بدأت المساعدات الانسانية تصل أمس الى اليمن في ظل هدنة موقتة لمدة خمسة ايام، يبدو انها صامدة بعد سبعة اسابيع من المعارك والغارات الجوية التي شنها التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية على الحوثيين. وكان وقف النار مطبقا بشكل عام على رغم اعلان السعودية سقوط قذائف من اليمن على منطقتي نجران وجازان في جنوب المملكة، مؤكدة انها تنتهج سياسة ضبط النفس احتراما للهدنة. وباشرت سفينة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي ومحملة بالوقود توزيع حمولتها على مختلف المحافظات اليمنية بعدما رست اخيراً في ميناء الحديدة . كما بدأت سفينة ثانية تابعة للبرنامج التابع للامم المتحدة بافراغ مؤن في الحديدة.
ودخلت الهدنة الانسانية حيز التنفيذ في الحادية عشرة ليل الثلثاء بمبادرة من السعودية التي تقود منذ 26 آذار تحالفاً عسكريا يشن حملة غارات جوية على الحوثيين الذين تدعمهم ايران والذين كانوا يهددون بالسيطرة على اليمن بمجمله. ووصلت إلى مطار صنعاء دفعة أولى من اليمنيين العالقين في الخارج بسبب العمليات العسكرية.
وأعلن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مضاعفة المساعدة الانسانية لليمن لتبلغ 544 مليون دولار، مفتتحا مراسم وضع حجر الاساس لمركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية الذي يطمح الى ادارة المساعدات الى اليمن بشكل مركزي. واستناداً الى منظمة الصحة العالمية، قتل ما لا يقل عن 1578 شخصا واصيب 6504 منذ بدء العمليات العسكرية وحتى 9 ايار الجاري .
وتجددت المواجهات المسلحة بين مقاتلي المقاومة الشعبية من جهة وقوات الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة اخرى في أنحاء متفرقة من مدينة تعز. واجتمع المبعوث الخاص للامم المتحدة الى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد مع قادة في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه علي صالح. وحذرت طهران بشدة الولايات المتحدة من اعتراض سفينة مساعدات ايرانية في طريقها الى اليمن غداة مطالبة واشنطن طهران بتسليم المساعدات الى الامم المتحدة.
وفي واشنطن ، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيف راتكي: "نفهم أن وقف النار صامد بصورة عامة ونحض كل الاطراف على مواصلة التزامه واحترام التزام ضبط النفس. نحن على علم ببعض التقارير... عن بعض الاشتباكات وببعض التقارير عن نيران مضادة للطائرات ايضا منذ بدء وقف النار الليلة الماضية".
خروقات لهدنة اليمن وافتتاح مركز إغاثة سعودي إيران تحذّر التحالف العربي من التعرّض لسفينتها
صمدت هدنة ستستمر خمسة أيام في اليمن على نطاق واسع كما يبدو، على رغم تقارير عن شن قوات التحالف التي تقودها السعودية غارات جوية ليل الثلثاء واستمرار النشاطات العسكرية لجماعة الحوثي في شرق البلاد. وحذرت ايران من انها لن تسمح للقوات البحرية التابعة للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية بتفتيش سفينة شحن إيرانية في طريقها الى اليمن ترافقها سفن حربية. وروى شهود عيان في مدينة أبين بجنوب غرب اليمن إن غارات جوية استهدفت مواقع للحوثيين هناك بعدما سيطروا على المنطقة عقب سريان الهدنة - التي تستهدف تجنب كارثة إنسانية - في وقت متقدم الثلثاء.
وقال سكان في محافظتي شبوة ولحج الجنوبيتين اللتين شهدتا اشتباكات عنيفة بين فصائل مسلحة محلية والحوثيين إن غارات جوية نفذت أيضا ليل الثلثاء. وتحدث سكان عن مقتل 35 مدنيا على الأقل في غارات جوية على مدينتي عبس وزبيد في غرب اليمن الثلثاء قبل سريان وقف النار. وبعد سريان الهدنة، بدت للعيان آثار أكثر من ستة أسابيع من الاشتباكات في مدينة عدن الجنوبية معقل المعارضة للحوثيين. وأفاد مركز عدن للرصد، وهو جماعة متابعة محلية، أن أكثر من 600 شخص قتلوا وان 3000 آخرين أصيبوا، بينما تشرد نتيجة القتال 22 ألفا آخرون.
