيم "الدولة الإسلامية" 26 مدنياً أمس قرب مدينة تدمر الاثرية التي يحاول التقدم اليها في محافظة حمص بوسط سوريا، وقطع مقاتلوه رؤوس عشرة منهم، فيما وجه المدير العام للمتاحف والآثار السورية مأمون عبد الكريم نداء الى المجتمع الدولي وانقاذ المدينة الاثرية المدرجة على لائحة التراث لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "الاونيسكو"، والتي تضم آثارا قديمة بهندسة تمزج بين الحضارتين الرومانية واليونانية مع تأثير فارسي.
 
وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له في بريد الكتروني: "قام تنظيم الدولة الاسلامية بإعدام 26 مدنيا على الاقل، وفصل رؤوس ما لا يقل عن عشرة منهم في قرية العامرية ومدينة السخنة قرب تدمر، بعد اتهامهم بـالعمالة والتعاون مع النظام النصيري".

ودارت معارك في مناطق بريف حمص الجنوبي بين "الدولة الاسلامية" وقوات النظام السوري ليل الثلثاء - الاربعاء. وتمكن التنظيم من السيطرة على بلدة السخنة الواقعة على طريق سريع يربط محافظة دير الزور بمدينة تدمر الخاضعة لسيطرة قوات النظام.
وتسببت المعارك بمقتل اكثر من 125 رجلاً من الطرفين، بينهم 70 من قوات النظام والمسلحين الموالين.

ومع تقدم التنظيم في اتجاه تدمر، قال المدير العام للمتاحف والآثار السورية: "يجب أن يستنفر المجتمع الدولي اليوم لا بعد التدمير كما حصل حتى الآن"، في اشارة الى تدمير التنظيم الجهادي آثار الموصل ومدينتي الحضر ونمرود في العراق.واضاف: "تدمر مهددة. والمعركة تدور على بعد كيلومترين شرق المدينة، بعدما سيطر تنظيم الدولة الاسلامية على كل حواجز النظام بين السخنة وتدمر". وحذر من أنه "اذا دخل تنظيم الدولة الاسلامية الى تدمر، سيدمرها، وستحصل كارثة دولية. اذ يمكن اخفاء اغراض ولكن كيف يمكن حماية الآثار القديمة؟".
وسبق لتنظيم "الدولة الاسلامية "ان خرب ودمر آثارا في مناطق عدة من سوريا وكذلك في الموصل ومدينتي الحضر ونمرود في العراق.

وفي القاهرة، اعلنت عشر دول عربية انها اتفقت على تنسيق جهودها من اجل حماية المواقع الاثرية. وصدر الاعلان في ختام مؤتمر استمر يومين بدعوة من مصر وبمشاركة وزراء ومسؤولين عن الاثار في دول عربية، كما حضر خبراء اجانب ومن منظمة "الاونيسكو".

بوروجردي يشنّ هجوماً لاذعاً على الملك سلمان مقتل 17 طفلاً في غارات على حلب 
شن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بوروجردي هجوماً عنيفا على العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، واصفاً اياه بانه "خائن للامة الاسلامية" ومساويا بين التدخل العسكري لدول الخليج في اليمن والعمليات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين، وأكد دعم بلاده للحكومة السورية.
 
نقلت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" عن بوروجردي في مؤتمر صحافي في دمشق اختتم به زيارة لسوريا استمرت يومين: "أتينا إلى سوريا لنعلن مجددا أن دعمنا لسوريا حكومة وشعبا هو دعم ثابت ودائم ونحن نفخر بهذا الدعم.... لدينا علاقات وثيقة واستراتيجية مع سوريا وهناك تواصل يجري بين وزيري الدفاع للبلدين".

وكان وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج زار طهران في نهاية نيسان الماضي، وصرح بان "التنسيق والتعاون المشترك ضروري ومهم في مختلف المجالات ومنها الاقتصادية والعسكرية بسبب حساسية المرحلة التي تمر بها المنطقة".

وقال بوروجردي بنبرة شديدة أن "هذا الظلم والطغيان سيرتد عاجلاً أم آجلا" على العاهل السعودي لأنه يخدم ما سماه المصالح الاميركية الاسرائيلية في الحرب ضد الحوثيين الشيعة. وأضاف: "ما من مسلم يعتبر ان ملك السعودية هو خادم للحرمين الشريفين... بل ينبغي نعته بخائن الحرمين الشريفين والامة الاسلامية. السعودية صارت اليوم محور الاعتداء والإجرام ضد الأمة الإسلامية والعالم العربي، كما أن بعض بلدان المنطقة أضحى أداة لتنفيذ سياسات أميركا والكيان الصهيوني".

وكانت السعودية اتهمت طهران بتسليح الحوثيين، وهو ما نفته الجمهورية الاسلامية. وتعتقد الرياض ان الدعم الايراني للميليشيات في لبنان وسوريا والعراق واليمن هو السبب الاكبر لعدم الاستقرار في المنطقة والذي يثير توترات طائفية ويزعزع الحكومات.
وتعد طهران الحليف العسكري والمالي الاقليمي الابرز لدمشق. وارسلت مستشارين عسكريين لمؤازرة الجيش السوري في النزاع المستمر منذ اربع سنوات.

