الجزائر - عاطف قدادرة أكّدت مصادر عسكرية جزائرية أمس، صحة أنباء تحدثت عن عملية عسكرية شاملة تقودها قوات البر والجو التابعة للجيش الجزائري، في ثلاثة محاور في جنوب البلاد. وخطّط الجيش لهذه العملية منذ 10 أيام على الأقل، تاريخ توقيف مهرّبي سلاح في تندوف في الجنوب الغربي، فيما تعتقد أوساط أمنية حدوث عمليات «متزامنة» لإدخال كميات من الأسلحة عبر الشريط الحدودي القريب من موريتانيا ومالي وليبيا.
ويُعتقد أن العملية العسكرية التي تنفّذها الجزائر، تجري بالتشاور مع دولتين على الأقل، هما تونس وليبيا، بعد تحييد ما تشتبه الجزائر بأنه تعاوناً محتملاً بين طوارق إسلاميين في شمال مالي وجماعات إرهابية، بموجب التزامات تعهّد بها الطرف الأول في اتفاق وُقِّع قبل شهرين في العاصمة الجزائرية. وقال مصدر أمني جزائري، إن عملية عسكرية كبيرة أُطلِقت، تزامناً مع عملية عسكرية في تونس، إضافة إلى تشديد الإجراءات العسكرية على حدود مصر مع ليبيا، وذلك في إطار ملاحقة مهرّبي السلاح.
وأضاف أن «عدد المهربين الكبير الذين تمّ كشفهم خلال الأسبوعين الماضيَين، لا يتعلق بعمليات ضبط قائمة على الصدفة بل بعملية عسكرية كبيرة بدأت في 5 نيسان (أبريل) الجاري»، مشيراً إلى أن البيانات العسكرية المتلاحقة الصادرة عن وزارة الدفاع الجزائرية، أكدت أن عملية «الربيع» التي أُطلقت بناءً على أوامر نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، حققت نتائج ميدانية مهمة في جبهتين على الأقل، الأولى على الحدود مع النيجر التي باتت متنفساً لمهربي السلاح إلى ليبيا، والثانية على جبهة الحدود المالية والموريتانية التي يتحرّك عبرها المهربون المرتبطون بإقليم أزواد.
وأفاد المصدر ذاته بأن النتائج الكبيرة المحقّقة على مسالك التهريب في الجنوب، تأتي ضمن إطار عملية عسكرية تم التحضير لها منذ شهر شباط (فبراير) الماضي، من طريق عمليات واسعة لجمع المعلومات حول شبكات التهريب، شملت ثلاث مناطق صحراوية كبرى.
وذكر مصدر عسكري لـ «الحياة» أمس، أن «قوة عسكرية كبيرة تعمل في منطقة تيريرين، جنوب تمنراست قرب الحدود المالية»، لافتاً إلى أن «المعطيات تشير إلى تحالف نوعي بين مهربين والحركة الإسلامية لأبناء الجنوب»، وهي تنظيم إسلامي مسلّح مستقل عن تنظيمَي «القاعدة» و«داعش» الإرهابيَين، ويتحصن أفراده في تلك المنطقة، فيما تتولى قوة جوية مراقبة الشريط الحدودي مع ليبيا وأجزاء قرب النيجر، وتتولى قوة ثالثة محور تندوف على حدود موريتانيا ومخيمات اللاجئين الصحراويين.
وكانت الجزائر أعلنت قبل أسبوع، إفشال محاولة إدخال كمية من الأسلحة والذخيرة قرب الشريط الحدودي في منطقة الشناشن الواقعة جنوب شرقي تندوف.
|