وأبدى سكان شكوكا في أن يصمد وقف النار في المدينة التي شهدت خلال القتال إطلاقا للنار على مدار الساعة. وقال أحدهم ويدعى حسن الجمال إن عدن تحتاج إلى الهدنة بشدة بسبب نقص الطعام والوقود وكل شيء آخر. وأضاف أن السكان يشكون في نيات الحوثيين ويعتقدون أنهم سيستغلون الهدنة للسيطرة على مناطق جديدة في المدينة.
ونقل التلفزيون السعودي عن مصدر رسمي في وزارة الدفاع أن قذائف سقطت على مناطق في نجران وجازان السعوديتين الى جانب رصد نيران قناصة حوثيين. ولم يسجل سقوط ضحايا. وأكد التلفزيون السعودي أن الجيش السعودي يلتزم ضبط النفس بعد قبوله الهدنة التي قررها التحالف.
ويهدف وقف النار إلى السماح بدخول المساعدات والأدوية إلى اليمن. وتقول الأمم المتحدة إن 828 مدنيا بينهم 182 طفلا قتلوا منذ 26 آذار عندما بدأ التحالف غاراته على مواقع الحوثيين في اليمن. وأشارت تقارير متفرقة عن الأحداث إلى تراجع مستوى العنف عنه قبل سريان الهدنة رسميا.
وبثت قناة "المسيرة" التلفزيونية التابعة للحوثيين أن قوات برية سعودية قصفت معقلهم في محافظة صعدة بشمال البلاد ووصفت ذلك بأنه انتهاك لوقف النار.
مركز اغاثة سعودي وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس" إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أعلن وضع حجر الأساس للمقر الدائم لمركز للإغاثة والأعمال الإنسانية في مراسم بالديوان الملكي حضرها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ونائبه خالد بحاح. وأوردت قناة "العربية" الفضائية السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها أن الملك سلمان خصص مليار ريال (265 مليون دولار) لأعمال الإغاثة في اليمن علاوة على مبلغ مماثل تعهده في السابق. تحذير ايراني وفي طهران، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم بأن بلادها لن تسمح للقوات البحرية التابعة للتحالف بتفتيش سفينة شحن إيرانية في طريقها الى اليمن وترافقها سفن حربية. ونقلت عنها وكالة "تسنيم" الايرانية للأنباء: "لن يمنح الإذن للدول التي تشارك في الصراع باليمن بتفتيش السفينة التي تحمل مساعدات إنسانية من إيران". وأعلنت طهران الثلثاء 12 ايار أن سفنا حربية سترافق سفينة الشحن الإيرانية "شهد" التي تؤكد السلطات الإيرانية أنها تحمل إمدادات إغاثة إنسانية إلى ميناء الحديدة الواقع في غرب اليمن والذي يسيطر عليه الحوثيون، وذلك مع بدء سريان وقف النار لأغراض إنسانية بين التحالف بقيادة السعودية والحوثيين.
وصرح مساعد رئيس الأركان العامة المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري في حوار مع قناة "العالم" الإيرانية، بأن مهاجمة سفينة مساعدات الهلال الأحمر الإيراني سوف تشعل الحرب في المنطقة، وأن هذه الحرب لا يمكن الولايات المتحدة والسعودية احتواءها والسيطرة عليها. وقال: "آمل أن تصل المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني، وهي الحد الأدنى مما هو مطلوب". وأشار الى أن على متن السفينة عددا كبير من الأطباء وعددا من الصحافيين الإيرانيين، وأن طهران عازمة على إيصال 2500 طن من الإمدادات الطبية إلى ميناء الحديدة اليمني المطل على البحر الأحمر.
وشدد مساعد رئيس الأركان العامة الإيرانية على ان الناشطين فحصوا كل شيء على سطح السفينة للتأكد من أنه لا سلاح على متنها.
|