وأشاد بوروجردي "بالمقاومة التي تحلت بها القيادة السورية على مدى اربع سنوات". وبارك "انتصارات الجيش السوري والمقاومة"، في اشارة الى مقاتلي "حزب الله" في منطقة القلمون الواقعة شمال دمشق على الحدود مع لبنان.

وتخللت زيارة بوروجردي لدمشق لقاءات مع الرئيس بشار الاسد ورئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي ووزير الخارجية وليد المعلم ومسؤولين آخرين.

وسئل عن تدريب واشنطن لمقاتلي المعارضة المعتدلة، فأجاب: "نرى اليوم ان دخان هذه الممارسات السلبية يعمي أبصارهم اذ ليس ثمة ارهابي جيد وارهابي سيئ فالارهاب يبقى ارهاباً اينما حل... ترتكب اميركا وحلفاؤها في الغرب خطأ استراتيجياً بعدما عملوا على ايفاد آلاف الأشخاص من الغرب لينضموا إلى الإرهابيين في سوريا". أكد ان "هناك خلافات جوهرية وجدية مع الولايات المتحدة بخصوص قضايا المنطقة"، لكن "حساب المفاوضات النووية ينفصل تماما عن حساب القضايا الاخرى في المنطقة".

ريف حلب
في غضون ذلك قتل 17 طفلا في غارات جوية شنتها قوات النظام السوري واستهدفت بلدات عدة في ريف حلب الجنوبي بشمال سوريا.
وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له في بريد الكتروني انه تمكن من توثيق مقتل "39 مدنياً على الاقل، بينهم 17 طفلاً وثلاث نساء في مجازر نفذتها طائرات وطائرات هليكويتر النظام التي قصفت بالصواريخ والبراميل المتفجرة مناطق في قريتي خلصة والعيس وبلدة الحاضر" في ريف حلب الجنوبي الاربعاء.
وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن الى أن بين القتلى الاطفال "ثمانية أشقاء، إضافة الى شقيقين من عائلة اخرى".
وتسببت الغارات الجوية، استناداً الى المرصد، بـ"اصابة عشرات المدنيين بجروح، بعضهم في حال خطرة واصاباتهم بالغة".
 
تدمر
وأعلن المرصد أن تنظيم "الدولة الاسلامية" اقترب من مدينة تدمر الاثرية الواقعة في وسط سوريا، في ظل استمرار المعارك العنيفة بينه وبين قوات النظام في المنطقة.
ولجأت الى تدمر 1800 عائلة خلال الساعات الاخيرة، كما أفاد مصدر رسمي سوري، هرباً من المعارك التي أوقعت اكثر من 110 مقاتلين من الطرفين.
وقال عبد الرحمن: "باتت تدمر مهددة من مقاتلي التنظيم الذين صاروا على مسافة كيلومترين من المدينة" الواقعة في محافظة حمص، موضحاً ان "الاشتباكات تدور حاليا في محيط تدمر من الجهة الشرقية".

ونشبت المعارك في المنطقة بين الجانبين ليل الثلثاء - الاربعاء. وتمكن مقاتلو التنظيم من السيطرة على بلدة السخنة التي تقع على طريق سريع يربط محافظة دير الزور، احد معاقل "الدولة الاسلامية"، بمدينة تدمر الخاضعة لسيطرة قوات النظام.

وتحدث التنظيم في مواقع الكترونية جهادية عن "تحرير مدينة السخنة بشكل كامل... مما ادى الى فتح الطريق الدولي بين ولايتي حمص والخير"، وهي التسمية التي يطلقها على محافظة دير الزور.

وقال محافظ حمص طلال البرازي ان "1800 عائلة من بلدة السخنة فرت الى مدينة تدمر" اثر احتدام الاشتباكات الاربعاء. اشار الى ايواء العائلات النازحة في ثلاثة مراكز بالمدينة.
وتعد آثار مدينة تدمر واحداً من ستة مواقع سورية مدرجة على لائحة التراث العالمي عام 2006، ابرزها قلعة الحصن في حمص والمدينة القديمة في دمشق وحلب.

وقال المدير العام للمتاحف والآثار السورية مأمون عبد الكريم: "انها اللحظة الاصعب بالنسبة الي منذ اربع سنوات. اذا دخل تنظيم داعش تدمر فهذا يعني دمارها. اذا سقطت المدينة فستكون كارثة دولية... سيكون ذلك تكرارا للبربرية والوحشية التي حصلت في نمرود والحضر والموصل"، في اشارة الى المواقع والآثار العراقية التي دمرها مقاتلو التنظيم في العراق في شهري شباط وآذار الماضيين.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٥ . جميع الحقوق محفوظة