أغارت طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية على أهداف في محافظة صعدة اليمنية معقل جماعة الحوثي امس ، ثم أعلنت الرياض هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام تبدأ الثلثاء شرط التزام الحوثيين إياها.
وقبل ذلك بساعات، دعت السلطات السعودية جميع المدنيين إلى مغادرة محافظة صعدة الواقعة في شمال غرب اليمن على الحدود مع السعودية بحلول غروب شمس الجمعة (امس) بعدما هددت برد عنيف على قصف الحوثيين بلدات سعودية على الحدود هذا الأسبوع.
وفي وقت لاحق أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في باريس، أن وقفا للنار مدته خمسة أيام في اليمن سيبدأ الثلثاء الساعة 11:00 مساء بتوقيت اليمن وأنه سيكون "قابلا للتجديد إذا نجح" وإذا وافق الحوثيون على الهدنة الإنسانية.
وقال "نأمل في أن يعود الحوثيون إلى رشدهم وأن يدركوا أن مصالح اليمن والشعب اليمني ينبغي أن تكون أولوية قصوى للجميع... المطلوب أولا وقبل كل شيء التزام الحوثيين وحلفائهم... هذه الهدنة. إما أن تطبق الهدنة في كل أنحاء اليمن وإما ألا تطبق في أي جزء منه".
وقال كيري إن وقف النار سيفتح الباب أمام احتمال إجراء محادثات سلام. لكنه حذر من أن وقف النار "ليس هو السلام" . واعتبر أن من المهم أن يحاول زعماء اليمن التوصل إلى تسوية سياسية دائمة. وأضاف: "سيكون عليهم القيام بخيارات صعبة تتجاوز وقف النار لأنه حتى أكثر الهدنات صمودا ليست بديلا من السلام".
اتفاقات امنية من جهة اخرى، صرح كيري بعد محادثات في باريس مع وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي، بأن الولايات المتحدة وحلفاءها الخليجيين سيحاولون الاتفاق على إجراءات أمنية جديدة خلال قمة في واشنطن الأسبوع المقبل للتصدي لإيران التي تزعزع الاستقرار بالمنطقة. ويمهد اجتماع باريس لقمة تعقد الأسبوع المقبل في واشنطن وكمب ديفيد بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي الست.
واكد كيري ان "الرئيس أوباما يدرك المخاطر تماماً". وقال: "نعمل على بلورة سلسلة من الالتزامات الجديدة التي ستوجد بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي تفاهما أمنيا جديداً... مجموعة جديدة من المبادرات الأمنية. هذا سيأخذنا الى أبعد بكثير مما ذهبنا إليه من قبل".
وقال مسؤولون أميركيون إن قمة واشنطن ستساعد الحلفاء الخليجيين على إقامة نظام دفاعي إقليمي للحماية من الصواريخ الإيرانية وقد يصحبها تعزيز الالتزامات الأمنية وصفقات سلاح جديدة والمزيد من التدريبات العسكرية المشتركة.
واعلن البيت الأبيض ان أوباما سيلتقي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في البيت الأبيض الأربعاء قبل القمة مع زعماء الخليج. وقال الناطق باسم البيت الأبيض إريك شولتس إن أوباما والملك سلمان "سيواصلان مشاوراتهما في شأن نطاق واسع من القضايا الإقليمية والثنائية".
التحالف يشن غارات متواصلة على مواقع الحوثيين في صعدة
شنت طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية أمس اعنف غاراتها على محافظة صعدة معقل جماعة الحوثيين بعد ساعات من غارات كثيفة تخللها القاء آلاف المناشير الورقية التي دعت سكان بعض المناطق وخصوصا في مدينة صعدة القديمة إلى اخلاء منازلهم في مهلة انتهت في السابعة من مساء أمس في إطار مهلة حددتها الرياض موعدا لجعل مناطق محافظة صعدة هدفا لعملياتها الحربية الشاملة.
في ما اعتبر تدشينا للحرب البرية، قال مسؤولون محليون إن طائرات التحالف شنت أمس 63 غارة استهدفت مواقع تمركز المسلحين الحوثيين في عدد كبير من المدن والبلدات والقرى والأحياء في صعدة، مخلفة قتلى وجرحى من المدنيين، إلى تدميرها عشرات المنازل والمرافق.
