الثلثاء ٢٦ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: نيسان ١٨, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
العراق
عملية تطوي آخر فصول "البعث" العراقي: نهاية عزة الدوري بعد 12 سنة من سقوط صدّام
إنه "انتصار كبير"، قال محافظ صلاح الدين رائد الجبوري عن مقتل عزة ابرهيم الدوري، آخر رموز عهد "البعث" وصدام حسين، معتبراً أن هذا النبأ الذي ينتظر تأكيد نتائج فحص الحمض الريبي النووي "دي أن آي"، سوف تكون له "مردودات سلبية" على تنظيم "الدولة الإسلامية"، "داعش" سابقاً، نظراً إلى ما تردد سابقاً عن صلات بين الدوري، ذي النشأة الدينية الصوفية والفصيل المتشدد، كما يشكل ضربة لـ"خلايا" الحزب المنحل.

وأمكن من تصريحات مسؤولين عدة بناء تصور لما حصل في منطقة جبال حمرين السادسة صباحاً. كان الدوري في رفقة "إرهابيين" عددهم بين ثلاثة وتسعة، ويُعتقد أنهم كانوا في طريقهم إلى ناحية العلم. وشاركت ميليشيات "الحشد الشعبي" في العملية، وسقط 12 قتيلاً بين مقاتلي الحشد وأبناء عشائر العلم.
وفي وقت لاحق أفيد عن نقل الجثة إلى مقر السفارة الأميركية في بغداد لأخذ عينة من أجل مطابقتها بالحمض الريبي النووي للدوري الذي تحتفظ البعثة بعيّنة منه.

وفي المقابل، تواجه المعركة لدحر "الدولة الإسلامية" انتكاسة في الرمادي. وكان رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري حاسماً في التحذير من أن "سقوط الرمادي سيطيح الانتصارات المتحققة على داعش".

وفور عودته من الولايات المتحدة، زار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مقر قيادة العمليات العراقية المشتركة في بغداد لمتابعة سير العملية الأمنية في الرمادي.
وقتل نحو 40 شخصاً في هجمات متفرقة في بغداد، بينما استهدفت سيارة مفخخة مدخل القنصلية الأميركية في حي مسيحي قرب أربيل بكردستان العراق، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص ليس بينهم أميركيون. وتبنت "الدولة الإسلامية" العملية.

1 / 2
المصدر: (أ ب، و ص ف، رويترز، أ ش أ)

18 نيسان 2015

تضاربت الأنباء عن مصير عزة ابرهيم الدوري، آخر رموز عهد الرئيس العراقي سابقاً الراحل صدام حسين، إذ أعلنت السلطات العسكرية مقتله في منطقة جبال حمرين الممتدة بين محافظتي ديالى وصلاح الدين، بينما نفى حزب البعث المنحل ذلك.، وفي تطور أمني استرعى الانتباه، استهدفت سيارة مفخخة مبنى القنصلية الأميركية في أربيل، وسط تزايد التحذيرات من سقوط الرمادي.

أفاد محافظ صلاح الدين رائد الجبوري أن جثة الدوري ستُسلم إلى السلطات العراقية المختصة للتأكد من هويتها بعد إجراء فحص الحمض الريبي النووي "دي أن آي". وأوضح أن جنوداً عراقيين، ومعهم مقاتلون من ميليشيات "الحشد الشعبي" الشيعية، قتلوا الدوري قرب حقل علاس النفطي، بعدما حاصروه مع مسلحين موالين له. وأضاف أن "الإرهابيين" الذين كانوا معه قتلوا، وأن ثلاثة منهم كانوا مهاجمين انتحاريين وقد فجروا أنفسهم. وأشار الى أن نتائج الحمض الريبي النووي ستُعلن قريباً.
وتحدث عن تفاصيل العملية، فقال إن معلومات استخبارية وردت عن وجود مجموعة إرهابية في حمرين تعتزم مهاجمة ناحية العلم في شمال العراق بثلاث سيارات تضم "إرهابيين وانتحاريين"، فتحركت القوات الأمنية فوراً، مدعومة بـ"الحشد الشعبي"، واشتبكت مع المجموعة.
وفي مقابلة مع قناة "العربية"، وصف الجبوري العملية بأنها "انتصار كبير"، و"بالتأكيد هذا الخبر سيكون له مردودات إيجابية لنا، ومردودات سلبية على تنظيمات داعش ("الدولة الإسلامية") الارهابية ومن ينتمى الى تلك التنظيمات، وسوف يكون هناك انكسار لدى هؤلاء. عزة الدوري يعتبر من العقول المدبرة لهذا التنظيم الارهابي".
وفي المقابل، صرّح اللواء حيدر البصري، الذي تردد أنه المسؤول عن العملية، للتلفزيون الحكومي بأن الدوري كان في رفقة تسعة حراس وقد قتلوا في تبادل للنيران مع موكبهم. وقال: "بسم الله الرحمن الرحيم، تم قتل المجرم عزة الدوري تقريباً الساعة السادسة صباحاً".
في حين قال قائد "منظمة بدر" هادي العامري أن "12 قتيلاً سقطوا خلال اشتباكات بين قوات "الحشد" وأبناء عشائر العلم، وإحدى الجثث تحمل ملامح الدوري". وأظهرت صور وزعتها السلطات العراقية ما يُعتقد أنه جثة الدوري، وفيها علامات فارقة تميزه مثل الشارب الأصهب. وصارت اللحية كثة بدل الشاربين المشذبين اللذين كان يعرف بهما نائب الرئيس السابق.
ويذكر أن هذه ليست المرة الأولى تُعلن السلطات العراقية قتل الدوري أو توقيفه. وقد وُزعت صورة لرجل يشبهه موقوفاً عام 2003 قبل أن يتبين عدم صحة ذلك. أضف أن الرجل الذي أُدرج اسمه على لائحة أكثر مسؤولي النظام السابق المطلوبين لدى الولايات المتحدة، غالباً ما كان يعاود الظهور من خلال رسائل صوتية أو اشرطة.

الرجل الثاني
وعزة إبرهيم الدوري من مواليد أول تموز 1942. وهو ينتمي إلى فخذ البو حربة، وهو جزء من عشيرة المواشط في مدينة الدور بصلاح الدين. وسميت العشيرة بالمواشط نسبة إلى الشيخ محمد المشط.
ونشأ الدوري في قضاء الدور وتلقى تربية دينية ذات نزعة صوفية. وقد فشل في الدراسة في ثانوية الأعظمية لتكرار رسوبه، فانتقل إلى سوق العمل وصار بائع ثلج، وانخرط في صفوف حزب البعث وتدرج فيه. ثم تولى منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، وقبل ذلك مناصب عدة، مثل وزير الداخلية ووزير الزراعة.

بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، اختفى الدوري وأعلن أنه تولى منصب الأمين العام لحزب البعث خلفاً لصدام حسين بعد إعدامه. تزوج من خمس نساء، وله 11 ابناً و13 بنتاً.
وفي انتظار ظهور نتائج فحص الحمض الريبي النووي، نفى ناطق باسم حزب "البعث" في حديث تلفزيوني مقتل الدوري. كذلك قال الناطق باسم القيادة المركزية الأميركية الكولونيل بات رايدر إن لا معلومات لدى الولايات المتحدة عن وفاة الدوري.

الأمن
وفي أربيل، انفجرت سيارة مفخخة على طريق خارج القنصلية الأميركية ومجمع في بلدة عينكاوا قرب اربيل. وتضم القنصلية ديبلوماسيين وموظفين أميركيين، وفي حصيلة أولية، وردت تقارير عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين، وأكد مصدر أميركي عدم تسجيل خسائر بشرية في صفوف موظفي القنصلية أو حراسها.
وتحدث شهود عن سماع إطلاق نار بعد الهجوم، وشوهدت سيارات مشتعلة.
ويعود التفجير الأخير في أربيل الى تشرين الثاني 2014 حين قتل أربعة أشخاص عند حاجز التفتيش لمبنى المحافظة.

إلى ذلك، هزت سلسلة انفجارات مناطق عدة في بغداد، مستهدفة أماكن عامة، مما تسبب بمقتل 40 شخصاً على الأقل. وكان أعنف التفجيرات في سوق بجنوب غرب بغداد، وسقط فيه تسعة قتلى و20 جريحاً.

على صعيد آخر، أعلنت الأمم المتحدة الجمعة نزوح أكثر من أربعة آلاف عائلة أخيراً من محافظة الأنبار في غرب العراق، بعد الاشتباكات التي دارت بين القوات العراقية وتنظيم "الدولة الاسلامية" في مدينة الرمادي، كبرى مدن المحافظة ومناطق مجاورة.
وشهدت مناطق متفرقة في الأنبار، وخصوصا تلك المحيطة بالرمادي ومنطقة الكرمة في الجانب الشرقي من المحافظة، هجمات متلاحقة للمتشددين الذين استطاعوا فرض سيطرتهم على مناطق أوسع فيها.

وأمس أيضاً شهدت مشارف الرمادي اشتباكات عنيفة، وحذرت السلطات المحلية من أن المدينة قد تسقط في أيدي "الدولة الإسلامية" ما لم تصل تعزيزات عاجلة. وكشفت مصادر في الشرطة وفي مجالس محلية أن المسلحين على مسافة لا تزيد عن نصف كيلومتر من وسط الرمادي.

ووجه نائبان لمحافظ الأنبار تحذيراً مماثلاً، ولاحظا أن الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لا يشن غارات جوية كافية للمساعدة في إنقاذ المدينة. ودعا رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري القيادة العامة للقوات المسلحة ووزارتي الدفاع والداخلية العراقية إلى تحمل مسؤولياتها حيال الرمادي، قائلاً إن "سقوط الرمادي سيطيح الانتصارات المتحققة على "داعش"".
وفي المقابل، نشرت وزارة الدفاع العراقية لقطات مصورة تظهر غارات جوية على أهداف لـ"الدولة الإسلامية" في المدينة.

وفي صلاح الدين، حررت القوات العراقية المشتركة مركز قضاء بيجي وواصلت التقدم في اتجاه المصفاة، بعد معارك عنيفة سقط فيها 52 رجلاً من "الدولة الإسلامية".
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اختتم الخميس زيارته للولايات المتحدة بوعد بتسليم بلاده قريباً مقاتلات "ف - 16". وهو إذ رحب بالمساعدة الإيرانية في معركة العراق، عبر عن عدم ارتياحه الى بروز دور قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري "الباسدران" الجنرال قاسم سليماني.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة