الثلثاء ٢٦ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيار ٩, ٢٠١٥
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
قتلى النظام السوري بالعشرات بينهم ضباط علويون
ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن حوالى 60 من القوات النظامية السورية، من بينهم ضباط كبار من الطائفة العلوية، قتلوا خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وجرى تشييع آخرين في معقل النظام غربي البلاد بعد مقتلهم في معارك مع المعارضة وتنظيم «داعش». وقال مصدر ديبلوماسي غربي لـ «الحياة»، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ما زال «يقاوم» طلبات بتوفير حماية جوية لمقاتلي المعارضة المعتدلة الذين سينتشرون في سورية بعد تدريبهم لقتال «داعش»، بالتزامن مع تعبير واشنطن عن «قلق» من تنامي دور المتطرفين نتيجة انتصارات المعارضة.

وقال نشطاء معارضون إن جثة اللواء وائل محمد حماد، الرجل الثاني في الفرقة الرابعة بعد العميد ماهر الأسد، وصلت إلى طرطوس أمس، بالتزامن مع انتشار بيانات في المدينة تنعى اللواء الطيار نديم غانم الذي قُتل أمس في مطار بلّي في جنوب البلاد جراء انفجار طائرته، والعميد كمال محمود ديب الذي قتل في معارك جسر الشغور شمال غربي البلاد، والمقدم مرهف عارف محمد الذي قتل خلال الاشتباكات في منطقة القلمون بريف دمشق، والملازم أول غدير خليل سليمان الذي قُتل في معارك ضد «داعش» في مطار كويرس شمالاً. وذكر النشطاء أسماء 16 من قتلى عناصر النظام وضباطه و «قوات الدفاع الوطني» بعد أيام على مقتل اللواء الركن ياسين عبدو معلا قائد لواء الدفاع الجوي في مطار دير الزور العسكري، الذي شيع في قرية الرقمة في طرطوس.

إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري» بأن «19 على الأقل من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين قتلوا خلال اشتباكات جرت في الـ24 ساعة الماضية جنوب شرق مطار دير الزور العسكري وحي الصناعة في المدينة»، لافتاً الى مقتل 13 عنصراً من قوات النظام جراء انفجار طائرة في مطار بلّي العسكري الواقع بين ريف دمشق والسويداء (جنوب) إثر اشتباكات مع الفصائل الإسلامية، بينهم أربعة ضباط أحدهم برتبة لواء ركن، وهو قائد المطار، وثلاثة ضباط أحدهم برتبة عميد في الفرقة الرابعة».

وفي ريف إدلب، قال «المرصد» أمس إن 14 عسكرياً بينهم عمداء قتلوا خلال قصف واشتباكات مع فصائل إسلامية في ريف جسر الشغور، لافتاً الى مقتل سبعة عناصر من قوات النظام بينهم ضباط خلال اشتباكات مع «داعش» في محيط مطار كويرس العسكري في حلب. كما جرح 15 عنصراً للنظام في انفجار في منطقة الأوراس في مدينة حمص وسط البلاد. وكان «المرصد» أشار إلى مقتل 76 من القوات النظامية وأنصارها أول أمس.

في واشنطن، أكدت مصادر أميركية لـ «الحياة»، أن إدارة الرئيس باراك أوباما «قلقة وغير مرتاحة على الإطلاق» من انتصارات المعارضة في شمال غربي البلاد وغيرها، بسبب «مخاوف من تنامي نفوذ جبهة النصرة والمتطرفين بسبب التغييرات الميدانية وعدم جاهزية المعارضة المعتدلة بعد».

وبدأت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس، برنامج تدريب وتسليح أفراد مختارين من «المعارضة السورية المعتدلة» لتحقيق ثلاثة أهداف، بينها «التوصل الى حل سياسي» في سورية. وقال مصدر ديبلوماسي غربي لـ «الحياة»، إن مسؤولين أميركيين ومن حلفاء أميركا في المنطقة طلبوا من أوباما الموافقة على «توفير حماية جوية من مقاتلات التحالف ضد أي هجمات بما فيها من قوات النظام السوري، لكنه لا يزال يقاوم اتخاذ قرار كهذا».