وقال وجهاء وسكان إن الغارات السعودية استهدفت مواقع للحوثيين في منطقة ضحيان شمال مدينة صعدة. كما استهدفت 11 غارة منطقة مران وأصاب بعضها ضريح الزعيم الروحي لجماعة "انصار الله" حسين بدر الدين الحوثي مما أدى إلى تدميره، فضلا عن تدمير مجمع اتصالات المثلث. كذلك شنت غارات في مديريات ساقين، رازح وباقم وعدد من القرى الواقعة على الشريط الحدودي والتي تعرضت أيضاً لقصف صاروخي كثيف استمر طوال ساعات النهار.
وروى وجهاء ومسؤولون محليون أن قوات الجيش السعودي قصفت مناطق المنزالة ورازح الحدوديتين بعشرات الصواريخ، مما أدى إلى تدمير منازل ومزارع وطرق، مشيرين إلى أن دوي الانفجارات سُمع في ارجاء هذه المناطق.
وأعلن الحوثيون أن طائرات التحالف استهدفت منطقة مران بـ 23 غارة بينها 14 استهدفت ضريح حسين بدر الدين الحوثي، فيما استهدفت احياء مدينة صعدة بـ 15 غارة وشملت مناطق في ضواحي المدينة. وفي محافظة حجة، قتل 13 مدنيا وأصيب آخرون في غارة استهدفت منزلا بمديرية بكيل المير التابعة لقبائل المير التي شن مسلحوها هجمات على مناطق في العمق السعودي بمنطقة نجران، فيما أدت الغارات في محافظة عمران المجاورة لصعدة إلى تدمير منبى المجمع الحكومي بمديرية القفلة.
نزوح جماعي للمدنيين قبل ساعات من انتهاء الانذار السعودي وسجلت مدينة صعدة القديمة ومناطق اخرى أكبر عملية نزوح للمدنيين بعد القاء طائرات التحالف مناشير دعتهم إلى اخلاء مناطقهم وحددت لهم طرقا آمنة للعبور في اطار مهلة انتهت في السابعة من مساء الجمعة بالتزامن مع اعلان الرياض هذه المناطق اهدافا في الحرب التي تشنها على الحوثيين.
وأعلنت السلطات البلدية بمحافظة حجة خمس مديريات من مديريات المحافظة "مناطق منكوبة" نتيجة الخراب الذي خلفته الغارات والقصف الصاروخي المستمر على اكثر مديرياتها ولا سيما منها المديريات الحدودية. وقال الأمين العام للمجلس البلدي في المحافظة فهد دهشوش إن الاعلان يشمل مديريات حرض، عبس، بكيل المير، ميدي ومستبأ، موضحاً أن هذه المناطق "تعرضت لقصف عنيف وعشوائي من القوات السعودية مما أدى إلى مقتل واصابة المئات وتدمير البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة وتدمير منازل المواطنين ومزارعهم في ظل انعدام الخدمات الاساسية والوقود". وناشد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية " التحرك لوقف القصف السعودي على هذه المناطق وإنقاذ سكانها من الموت وتوفير معونات الاغاثة".
تظاهرات في صنعاء وفي صنعاء، حشد الحوثيون عشرات الآلاف من انصارهم في ساحة التغيير، ونظموا تظاهرات استجابة لدعوة اللجنة الثورية العليا التي دعت إلى تظاهرات تحت شعار" الحصار والعدوان جريمة إبادة للشعب". وجاب المتظاهرون شوارع العاصمة مرددين هتافات ضد السعودية والولايات المتحدة ومنددة بالحصار الذي تفرضه قوات التحالف على اليمن، إلى هتافات تدعو للوقوف صفا واحدا لمواجهة الحرب.
غارات الاسناد وشنت طائرات التحالف غارات عدة في عدن وشبوة لاسناد مسلحي لجان المقاومة الجنوبية، مستهدفة مطار عدن الدولي ومطار شبوة الدولي، مما أدى إلى الحاق اضرار بمدرجي المطارين. وقال عسكريون إن الغارات استهدفت كذلك المدينة الخضراء بالتزامن مع تمركز قوات الجيش تساندها اللجان الشعبية على مشارف منطقة البريقة التي تعد من أهم المناطق الخاضعة لسيطرة مسلحي لجان المقاومة الجنوبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.
|