واشنطن - جويس كرم
أكد رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري أن «عاصفة الحزم» في اليمن فتحت الباب أمام «تحرك عربي مشترك» قد يترجم بـ«أشكال مختلفة» في سورية وأماكن أخرى تتدخل فيها طهران. وأكد الحريري أن التدخل العربي في اليمن «كسر شوكة إيران» وأن «حزب الله محبط من هذا التدخل».
وقال الحريري، في لقاء مع عدد من الصحافيين، إن إيران «أخطأت بالتمدد إلى اليمن» و«اصطدمت بالحائط»، وأن ما بعد «عاصفة الحزم» ليس كما قبله لجهة «تأسيسها لعمل عربي مشترك» سيترجم «في مناطق النفوذ الإيراني». وقال إن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله «محبط» في خطابه الأخير، من مسار الأمور في اليمن.
وركز الحريري على الساحة السورية بوصفها نقطة تحول استراتيجية في مواجهة النفوذ الإيراني، وأن «تدخل حزب الله وعناصر عراقية موالية لإيران هي التي غيرت المعادلة لمصلحة النظام»، وأنه «لا مهرب من إنشاء منطقة حظر جوي أو مناطق آمنة على الحدود في سورية، إما على الحدود مع الأردن وإما على الحدود مع تركيا». وأضاف الحريري أن الغرض «لَيْس ما قام به الأميركيون في العراق، بتفتيت الجيش السوري وتدمير المؤسسات السورية» مؤكداً أن الهدف هو «إجبار النظام ومن يدعمه على التخلي عن الأسد». واعتبر أن «الغطاء الجوي ورص صفوف المعارضة العسكرية ضروري». وعن زيارته الولايات المتحدة، التي التقى فيها نائب الرئيس جوزيف بايدن ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس أمس، أكد أنه طلب من الإدارة الأميركية «دعم الجيش اللبناني والمساعدة في إنهاء الفراغ الرئاسي، والدفع لحل في سورية لأن الاحتواء ليس مضموناً مع استمرار الحريق السوري». وتساءل الحريري: ما الذي قد يمنع فصائل سورية من ضرب قواعد لحزب الله في لبنان، في ظل قتاله هناك، وإن إدانات القيادات اللبنانية لن تكفي في لإحباط تلك العمليات.
وأعلن الحريري أنه سيتوجه إلى موسكو بعد واشنطن في نصف الشهر المقبل، وأنه إذا «غيّرت واشنطن في معادلة إيران النووية فلا شيء يمنع من تغيير موقف روسيا من بشار الأسد». وقال الحريري إن إتمام الاتفاق النووي أو عدم حدوث ذلك لا يعني الدول العربية، التي ستتحرك في الحالين «للدفاع عن سيادتها في حال حدوثه أم لا». غير أنه عبّر عن قلق في حال رفع العقوبات عن إيران، وأين ستصرف هذا التمويل؟ وإذا كان «حقاً سيذهب إلى الجسور والجامعات أم إلى حزب الله ومشاريعها الإقليمية».
مصادر السنيورة: قيل للجنرال أن لا نصيب له
قالت مصادر مقربة من رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، إن البلد يشهد تردياً في عمل مؤسساته وتدهوراً في أدائها نتيجة استمرار الشغور الرئاسي، على كل الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
وأكدت المصادر أن السنيورة يؤيد تشريع الضرورة في البرلمان ويلتزم به «لكن المسؤول عن تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية هو الذي يُضرِب (في البرلمان) احتجاجاً على التعطيل».
وعن مخرج الشغور الرئاسي في ظل إصرار زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون على ترشيح نفسه ودعم «حزب الله» المستمر له ورفضه البحث بمرشح توافقي، أعربت المصادر عن اعتقادها أن «حزب الله» لا يريد عون رئيساً بل يلعب ورقته ليحجز مكاناً له في تسمية الرئيس المقبل بهدف السيطرة عليه. ورأت المصادر أن استعمال عبارة الرئيس القوي «إفساد لعقول اللبنانيين والموارنة»، وقالت: «فريقنا يريد رئيساً قوياً، ليس بعضلاته وبزنوده، بل في قدرته على جمع اللبنانيين وامتلاكه رؤية، فالتجارب السابقة أظهرت الى أين أخذ الأقوياء بعضلاتهم البلد. البلد يمر حالياً في مرحلة انحطاط يزداد حدة في غياب الرئيس، لأن الرئاسة أصبحت مخطوفة، ما يؤدي الى مزيد من التدهور على المستويات كافة».
وقالت المصادر إن التردي بلغ البطريركية المارونية التي تراجع تأثيرها المعنوي نتيجة كثرة الكلام في موضوع الرئاسة من دون نتيجة، ما أدى الى تقليص صدقيتها. وذكرت أن السنيورة أبلغ البطريرك بشارة الراعي هذا الكلام، لأن ما تبقى له من قدرة على إقناع الأطراف والعماد عون صارت محدودة، ونصحه بأن يكون واضحاً في موقفه بأن يعلن أن فلاناً وفلاناً من المرشحَين لا حظ لهما في الرئاسة، والمطلوب رئيس توافقي، من دون أن يذكر له أي اسم لا سلباً ولا إيجاباً.
وعن تصاعد الاهتراء في المؤسسات نتيجة الخلاف على تعيين قائد الجيش في ضوء ترشيح العماد عون العميد شامل روكز، قالت مصادر السنيورة إن «المنطق هو التوصل الى صفقة تشمل كل الأمور. أما أن يقدم فريق تنازلاً من دون حل المشكلة برمتها (الرئاسة)، فهذا غير محمود. وليس منطقياً أن يقال أعطوني تنازلاً وأنا باقٍ على موقفي».
وعن تلويح وزراء عون بترك الحكومة احتجاجاً على التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، قالت المصادر إن «المطلوب التصرف بحكمة، ولا أحد يملك ثمن قلب الحكومة». وإذ أوضحت المصادر أن حوار «المستقبل» مع «التيار الحر» مستمر، أشارت الى أن «حزب الله» يقول إما العماد عون أو تحكون معنا بشخص نحن نريده. وهذا الوضع يمنع ملء الشغور.
وعن عدم قبول «المستقبل» بعون، ليأتي زعيمه سعد الحريري رئيساً للحكومة، اعتبرت المصادر انه «حين تسلم عون السلطة اكتشفنا ما حصل، وكان له 10 وزراء في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، أساؤوا استخدام السلطة. وإذا جاء عون رئيساً فالرئاسة ستكون في يد الوزير جبران باسيل و (الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصرالله، ثم كيف يتم الإتيان برئيس يعتبر نصف اللبنانيين أن مجيئه هزيمة لهم من جهة وله خيارات إقليمية محددة مغايرة لمصلحة لبنان من جهة أخرى؟».
وتعليقاً على ما تردد عن أن فريق عون ينتظر عودة الرئيس الحريري من زيارته واشنطن لعله يعلن تأييده للرئاسة، قالت المصادر: «إنهم يعيشون في حالة إنكار كامل. سبق أن قيل للعماد عون، إن لا نصيب له في الرئاسة على الإطلاق. ولا يستطيع أي كان أن يزكيه. وما يقوم به «حزب الله» على صعيد الرئاسة، مخالف للصيغة، ويفترض أن يدرك الأمر لكن لا يبدو أنهم حاضرون لذلك»، وهذه الحالة مستمرة إما إلى أن يحصل حدث كبير أو إلى أن يدرك السياسيون مخاطر ما نحن فيه، أو أن يشعر الخارج أن اللبنانيين غير مستعدين لأن يمسكوا زمام الأمور بأيديهم ويطرح مخرجاً. وعندما تأتي ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ وتقول إن هناك مساعدات للبنان لن تأتي إذا استمر الوضع على حاله، فهذا أشبه بإنذار».