في لاهاي (رويترز)، قالت مصادر ديبلوماسية إن المفتشين الدوليين عثروا على آثار لغاز السارين وغاز الأعصاب «في.إكس.» في موقع للأبحاث العسكرية في سورية، لم يتم إبلاغ منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بها من قبل. وأضاف: «هذا دليل قوي جداً على أنهم (النظام) كانوا يكذبون بشأن ما فعلوه بغاز السارين».

في نيويورك، تواصل الولايات المتحدة الضغط باتجاه إجراء تحقيق بتفويض من مجلس الأمن يحدد الأطراف الذين استخدموا غاز الكلور كسلاح. وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنتا باور أمس، إن على مجلس الأمن أن «يعالج النقص الحالي لجهة تحديد الجهة التي استخدمت غاز الكلور»، مشيرة الى أن «شهادات الأطباء والضحايا أكدت أن الكلور ألقي بالبراميل المتفجرة من المروحيات، ومعلوم أن النظام السوري هو الوحيد الذي يملك المروحيات في سورية».

قتلى في معارك القلمون... و «النصرة» تتقدم في اليرموك

قتل عدد من عناصر النظام السوري و «حزب الله» ومقاتلي المعارضة في معارك القلمون شمال دمشق قرب حدود لبنان، في وقت استعادت «جبهة النصرة» مناطق كانت سيطرت عليها قوات النظام والميليشيات التابعة لها في مخيم اليرموك جنوب دمشق، بالتزامن مع تعرض قيادة فصيل إسلامي إلى محاولة اغتيال بتفجير انتحاري نفذه تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) شرق دمشق.

وقال مسؤول في «حزب الله» أن «الجيش النظام السوري مدعوما بمقاتلين تابعين للحزب، حقق تقدماً في المناطق الجبلية على الحدود السورية - اللبنانية»، في وقت أشار (رويترز) إلى أن هذا «الهجوم على جبال القلمون يأتي استعداداً لهجوم أوسع في المنطقة الحدودية، أعلن عنه حزب الله».

وكانت المواقع التي يسيطر عليها مسلحون في جبال القلمون شمالي العاصمة دمشق، أتاحت لهم لوقت طويل شن هجمات على الجنود السوريين ومقاتلي «حزب الله» على الجهة اللبنانية من الحدود مع سورية.

وذكر مصدر في «حزب الله» أن «الجيش النظامي ومقاتلي الجماعة فرضوا سيطرتهم على حوالى مئة كيلومتر مربع في جبال القلمون في وقت متأخر الخميس بعد أن حققوا تقدماً في منطقتي عسال الورد ومرتفعات القرنة الاستراتيجيتين». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القتال في القلمون استمر أمس. وأفاد «حزب الله» في بيان بأن ثلاثة من مقاتليه قتلوا في المعارك التي بدأت أمس الأول نافياً تقارير إعلامية لبنانية أوردت عدداً أكبر لقتلى الحزب.

وذكر حساب على موقع «تويتر» خاص بتحالف مجموعات إسلامية مسلحة معارضة بينها «جبهة النصرة» أن «عشرات من مقاتلي حزب الله سقطوا في معارك القلمون»، فيما قال مصدر الحزب أن «عشرات من مقاتلي جبهة النصرة قتلوا كما تم تدمير أو مصادرة أعداد كبيرة من المركبات والأسلحة». وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن عشرات من مقاتلي الفصائل المسلحة المعارضة قتلوا.

في دمشق، قالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أن «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» المعارض أصدر بياناً هنأ فيه «فيلق الرحمن» على سلامة قائده «أبو النصر شمير» الذي نجا يوم البارحة من محاولة اغتيال نفذها انتحاري تابع لتنظيم «الدولة الإسلامية»، مندداً بـ «المحاولة الآثمة والغادرة من تنظيم الدولة لخدمة أهداف نظام الأسد وطهران عبر استهداف قادة وعلماء الأمة من طريق الغدر والخيانة».

وكان اجتماع مجلس شورى «فيلق الرحمن» تعرَّض يوم البارحة لهجوم انتحاري تسلل إلى الاجتماع وفجَّر نفسه بحزام ناسف، ما أدى إلى إصابة قائد الفيلق إصابة طفيفة، وعضو مجلس الشورى رياض الخرقي إصابات بالغة.

وقال «المرصد» أمس: «عثر على جثث تسعة مواطنين في بلدة ميدعا عند أطراف الغوطة الشرقية لدمشق». واتهم نشطاء من المنطقة قوات النظام والمسلحين الموالين لها بقتلهم وإعدامهم، قبل انسحابها من البلدة، التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة وقوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال الأيام الفائتة، تمكنت قوات النظام من خلالها من السيطرة على أجزاء واسعة منها، ومن ثم معاودة الانسحاب منها.

ودارت «اشتباكات بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من طرف آخر في حي جوبر شرق دمشق»، وفق المرصد وأضاف أن معارك دارت أيضاً «بين تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة، ومقاتلي فصائل إسلامية من جهة أخرى في أطراف حي الحجر الأسود من جهة ريف دمشق الجنوبي، وسط تبادل للقصف بين الطرفين».

وقالت «الدرر» أن «عدداً من عناصر قوات الأسد وميليشيات (زعيم القيادة الجبهة الشعبية - القيادة العامة) أحمد جبريل قتلوا في هجومٍ لجبهة النصرة على مواقعهم في مخيم اليرموك جنوب دمشق». وأفادت مصادر محلية بأن «مقاتلي جبهة النصرة شنّوا هجوماً عنيفاً على مواقع قوات الأسد وميليشيا جبريل، الواقعة على محور شمال غرب مخيم اليرموك وتمكنوا من قتل خمسة عناصر بينهم ثلاثة من الجبهة الشعبية»، لافتاً إلى أن «النصرة تمكنت من استعادة السيطرة على مواقع فقدتها بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين».

في وسط البلاد، قال «المرصد» أنه «سمع دوي انفجار في منطقة الأوراس في مدينة حمص ما أدى إلى إصابة نحو 15 مواطناً وعنصراً من قوات النظام، في حين قصفت قوات النظام بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة بأسطوانات متفجرة عدة مناطق في بلدة غرناطة بريف حمص الشمالي ما أدى إلى أضرار مادية، ترافق مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من طرف آخر، في محيط قرية أم شرشوح بالريف الشمالي لحمص وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».

في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» أن الطيران المروحي ألقى عدداً من «البراميل المتفجرة مناطق في جبل الأربعين جنوب مدينة أريحا قرب إدلب» الخاضعة لسيطرة المعارضة، بالتزامن مع تنفيذ الطيران الحربي غارات على مناطق في الجبل الذي يطل على جميع مناطق إدلب.

وقصف الطيران الحربي مناطق في محيط مطار أبو الظهور العسكري والمحاصر من الفصائل الإسلامية منذ أكثر من عامين، في حين استمرت الاشتباكات العنيفة في محيط حاجز العلاوين وتلال محيطة بقرية فريكة في ريف جسر الشغور «بين مقاتلي فصائل إسلامية من جهة، ولواء الفاطميين الأفغاني ومقاتلين عراقيين من الطائفة الشيعية وضباط إيرانيين وحزب الله اللبناني وقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى، ترافق مع تنفيذ الطيران الحربي المزيد من الغارات على مناطق الاشتباكات» وفق «المرصد» الذي أشار إلى استمرار محاولات مقاتلي المعارضة اقتحام مستشفى في جسر الشغور حوصر فيه قادة للنظام في إدلب.

في شمال البلاد، «تأكد استشهاد أربعة مواطنين هم سيدة وطفلتها إضافة إلى طفلين آخرين نتيجة سقوط قذائف عدة أطلقتها كتائب مقاتلة على مناطق سيطرة قوات النظام في حي الأشرفية بمدينة حلب»، وفق «المرصد»، وأردف أن الطيران ألقى «برميلاً» على حي الألمجي بحلب القديمة في وقت استمرت الاشتباكات في محيط منطقة حندرات وقرية باشكوي بريف حلب الشمالي «بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة وجبهة أنصار الدين من طرف، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف آخر، كما دارت اشتباكات بعد منتصف ليل أمس بين الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، في حي العامرية جنوب حلب».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة