تحدثت أنباء عن مواجهات بين قوات النظام السوري والميليشات الموالية له في حي بحمص، في وقت وصل مقاتلو المعارضة السورية إلى تخوم معسكر المسطومة وضيقوا الخناق على حصن عسكري للنظام في ريف إدلب في شمال غربي البلاد بالتزامن مع اعلان «جيش الاسلام» بقيادة زهران علوش تخريج 1700 مقاتل قرب دمشق. وقتل حوالى أربعين خلال مواجهات بين «الجيش الحر» وفصائل محسوبة على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) جنوب البلاد.
وأفاد الناشط المعارض هادي عبدالله على صفحته في «فايسبوك» أمس، بأن «اشتباكات دارت بين قوات الأمن وجيش النظام من جهة وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى في حي الزهرة» الموالي للنظام في حمص، وأضاف: «منذ أربعة أيام تحاول الفروع الأمنية الجوية والأمن العسكري اعتقال بعض قادة مجموعات الدفاع الوطني في حي الزهرة بعد اتهامهم بالمسؤولية عن تفجير المفخخات بالحي وأنهم وراء عمليات الخطف التي تحدث في حيي الزهرة والأرمن» المواليين للنظام.
ووفق نشطاء، اقتحمت قوة أمنية معززة بناقلة جنود حي الزاهرة وصادرت سيارة كان يعتقد أنها تجهز بالمتفجرات. وأكد احد النشطاء الموالين للنظام حصول المواجهات بين «الجيش والخونة واللصوص من المنتسبين للدفاع الوطني أسفرت عن مقتل بعض اللصوص وجرح عدد من عناصر الجيش» النظامي، مشيراً إلى أن «هذه المجموعات المنتمية للدفاع الوطني تقوم بتفخيخ السيارات وتفجيرها قرب محلات الصاغة لسرقة الذهب أثناء الفوضى، كما تخطف أشخاصاً من حي الزهرة والأرمن وطلب فدية كبيرة من أهالي المخطوفين».
وكانت مصادر أبلغت «الحياة» أن تفجير سيارات عرقل أكثر من مرة الوصول إلى اتفاق بين ممثلي النظام والمعارضة لتوقيع تهدئة دائمة في حي الوعر آخر معاقل المعارضة في حمص التي أطلق معارضون عليها «عاصمة الثورة»، مشيرين إلى أن عناصر من الميليشا «تريد استمرار الصراع لأنها تستفيد من عائدات إدخال المواد الى الحي المحاصر».
وأعلن «فيلق الشام» التابع لـ «جيش الفتح»، سيطرة مقاتليه على منطقة حرش قرية مصيبين قرب معسكر المسطومة آخر المعاقل العسكرية للنظام في ريف إدلب. وأضاف أن «عملية التحرير استغرقت ساعة ونصف الساعة ليتم بعدها تحرير منطقة التلة وتضييق الخناق على معسكر المسطومة»، علماً أن مقاتلي المعارضة سيطروا أول أمس على معسكر معمل القرميد المجاور بعد سيطرتهم على مدينتي إدلب وجسر الشغور.
وفيما قال نشطاء معارضون إن منطقة القرداحة معقل النظام في ريف اللاذقية غرب البلاد نعت أربعة ضباط رفيعي المستوى قتلوا في جسر الشغور، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن مقاتلي «جيش الفتح» أسروا «أكثر من مئة من عناصر قوات النظام وقوات الدفاع الوطني ومسلحين آخرين موالين». وأفادت مصادر معارضة بأنه مع إعلان تشكيل غرفة «فتح حلب» شمال البلاد، على غرار غرفة «جيش الفتح»، بدأت عائلات ضباط من القوات النظامية بالهروب الى قراها غرب البلاد. وقتل 21 مدنياً على الأقل بينهم ستة أطفال وأصيب خمسون آخرون بجروح جراء غارات جوية شنها طيران النظام على مناطق عدة في شمال البلاد، وفق «المرصد».
وفي الجنوب، «قتل 38 من عناصر جبهة النصرة وفصائل الجيش الحر من جهة ولواء شهداء اليرموك وجيش الجهاد (المحسوبين على داعش) من جهة أخرى، خلال اشتباكات في ريف القنيطرة في الجولان، وفق «المرصد»، الذي أشار إلى أن بين القتلى «أحد أبرز قياديي جبهة النصرة المنحدر من بلدة الشحيل» شرق البلاد. كما أفاد بأن مروحيات النظام ألقت 13 «برميلاً متفجراً» على مخيم اليرموك جنوب دمشق، حيث تجري مواجهات بين «داعش» وفصائل معارضة.
وفي أكبر عرض عسكري شهدته الثورة، تخرج أكثر من 1700 مقاتل في الغوطة الشرقية من معسكر تدريبي لـ «جيش الإسلام» بقيادة علوش الذي عاد قبل ايام من زيارة الى تركيا ودول خليجية. وتخلل العرض العسكري مناورات عسكرية لمدرعات واستعراض لمهارات القتال و «وحدات الانغماسيين» (الانتحاريين).
في طهران، (رويترز) ذكرت وسائل إعلام إيرانية أمس أن الحكومة تريد تدشين خط بحري مباشر مع مناطق النظام في الساحل لزيادة المبادلات التجارية. وأكد وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان خلال لقائه نظيره السوري فهد الفريج، أن إيران «تقف إلى جانب الأمة والحكومة السورية حتى القضاء على جذور الورم السرطاني للإرهاب والعنف». وأعرب الفريج عن الأمل في «تطوير التعاون في المجال الدفاعي».
كرّ وفرّ بين «الحر» و «داعش» جنوب سورية
حصلت أمس، معارك كرّ وفرّ في جنوب سورية بين فصائل تابعة لـ «الجيش الحر» و «جبهة النصرة» من جهة، ومجموعات محسوبة على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، من جهة أخرى. وفي حين أشاد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بقيام «الجيش الحر» بعملية عسكرية لطرد «داعش» من جنوب البلاد، قال ناشطون إن فصيل «لواء شهداء اليرموك» الذي بايع تنظيم «الدولة»، تمكّن من السيطرة على مقر لـ «النصرة» في بلدة بريف محافظة درعا.
وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، بأن «حركة أحرار الشام الإسلامية تمكّنت من تحرير منطقة الرواضي في ريف القنيطرة، خلال المواجهات الدائرة مع «تنظيم الجهاد» الموالي لتنظيم الدولة»، مشيرة الى أن «كتائب الثوار تمكّنت أمس الأول، من السيطرة على منطقة رسم شولي وقرية العدنانية وأجزاءٍ واسعة من قرية القحطانية في ريف القنيطرة، عقب طرد تنظيم الجهاد منها بعد أن أعلنت دار العدل في حوران الحرب عليه، ووصفته بالغلاة المحاربين وأنه من الخلايا التابعة لتنظيم الدولة».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس، بأن «لواء شهداء اليرموك سيطر على مقر لجبهة النصرة في بلدة سحم الجولان بريف درعا الغربي، عقب اشتباكات عنيفة منذ الفجر مع مقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وفصائل إسلامية ومقاتلة». وبعدما لفت إلى أن الاشتباكات ما زالت مستمرة في المنطقة وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من مقاتلي الطرفين، أضاف أن هناك «معلومات عن عزم شهداء اليرموك على السيطرة على بلدة حيط القريبة من سحم الجولان». وتابع أن هذه البلدة شهدت «توتراً واستنفاراً لعناصر لواء بروج الإسلام، ونصبهم لحواجز في سحم الجولان ومحيطها، عقب قيام لواء شهداء اليرموك باعتقال قائد بروج الإسلام مع مرافقته في ريف درعا الغربي».