وفيما كررت المصادر التأكيد أن حوار «المستقبل» مع «حزب الله» مستمر، نافية ما أشيع عن أن هناك صقوراً وحمائم في التيار، أشارت الى أن السنيورة هو الذي استعار كلمة ربط النزاع مع الحزب. وهو يعتقد أن هناك العديد من القضايا المختلف عليها معه، «لكن هذا لا يعني أن نصطدم، بل أن نقتنع بأن ما نختلف عليه لا يمنع السعي الى التوافق على الممكن، ففي الحزب يريدون أن نضع القضايا الخلافية تحت الطاولة وأن يكون الآخرون صامتين على سياساته. لكن السنيورة يعتبر أنه يجب إعلان الموقف من قضايا الخلاف كل ساعة. الحوار إيجابي حتى لو لم يؤد الى نتيجة. والحزب حقيقة موجودة ونحن نعترف به ونريد العمل على استرجاعه حتى لا يطول غيابه عن البلد نتيجة تطلع الطوائف الى الخارج الذي هو أحد مظاهر «هركلة» الدولة وإضعافها».
«عاصفة الحزم» حالة وجدانية
وتحدثت مصادر السنيورة عن الأوضاع العربية، معتبرة أن البعض بدا متفاجئاً بعاصفة الحزم في اليمن التي جاءت لتعبر عن حالة في الوجدان العربي بأنه آن الأوان لأن يبادروا، لأن الاتكال على أميركا لحل المشاكل الإقليمية ليس منطقياً.
ورأت مصادر السنيورة أن ما أقدمت عليه السعودية مع حلفائها خطوة أساسية لاستعادة المبادرة ومقدمة لإعادة التوازن الاستراتيجي في العالم العربي، مع الاعتراف بأن القضية الفلسطينية مازالت بلا حل والتمدد الإيراني مشكلة.
وقالت المصادر إن ما يحصل في اليمن يحتاج الى تنبه وعمل سياسي مع العمل العسكري تمتزج فيه الحكمة مع المكر، وصولاً الى حل يستوعب جميع الفرقاء، إضافة الى عمل تنموي يعطي الناس أملاً، مثلما نحن في شمال لبنان نحتاج الى مبادرة تحيي الأمل، خصوصاً أنه يعاني اقتصادياً، وفيه انفجار سكاني، وحين نعلم أن أحد الذين اتهموا بوضع إحدى المتفجرات قبض ثمن فعلته 25 ألف ليرة لبنانية ندرك حجم المعضلة.
وتابعت المصادر أن عاصفة الحزم أطلقت شيئاً لم تعد ممكنة العودة به الى الوراء، والعصفور خرج من القفص ولا أحد يستطيع إرجاعه. واعتبرت أن من المبكر القول من ربح في اليمن، لكن المؤكد ان هناك خاسراً، فالحوثيون وعلي عبدالله صالح ضربت قدرتهم العسكرية، والوضع العربي رابح أيضاً. أما حملة «حزب الله» ضد «عاصفة الحزم» فتعود الى أنه لا يستطيع تحمل هزيمة.
السنيورة - خليل
وشددت مصادر السنيورة على المعالجات الاجتماعية اللبنانية، مؤكدة أن رئيس كتلة «المستقبل» مع إقرار سلسلة الرتب والرواتب للمعلمين وموظفي القطاع العام لأنها تعالج مشكلة اجتماعية، على أن تكون أرقامها معقولة. وأوضحت أن البعض لا يستوعب أن الدين في البلد 70 بليون دولار وأننا لسنا مثل اليونان، نملك طوق نجاة، فالسلسلة أحالتها الحكومة السابقة بطريقة شعبوية... في وقت هناك أناس يلعبون بالوضع المالي وبمداخيل المغتربين بالهجوم على المملكة العربية السعودية وغيرها.
وعن استمرار الحملة على السنيورة بحجة أن حكومته أنفقت مبلغ الـ11 بليون دولار بين 2005 و2007، وكذلك حكومة الحريري عام 2010، بلا تغطية قانونية وسجلات، قالت المصادر إن وزير المال علي حسن خليل زار السنيورة قبل مدة في مكتبه ليناقش معه الوضع المالي والسلسلة، ومما قاله له إنه اكتشف أن سياسته السابقة كوزير للمال كانت هي الصحيحة وأنه اكتشف أنه حصل قطع حساب لإنفاق مبلغ الـ11 بليون دولار في سجلات الوزارة ليتم اعتماده في الموازنات اللاحقة، وبالتالي فإن قيود الإنفاق موجودة. وتابعت المصادر أن السنيورة طالب الوزير خليل عندها بأن يبلغ الرئيس نبيه بري بذلك.