في أول ظهور علني له منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في أيلول (سبتمبر) الماضي، أعلن رجل الدين عبدالمجيد الزنداني دعمه عملية «عاصفة الحزم»، داعياً إلى «النفير» لمواجهة الحوثيين ودعم الشرعية في اليمن. في الوقت ذاته، سيطر مسلحو قبائل تدعمهم عناصر من تنظيم «القاعدة» في محافظة شبوة على ميناء بلحاف ومنشآت تصدير الغاز المسال، وأوقِفت كل عمليات تصديره.
وأقر بيان لتنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» بمقتل أحد قادة التنظيم ابراهيم الربيش، وذلك في اليمن أول من أمس بغارة لطائرة أميركية من دون طيار. وأفادت وكالة «فرانس برس» أن البيان الذي نشره أحد المواقع «الجهادية» على الإنترنت، أشار إلى أن الشيخ إبراهيم بن سليمان الربيش قُتِل وعدد من «إخوانه» إثر «غارة صليبية حاقدة».
ولليوم الثالث شهدت محافظة مأرب (شرق صنعاء) معارك ضارية بين مسلحين قبليين تُساندهم قوات من الجيش موالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وبين المسلحين الحوثيين المدعومين بوحدات من الجيش موالية للرئيس السابق علي صالح، وسط كرّ وفرّ في مناطق صرواح والجدعان، حالا دون تقدم الحوثيين للسيطرة على مدينة مأرب وحقول النفط والغاز.
وطاولت غارات طائرات التحالف المشاركة في عملية «عاصفة الحزم» مواقع ومعسكرات ومخازن للسلاح في صنعاء وعمران وإب وصعدة تابعة للحوثيين وقوات صالح، في وقت تواصلت المواجهات في شبوة وأبين وعدن ولحج والضالع، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى.
وناشد علي صالح في منشور مقتضب وردَ في صفحته على «فايسبوك»، دول التحالف وقف عملياتها العسكرية، وقال: «الجرح موجود فلا تعمّقوا الجرح، ابحثوا عن حل للخروج من مستنقع اليمن».
وطرح حزب التنظيم الوحدوي الناصري أمس مبادرة لوقف المواجهات والعمليات العسكرية لدول التحالف، وسحب أسلحة الحوثيين والعودة إلى المفاوضات على أساس «المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية». في الوقت ذاته، أعلن رجل الدين البارز عبدالمجيد الزنداني في أول ظهور له منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في أيلول (سبتمبر) الماضي، تأييده «عاصفة الحزم»، داعياً إلى «النفير» لمواجهة الحوثيين ودعم شرعية هادي.
وسيطر مسلحو القبائل الذين تدعمهم عناصر من تنظيم «القاعدة» في محافظة شبوة، على ميناء بلحاف ومنشآت تصدير الغاز المسال، بعد انسحاب الجنود المكلفين حمايتها، فيما أعلنت شركة الغاز حالة «القوة القاهرة» وأوقفت كل عمليات التصدير.
مصادر أمنية تحدثت عن العثور على جثث 14 جندياً في مدخل مدينة عتق عاصمة شبوة يُعتقد بأن عناصر «القاعدة» ذبحوهم بعد سيطرتهم في مديرية ميفعة قبل يومين على كتيبة دبابات ومدفعية، تابعة للواء الثاني في سلاح المشاة المُوالي لعلي صالح والمؤيد للحوثيين.
إلى ذلك، عينت اللجنة الثورية التابعة للحوثيين العميد علي الطمبالة محافظاً لشبوة، في وقت تواصلت المعارك في محافظة أبين المجاورة، بخاصة في لودر وشقرة حيث يحاول أنصار هادي من «اللجان الشعبية» ومسلحي «الحراك الجنوبي» السيطرة على معسكرات ومواقع موالية للحوثيين.
وأفادت مصادر محلية بأن انتحارياً من «القاعدة» فجّر سيارة مفخخة في مدرسة في لودر، كانت تتحصّن بها كتيبة للجيش الموالي لصالح ما أوقع عشرات القتلى والجرحى.
وفي عدن كبرى مدن الجنوب، تواصلت حرب الشوارع ضد الحوثيين والقوات الموالية لهم، بعد تراجعهم في شرق المدينة ووسطها نتيجة غارات التحالف، والمقاومة الشديدة التي يبديها أنصار هادي ومسلحو «الحراك الجنوبي».
وأكدت مصادر عسكرية ومحلية أن طائرات التحالف قصفت أمس معسكراً للحرس الجمهوري غرب مدينة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء) ودمّرت مقر قيادة المنطقة العسكرية السابعة، كما ضربت معسكر اللواء 55 التابع للحرس الجمهوري في يريم إلى الجنوب من ذمار، ما أدى إلى تفجير مخازن صواريخ. وضَرَبَ الطيران معسكراً وسط مدينة عمران، شمال صنعاء، كما قصف مواقع للحوثيين في صعدة وحجّة شمالاً، ومواقع في ضواحي العاصمة اليمنية.
وتحدّث شهود عن اقتحام الحوثيين منزل رئيس الحكومة خالد بحاح في صنعاء، وأشاروا إلى أن مسلحي جماعتهم نصبوا فوق المنزل مضادات الطيران، بعد يوم على تعيين بحاح نائباً للرئيس اليمني. وحطت أمس في مطار صنعاء طائرة لـ «اليونيسيف» محمّلة مساعدات طبية وطائرة هندية وأخرى أردنية على متنهما عشرات اليمنيين ممن كانوا عالقين في الخارج بسبب توقف حركة الطيران المدني جراء الحرب.
|