الجزائر - عاطف قدادرة قتل عناصر أمن جزائريون أمس، 4 مسلحين ينتمون إلى جماعة «جند الخلافة» التي بايعت تنظيم «داعش» الإرهابي، في منطقة تشهد نشاطاً تقليدياً لمسلحي الجماعة التي تأسست في أيلول (سبتمبر) الماضي. وعُلم من مراجع أن العملية نفذتها فرقة تدخل تتبع جهاز الاستخبارات بالتعاون مع فريق محققين من فرق البحث والتحري التابعين للشرطة.
ونفذت العملية صباح أمس، في جبال «بوزقزة» الوعرة في ولاية بومرداس (50 كيلومتراً شرق العاصمة)، تحديداً في أعالي خميس الخشنة، وهو محور نفوذ «جند الخلافة» ومركز الوسط الذي ينشط فيه عناصرها بعدما انشقوا عن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» الذي لم يعد له نشاط ولا حتى موقع زعيمه عبد المالك دروكدال المعروف باسم «أبو مصعب عبد الودود».
ولفتت مصادر مأذون لها، إلى أن الفريق الذي نفّذ العملية مؤلّف من عناصر الجهاز المركزي للبحث والتحري في مكافحة الإرهاب الذي يتبع دائرة الاستعلام والأمن (التسمية الرسمية للاستخبارات الجزائرية). وعُلم أن مسلحاً اعتُقل أخيراً هو مَن أرشد قوات الأمن إلى موقع العملية. وتلاحق قوات الأمن 10 عناصر من «جند الخلافة» على محور يمتد بين جبال بومرداس وتيزي وزو والبويرة (منطقة الوسط سابقاً في هيكل القاعدة التنظيمي).
وتتواصل تلك العمليات منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إثر مقتل أمير «جند الخلافة» قوري عبد المالك المعروف باسم «خالد أبو سليمان» برفقة مسلحَين إثنَين في منطقة يسر في ولاية بومرداس (70 كيلومتراً جنوب شرق العاصمة).
على صعيد آخر، أشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال استقباله نظيره الجزائري رمطان لعمامرة أول من أمس، بدور»الجزائر في مجال الأمن الإقليمي، لاسيما جهودها لإحلال السلام في مالي وليبيا». وقال الوزير الأميركي لدى استقباله نظيره الجزائري إن «التعاون في المجال الأمني هو حجر الزاوية في العلاقة بين الولايات المتحدة والجزائر» اللتين شهدت العلاقة بينهما تقارباً مهماً في السنوات الأخيرة.
ورد لعمامرة على كيري بالقول إنه «في مسألة الإرهاب فإن نوعية وفعالية تعاوننا كانتا مبعثاً للرضا». والتقى الوزيران في إطار الحوار السنوي الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والجزائر، الذي يشكل مناسبةً للبلدين للبحث في النزاعات الإقليمية ومكافحة الإرهاب. وأكد كيري أن «الولايات المتحدة ترحب بمشروع الجزائر استضافة قمة دولية حول مسألة مكافحة التشدد هذا الصيف»، وذلك بعد القمة التي استضافها البيت الأبيض في شباط (فبراير) حول مكافحة الإرهاب. وأضاف أن «تعاوننا السياسي يبقى حاسماً حتماً، ولاسيما في ظل الاضطرابات المتزايدة في المنطقة»، مهنئاً نظيره الجزائري على «جهود الوساطة للتوصل إلى اتفاق سلام في مالي». |