واشنطن - جويس كرم أعلن الرئيس باراك أوباما، بعد لقائه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في البيت الأبيض أمس، تحقيق «تقدم كبير» في التصدي لـ»داعش»، لكنه أضاف أن مواجهة التنظيم «عملية طويلة الأمد»، وتفادى الخوض في طلب بغداد تزويدها أسلحة، خصوصاً طائرات «آباشي»، على رغم تأكيده أن واشنطن تسعى إلى «ضمان قدرة الجيش على النجاح». وجاء في بيان للبيت الأبيض أن العبادي «لم يقدم طلباً محدداً بالمساعدات العسكرية». وفي إشارة غير مباشرة إلى دور إيران، دعا الرئيس الأميركي كل «المقاتلين الأجانب الذين يساعدون القوات العراقية إلى احترام سيادة البلد».
وأوضح أوباما بعد لقائه العبادي الذي التقى أيضاً نائبه جوزيف بايدن، ان اهتمامه الرئيسي «هزيمة داعش واحترام سيادة العراق». لكن هذا الامر «لن يتم بين ليلة وضحاها». وشدد على أهمية أن تكون «الحكومة شاملة كل العراقيين لإنجاح ذلك». وأضاف أن أي مساعدة عسكرية أو أمنية في محاربة «داعش يجب ان تمر عبر الحكومة»، متعهداً تقديم 200 مليون دولار مساعدة إضافية للأغراض الإنسانية في بلاد ما بين النهرين.
من جهة أخرى، أكدت مصادر موثوق فيها أن ملف «الحشد الشعبي» والتحفظات الأميركية عن معركة تكريت كان حاضراً خلال لقاءات العبادي الذي قال إنه حريص على «أن ينضوي جميع المقاتلين تحت لواء الدولة».
ويتوقع أن يلتقي العبادي وزيري الخارجية جون كيري، والدفاع آشتون كارتر، وسيعقد اجتماعات في وزارة الخزانة وغرفة التجارة ويلتقي أيضاً مجموعة الضباط العراقيين الذين يتلقون تدريبات في الولايات المتحدة.
وقالت مصادر أميركية لـ»الحياة» أن واشنطن تريد «خطوات ملموسة» من العبادي في العمل مع عشائر الأنبار لمواجهة «داعش» ووضع استراتيجية، على المدى الطويل، تستوعب كل الفئات ولا «ترسخ الانقسامات المذهبية التي يستفيد منها التنظيم».
ويشكل المحور الاقتصادي جزءاً كبيراً من محادثات العبادي مع المسؤولين الأميركيين، وقد شجعه أوباما على «تنويع مصادر الدخل» بدلاً من الإعتماد على النفط وحده.
الجيش العراقي وأبناء العشائر يحققون تقدماً في الرمادي
بغداد – حسين علي داود حققت القوات العراقية تقدماً في الرمادي، واستعادت مناطق سيطر عليها «داعش» نهاية الأسبوع الماضي، فيما أعلنت فصائل في «الحشد الشعبي» مشاركتها في العمليات في ناحية الكرمة، شرق الفلوجة.
وبدأت التعزيزات العسكرية التي وصلت إلى الأنبار، قبل يومين، مشاركتها في المعارك شمال الرمادي، وهي ثلاثة أفواج، كما دخل لواء «أحمد صداك الدليمي» الخدمة بعد تسليحه.
وقال عبد المجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ الرمادي في اتصال مع «الحياة» أمس، إن «القوات الأمنية وأبناء العشائر حققوا تقدماً كبيراً شمال الرمادي، حيث تم استرجاع أحياء من منطقة البوفراج التي سيطر عليها التنظيم الجمعة الماضي».
وأوضح أن «القوات شنت امس هجمات من محاور عدة من شمال الرمادي وشرقه ووسطه، واقتحمت منطقة البوشوكة الواقعة بين البوفراج والبوذياب ووصلت الى إحدى المدارس في المنطقة التي كان يتخذها داعش منطلقاً لهجماته على البوذياب والصوفية».
وأشار الفهداوي إلى أن «هجوماً آخر للقوات الأمنية وأبناء العشائر تم في مناطق الحوز، وسط الرمادي، باتجاه التأميم غرباً، حيث يسيطر داعش على عدد من الأحياء. وهناك عائلات محتجزة داخل منازلها لم تتمكن من الخروج بعد اندلاع القتال، كما شنت هجوماً على منطقة السجارية، شرق الرمادي، وسيطرت على الطريق الرئيسي».
إلى ذلك، أعلن مصدر في «قيادة عمليات الأنبار» أن «قوة من الفرقة الأولى تمكنت أمس من تفجير ثلاث سيارات مفخخة يقودها انتحاريون، حاولوا استهداف الجيش عند ناظم الثرثار شمال الرمادي».
وأكد محافظ الأنبار صهيب الراوي في بيان أمس، أن «تعزيزات عسكرية وقتالية من دبابات ودروع وأعتدة وأسلحة مختلفة وصلت إلى مناطق التماس مع داعش».
وفي ناحية الكرمة، شرق الفلوجة، أعلن فصيل حركة «النجباء» التابع لـ «الحشد الشعبي» أمس، تحرير ثلاث مناطق في الناحية، وأوضح في بيان أن «قوات من الحشد نفذت عملية مباغتة استهدفت تجمعات ومقار داعش، وتمكنت خلالها من تطهير مناطق البوخنفر والبوسودة والجزيرة». ولفت الى أن «معارك التطهير مستمرة وسيكون هناك تقدم واسع للقوات الأمنية، وأسفرت عن قتل 60 عنصراً من داعش وتدمير العشرات من عجلاتهم».
وأعلنت وزارة الدفاع بدء من قائد عمليات الجزيرة والبادية في الأنبار اللواء الركن ناصر الغنام، وقائد الفرقة السابعة المنتشرة في المحافظة اللواء نومان الزوبعي مهامها، في إطار التغييرات في القيادة العسكرية التي أصدرها رئيس الحكومة حيدر العبادي.
|