وأشار «المرصد» إلى أن «لواء شهداء اليرموك» ينتشر بمئات المقاتلين في مناطق جملة ونافعة وحيط والعلان بالريف الغربي لسحم الجولان، وفي المناطق القريبة من الحدود السورية مع الجولان السوري المحتل بريف محافظة درعا الغربي، لافتاً إلى أن مقاتلي «اليرموك» كانوا قد احتجروا في قرية جملة في آذار (مارس) 2013، عناصر من قوات الفصل الدولية التابعة للأمم المتحدة (أوندوف) في الجولان.
أما وكالة «مسار برس» المعارضة، فقد أشارت إلى «سقوط قتلى وجرحى من لواء شهداء اليرموك وجبهة النصرة الأربعاء، خلال الاشتباكات المستمرة بين الطرفين والتي بدأت منذ صباح (أمس) في بلدة سحم الجولان بريف درعا». وأوضحت أن هذه الاشتباكات «اندلعت على خلفية قيام لواء شهداء اليرموك المقرب من تنظيم الدولة، باقتحام مقرات جبهة النصرة في سحم الجولان صباح اليوم (أمس)، وقطع طريق الإمداد عن الثوار الذين يحاولون اقتحام قرية القحطانية»، مشيرة إلى «حالة نزوح كبيرة للمدنيين» من سحم الجولان.
وبالتزامن مع ذلك، اندلعت اشتباكات منذ الصباح بين «جبهة النصرة» و «لواء شهداء اليرموك» في بلدة صيدا الجولان بريف القنيطرة، وفق ما أوردت «مسار برس» التي لفتت أيضاً إلى مواجهات منذ الثلثاء، بين الثوار و «النصرة»، من جهة، وكتائب بايعت تنظيم «الدولة»، من جهة أخرى، في كل من القحطانية والصمدانية والحمدانية بريف القنيطرة.
كما سُجّل دخول «جيش الإسلام» على خط المواجهات مع تنظيم «الدولة» في جنوب سورية، إذ أعلن «الجيش» أنه نجح في «تطهير» قرية رسم شولي في ريف القنيطرة من التنظيم وقتل أمراء منه، فضلاً عن إصابة «أمير داعش» في المنطقة أبو مصعب الفنوصي. كما استطاع كتائب الثوار السيطرة على منطقة الرواضي بريف القنيطرة، بعد يوم من نجاحها في السيطرة على مواقع للتنظيم في قرية العدنانية. وقال نشطاء معارضون إنه «تم القبض على أبو مصعب الفنوصي وهو متنكّر بزي نسائي، وأربعة من مرافقيه».
وأشاد «الائتلاف الوطني السوري» أمس، بنجاح الثوار في طرد تنظيم «الدولة» من بلدات في جنوب البلاد، إذ قال في بيان إنه «بالتوازي مع الانتصارات الواسعة التي يحققها الثوار في شمال سورية ضد قوات الأسد، وتمكّنهم من تحرير مدن وبلدات وقرى عدة خلال الشهور الماضية، تمكّن الجيش السوري الحر على الجبهة الجنوبية من القضاء على تنظيم الدولة الإرهابي في شكل نهائي في محافظتي درعا والقنيطرة، بعد أن بدأت خلاياه تظهر في شكل محدود في الآونة الأخيرة في بعض المناطق داخل المحافظتين».
وتابع: «أثبت الجيش السوري الحر مرة أخرى، وبفضل تكاتف وتوحيد كتائبه وفصائله وعملها تحت قيادة موحدة، أنه الوحيد القادر على دحر التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها على رغم غياب الدعم الحقيقي، ووقوعه المستمر ما بين نيران نظام الأسد من جهة، وهجمات تنظيم الدولة من جهة أخرى، ومن دون أن نغفل استراتيجية النظام في توفير غطاء جوي مستمر للتنظيم طوال أكثر من عام».
واعتبر «الائتلاف» أن «هذه الانتصارات على مختلف الجبهات، تؤكد أن هناك بالفعل واقعاً سياسياً جديداً لا بد من أخذه بالاعتبار والبناء عليه، لإنتاج حلّ أخير ونهائي يحقّق تطلعات الشعب السوري». |