شنّت قوات موالية للحكومة الليبية المعترف بها دولياً غارات جوية أمس قرب العاصمة طرابلس التي يسيطر خصومها عليها، فيما يُنتظَر انطلاق محادثات سلام بين الفرقاء الليبيين برعاية الأمم المتحدة في المغرب.
وقال محمد الحجازي الناطق باسم الجيش الموالي للحكومة المعترف بها دولياً برئاسة عبد الله الثني، إن طائرات حربية هاجمت مطار معيتيقة في طرابلس وأهدافاً أخرى في غرب البلاد، مضيفاً أن «الغارات جزء من حملة تشنها القوات الحكومية على الإرهاب».
وقال مدير قسم الإعلام والتوثيق في مطار معيتيقة، عبدالسلام بوعمود، إن الغارات لم تصب المطار، وأفاد مصدر أمني بإن بطارية صواريخ كانت على بُعد نحو 10 كيلومترات من المطار على مشارف طرابلس أُصيبت.
من جهة أخرى، اكتشف جهاز الهندسة العسكرية في طبرق أول من أمس، طنَين من المتفجرات كانت مخبأة تحت الأرض قرب قاعدة جمال عبد الناصر الجوية.
وقال مدير المكتب الإعلامي في القاعدة مختار روفه، إن هذه الكمية تمّ اكتشافها عندما كان أفراد من كتيبة الشهيد عمر المختار يقومون بعملية تمشيط روتينية في محيطها، حيث لاحظوا وجود شيء مدفون تحت الأرض أثار ريبتهم، وعند الاقتراب منه والاستطلاع تبين لهم أنها قنابل معدَة للتفجير. وأضاف أن فريقاً من الكتيبة اتصل بالهندسة العسكرية التي حضرت إلى المكان وفككت 21 قنبلة، مبيناً أن وزن القنبلة الواحدة يصل إلى 100 كيلوغرام. وأضاف مدير المكتب أنه «وفق التحقيقات الأولية تبين أن القنابل كانت مُعدَة للتفجير داخل المطار، وفي مدينة طبرق، ولكن بفضل الله ثم أفراد المؤسسة العسكرية أُحبطت هذه العمليات».
في غضون ذلك، كشفت صحيفة «لاليبر» البلجيكية، عن نقل طائرات شحن أسلحة وذخائر من مطار «أوستاند» البلجيكي إلى مطارات في غرب ليبيا الخاضع لسيطرة ميليشيات «فجر ليبيا»، وذلك بمعدّل رحلة كل أسبوعين. وذكرت الصحيفة البلجيكية في عددها الصادر أمس، أن طائرة شحن من طراز «بوينغ 747» غادرت مطار «أوستاند» متجهة إلى ليبيا الأسبوع الماضي وعلى متنها شحنة من أنواع مختلفة من الذخيرة والمدفعية المضادة للطائرات، من دون تحديد هوية السلاح ومصدره.
وسبق أن أعربت الأمم المتحدة عن شكوكها في تهريب أسلحة وذخائر من المطار البلجيكي وطالبت الحكومة البلجيكية بتوضيحات، فأكدت تفتيش الطائرات المغادرة من دون العثور على أي مواد محظورة، وفق الصحيفة.
الثني في روسيا
إلى ذلك، أعلنت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً في بيان أن رئيسها عبد الله الثني بدأ زيارة إلى روسيا أول من أمس، حيث يُتوقع أن يبحث مع المسؤولين الروس التعاون في المجال العسكري.
وذكر البيان الذي نشرته الحكومة على صفحتها الرسمية على موقع «فايسبوك»، أن زيارة الثني على رأس وفد وزاري هي الأولى له إلى موسكو منذ تعيينه في منصبه العام الماضي، وتأتي «تلبيةً لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين».
واستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومسؤولي أمن روس، الوفد الوزاري الليبي في مطار موسكو.
ويُفترض أن يناقش الوفد الوزاري الليبي مع المسؤولين الروس خلال الزيارة التي ستستمر 3 أيام «سبل التعاون وتبادل الخبرات في المجال الأمني والاقتصادي إضافة إلى التعاون في مجال الطاقة والنفط والمواصلات والتنمية». وستناقش خلال الزيارة «إعادة دراسة العقود المبرمة في العام 2008 بين الجانبين الليبي والروسي في المجال العسكري وبناء الجيش والخطوات التي تكفل إعادة تفعيلها ودراسة إمكان إبرام عقود أخرى، بخاصة في المجال العسكري».
على صعيد آخر، قال محمد الطويل مدير مكتب الإعلام في وزارة الخارجية في حكومة «الإنقاذ الوطني» المناوئة لحكومة الثني، إن مصلحة الطيران الليبي تلقت برقية من نظيرتها التونسية تفيد بإعادة فتح المجال الجوي التونسي أمام الطيران الليبي.
|