الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: نيسان ٢٧, ٢٠١٥
المصدر : جريدة الحياة
اليمن
الحياة في صنعاء لا تُطاق... وتدمير قيادة الحوثي في صعدة
الرياض - أحمد غلاب وأحمد الجروان - صنعاء، عدن، المكلا، لندن - «الحياة»  
صدّ مسلحو القبائل ومعهم قوات عسكرية موالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في مدينة مأرب (شرق صنعاء) زحفاً لمليشيا الحوثيين المسنودة بقوات من الجيش وأجبروها أمس على التراجع إلى مديرية صرواح غرب المدينة مستفيدين من الضربات الجوية لقوات التحالف على مواقع الحوثيين وخطوطهم الأمامية. وتواصلت المعارك بين مسلحي المقاومة من رجال القبائل وعناصر «الحراك الجنوبي» ومقاتلي حزب «الإصلاح» الإسلامي من جهة وبين المسلحين الحوثيين المدعومين بقوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي صالح في عدن ولحج وتعز وأبين والضالع وشبوة فيما قصف طيران التحالف في صنعاء معسكرات النهدين وفج عطان ونقم وسُمع دوي انفجارات هزّت المنازل وشوهدت ألسنة اللهب وسحب الدخان تتصاعد من محيط القصر الرئاسي. ونسبت وكالة «رويترز» الى أحد سكان صنعاء واسمه الأول جمال، قوله «الانفجارات كانت ضخمة لدرجة أنها هزّت المنزل وأيقظتنا نحن وأبناءنا، الحياة أصبحت لا تطاق في هذه المدينة».

وقال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه علي صالح، معمر الأرياني لـ «الحياة» في الرياض أمس، إنه «لم يعد مقبولاً لكل من تلطخت أيديهم بالدماء أن يحكموا الحزب، ونؤكد أنه لن يظل مصير المؤتمر الشعبي العام مرهوناً بشخص صالح وعدد محدود ممن معه». وكشف أن هناك مبادرة تتبلور في الرياض لإيجاد حل للوضع في اليمن.

وأكدت مصادر يمنية أمس أن الدوحة ستستضيف اجتماعاً خاصاً بالأزمة، سيحضره مسؤولون أجانب وعرب، في وقت يتوجه وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إلى الدوحة اليوم للقاء المسؤولين القطريين. ورفض ياسين أمس دعوة صالح لإجراء محادثات سلام وقال إن عملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية لم تنته بعد. وأضاف في مؤتمر صحافي في لندن «هذه الدعوات غير مقبولة بعد كل هذه الدمار الذي سببه علي عبد الله صالح، لا مكان لصالح في اي محادثات سياسية في المستقبل».

وأشارت المصادر اليمنية إلى أن الحكومة المصغّرة برئاسة نائب الرئيس خالد بحاح، عقدت أول اجتماع لها في الرياض، وركّزت على الوضع الإغاثي، وكيفيّة وصول المساعدات إلى المواطنين في المناطق المتضرّرة.

وعلى الصعيد الإنساني، قال وزير النقل اليمني بدر باسلمة أمس إن حكومته ستنقل نحو 20 ألف مواطن يمني عالقين في مطارات العالم إلى الأراضي اليمنية، بالتنسيق مع السعودية، خلال اليومين المقبلين، عبر مطارَي نجران وجازان.

وذكر وزير حقوق الإنسان والإغاثة اليمني عزالدين الأصبحي أن مفاوضات تجري مع مصر وغيرها لعدم معاملة الرعايا اليمنيين كـ«لاجئين» في البلدان العالقين فيها، عازياً ذلك إلى «عودتهم القريبة لليمن»، وتابع: «إنه جارٍ الاتفاق مع الدول لاحتضانهم حتى انتهاء الأزمة».

وأفادت مصادر عسكرية ومحلية بأن القصف الجوّي طاول مواقع في مدينة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء) وامتد إلى بيحان وحريب في شبوة وإلى المواقع المتقدمة لقوات الحوثيين في صرواح كما طاول مواقع لهم في صعدة وعلى امتداد الشريط الحدودي مع السعودية.

وأجتمع وزير الدفاع السعودي رئيس الديوان الملكي الأمير محمد بن سلمان أمس مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد في محافظة الطائف والتقيا عدداً من القادة العسكريين. كما تفقدا قوات إعادة الأمل في المحافظة.

ودخلت العمليات العسكرية لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية (عاصفة الحزم) شهرها الثاني بناء على طلب الرئيس عبدربه منصور هادي في محاولة لوقف زحف الحوثيين على المدن وإنهاء انقلابهم على العملية الانتقالية التوافقية برئاسة هادي وإجبارهم على العودة إلى طاولة المفاوضات وتسليم أسلحتهم إلى الدولة.

وقالت مصادر في الجبهة الموالية لهادي إن مسلحي القبائل أوقفوا زحف الحوثيين إلى مدينة مأرب وأجبروهم على التراجع تحت ضربات المدفعيّة وصواريخ الكاتيوشا وغارات قوّات التحالف وكبّدوهم خسائرَ في الأرواح والمعدّات، في حين أكّدت مصادر محايدة لـ «الحياة» أن قوات الحوثيين سيطرت على منطقة الحمراء والعطيف والدحلة وأن معارك تدور بين الطرفين في منطقة الزور التي تبعد نحو 14 كيلومتراً غرب مدينة مأرب.

وأضافت المصادر أن المواجهات مستمرة على جبهة الجدعان في مديرية مجزر بين مأرب والجوف وتراوح بين كرّ وفرّ، كما أكّدت سقوط قتلى وجرحى من رجال القبائل نتيجة تعرّضهم لقصف إحدى الغارات الجويّة من طريق الخطأ في صرواح.

إلى ذلك قال شهود في مدينة تعز (جنوب غرب) إن قوات الحوثيّين شنّت أمس قصفاً عنيفاً على أحياء المدينة طاول منازل المدنيين ومستشفى «الثورة» الحكومي، ما أدى إلى سقوط خمسة قتلى على الأقل وعدد من الجرحى، في ظلّ محاولة هذه القوات استعادة مناطق سيطر عليها مسلحون موالون لحزب «الإصلاح» وقوّات من اللواء 35 مدرع الموالي للرئيس هادي.

وذكرت المصادر أن اشتباكات عنيفة تدور بين الفريقين قرب معسكر قوات الأمن الخاصة وفي شوارع وأحياء «القصر وكلابة وحوض الأشراف وفرزة صنعاء ووادي القاضي وصينة» في ظل سيطرة المسلّحين المناهضين لجماعة الحوثيّين على معظم مناطق المدينة التي تعد الأكثر كثافة سكانيّة في اليمن.

وتواصلت المعارك في محافظة الضالع المجاورة مع تجدّد غارات قوّات التحالف على مواقع الحوثيّين، كما تواصلت في عدن وإلى الشمال منها في محافظة لحج التي يتقدم فيها الحوثيّون من جهة الغرب إلى عدن، وقال شهود إن طيران التحالف قصف مطار عدن ومناطق أخرى يتمركز فيها الحوثيّون في مديريّة خور مكسر ومنطقة المعاشيق.

وتعيش معظم مناطق اليمن في ظلّ ظروفٍ إنسانيةٍ صعبة نتيجة افتقاد الخدمات الضرورية وتوقّف الدراسة وانعدام الوقود وانقطاع التيار الكهربائي وصعوبة النزوح إلى مناطق آمنة، فضلاً عن الأخطار المستقبلية نتيجة المكاسب التي تحقّقها على الأرض التنظيمات المتطرّفة المرتبطة بتنظيم «القاعدة».

معارك عنيفة بين مسلحي القبائل والحوثيين في صنعاء

وقعت معارك عنيفة أمس بين المتمردين الحوثيين وخصومهم المناصرين للرئيس عبد ربه منصور هادي، لا سيما في شرق صنعاء، وجنوب البلاد ما تسبب بسقوط عشرات القتلى، على ما أفادت مصادر قبلية وطبية.

وجاء ذلك بعدما عينت الأمم المتحدة مبعوثاً جديداً سيحاول الوصول الى حل للنزاع بعد المغربي جمال بن عمر الذي عمل وسيطاً ومبعوثاً في اليمن منذ 2011.

إلى ذلك، جدد الناطق باسم الحوثيين محمد البخيتي شروطهم. وقال: «لا يمكن استئناف الحوار، الا بعد وقف العدوان الخارجي، ومن حيث توقف»، في إشارة الى المفاوضات التي رعاها بن عمر الذي استقال بعد تعرض وساطته لانتقادات خليجية. وأكدت الأمم المتحدة السبت تعيين الموريتاني اسماعيل ولد شيخ بدلاً منه على امل استئناف وساطته قريباً بهدف التوصل الى تسوية سياسية. و «سيكون صلة الوصل بين مجلس الأمن ومجلس التعاون الخليجي وحكومات المنطقة وشركاء آخرين».

ميدانياً، أرسلت قبائل صباحاً تعزيزات الى منطقة صرواح، شرق صنعاء، للتصدي للحوثيين الذين يحاولون التقدم في محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز الطبيعي. وتعرض المتمردون وحلفاؤهم العسكريون الموالون للرئيس السابق علي عبدالله صالح لخسائر فادحة في المعارك والغارات الجوية التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية في منطقة صرواح.

وأشارت المصادر الى قتل 90 حوثياً ومن القوات الحليفة لهم خلال 24 ساعة وثمانية من مناصري هادي في حصيلة لم يتسن التأكد منها من مصدر مستقل.

وشن طيران التحالف العربي فجر الأحد اربع غارات على القصر الرئاسي في صنعاء وتلة قريبة لمنع ارسال المتمردين تعزيزات إلى مأرب، على ما قال مصدر عسكري.

وعلى رغم اعلان الرياض الثلثاء انتهاء المرحلة المكثفة من عمليتها «عاصفة الحزم» التي اطلقتها قبل شهر، واصل التحالف العربي غاراته على مواقع المتمردين وحلفائهم.

من جهة أخرى، تكثفت المواجهات بالأسلحة من مختلف العيارات أمس في تعز، بعدما تلقى المتمردون تعزيزات مصدرها مدينة المخا على البحر الأحمر. وقتل 13 مدنياً في قصف طاول احياء المدينة.

في الضالع، جنوب البلاد، أسقطت طائرات التحالف العربي أدوية وتجهيزات طبية، بعدما منع المتمردون قافلة منظمات انسانية من الدخول الى هذه المدينة. وفي عدن، أوقعت مواجهات ليلية سبعة قتلى بينهم اربعة متمردين. وقصف طيران التحالف مواقع الحوثيين في حي خور مكسر.

وفي الجنوب ايضاً، قتل خمسة من المقاتلين الحوثيين في مكمن لمقاتلي «المقاومة الشعبية» استهدف مركبة عسكرية في جنوب مدينة لودر في محافظة ابين.

وأكدت مصادر محلية أن المسلحين الموالين للرئيس هادي والذين يطلق عليهم اسم «المقاومة الشعبية»، اعترضوا مركبة عسكرية قادمة من محافظة البيضاء المجاورة واطلقوا عليها قذيفة «آر بي جي» ما ادى الى تدميرها وقتل جميع من كانوا على متنها.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الحوثيون يطردون آخر الأسر اليهودية من اليمن
الحكومة اليمنية تقر برنامجها بانتظار ثقة البرلمان
التحالف يقصف معسكرات للحوثيين بعد أيام من الهجوم على أرامكو
الأمم المتحدة: سوء تغذية الأطفال يرتفع لمستويات جديدة في أجزاء من اليمن
الاختبار الأول لمحادثات الأسرى... شقيق هادي مقابل لائحة بالقيادات الحوثية
مقالات ذات صلة
هل تنتهي وحدة اليمن؟
عن المبعوث الذابل والمراقب النَّضِر - فارس بن حزام
كيف لميليشيات الحوثي أن تتفاوض في السويد وتصعّد في الحديدة؟
الفساد في اقتصاد الحرب اليمنية
إلى كل المعنيين باليمن - لطفي نعمان
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة