الحدود السعودية اليمنية – عناد العتيبي - الرياض – خالد العمري - نيويورك، ابوظبي - «الحياة» أعلن تحالف «عاصفة الحزم» أمس استجابة قادة عسكريين يمنيين لنداءاته بالاتصال بالقادة العسكريين الموالين للحكومة الشرعية. وأكد أن العدد سيزيد «خلال الساعات المقبلة». ودعا التحالف اللجان الشعبية التي تقاوم الميليشيات الحوثية وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح الى الحفاظ على أمن وسلامة من يستسلمون من الحوثيين ومؤيدي الرئيس السابق، إلى أن تتخذ بحقهم إجراءات وفقاً للقانون اليمني. وأكد التحالف أن الحوثيين ومناصريهم في عدن أضحوا يتعرضون لضغط شديد. وندد بارتكابهم فظائع في منطقة كريتر. وأشار إلى استهداف مقاتلاته عدداً كبيراً من مستودعات الذخيرة والأسلحة في أرجاء اليمن. وحذّر إيران من أنه يحتفظ لنفسه بحق الرد على أي محاولات إيرانية لتسليح الميليشيات اليمنية عبر البحر.
وجدد المستشار بمكتب وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم قوات تحالف «عاصفة الحزم» العميد ركن أحمد حسن عسيري، في إيجازه الصحافي لعمليات اليوم الـ14، الحرص على المهمات الإنسانية. وأكد وصول سفينة محمَّلة بالإغاثة إلى ميناء عدن، لكن الوضع في الأحياء المحيطة بالميناء «مضطرب»، ما حال دون تسليم شحنتها إلى المستهدفين بها. وأوضح أن عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من اليمن استمرت أمس.
وفي شأن العمليات الجوية أمس، قال عسيري إن الغارات استهدفت عدداً كبيراً من مستودعات الذخيرة، ومواقع صواريخ أرض – أرض والدفاعات الجوية ومواقع الألوية والمعسكرات التي لا تزال تزود الميليشيات الحوثية بالدعم، ومنها اللواء الـ33 واللواء الـ117 (المجد) في الضالع، ومعسكر الخالد في تعز، ومعسكر الحمزة في صعدة. وزاد أن القطع البحرية السعودية على باب المندب تلقت معلومات بتحركات عناصر حوثية في جزيرة ميون فاستهدفتها. وذكر أن الميليشيات الحوثية أضحت معزولة في كامل الأراضي اليمنية.
وأشار إلى قصف رادار للدفاع الجوي ومبنى للقيادة تابع للميليشيات الحوثية، ومستودع للذخيرة، وأحد المعسكرات في عدن.
وعلى صعيد العمليات البرية، أوضح عسيري أن مدفعية الميدان وقوات حرس الحدود السعودي تواصل أعمالها الروتينية على كامل الشريط الحدودي بمحاذاة اليمن، مع استهداف الميليشيات الحوثية في منطقتي صعدة ومران، فيما تواصل السفن الحربية والبوارج التابعة للتحالف دورياتها في خليج عدن ومضيق باب المندب لمنع وصول أي إمدادات للحوثيين وحلفائهم.
وتعليقاً على تقارير عن وصول بارجة إيرانية إلى خليج عدن، قال عسيري إن حركة السفن في المياه الدولية متاحة لجميع البحريات، بما فيها الإيرانية. وزاد أن قوات التحالف سبق أن أعلنت أن المياه الإقليمية اليمنية والمجال الجوي اليمني يخضع لسيطرتها. ونفى أن يكون صدر عن أي من القطع البحرية الإيرانية أي تصرف عدائي. وقال: نحتفظ بحق الرد على أي محاولات إيرانية لتسليح الميليشيات اليمنية.
وفي ما يتعلق بالقلق الناجم عن استغلال تنظيم «القاعدة» الفوضى الراهنة في اليمن، رأى المتحدث باسم قوات التحالف أنه ينبغي التخلص أولاً من الميليشيات الحوثية، وإعادة الحكومة الشرعية اليمنية لتستأنف عملياتها في مكافحة «القاعدة». وقال إن ذلك يتطلب سنداً من المجتمع الدولي. وأضاف أنه متى عادت الحكومة الشرعية، فإنها ستعيد بناء قدرات الجيش اليمني، بعيداً عن تدخل الميليشيات.
وأكد عسيري أن إيران لم تتقدم بأي طلب إلى قوات التحالف في شأن إجلاء رعاياها من اليمن. وقال إن معظم رعايا إيران في اليمن يعملون في تدريب الحوثيين، وهم معهم في خندق واحد يواجهون المصير نفسه. وجدد وعيده للحوثيين حتى لو انشقوا عن الميليشيا الحوثية، قائلاً إن الانشقاق شيء طبيعي وسط الميليشيات القائمة على الإرهاب، إذ إنهم حين يخسرون يتخاصمون، ولذلك لن يكون أي مكان آمناً بالنسبة إليهم. وزاد: «نعامل الحوثيين كعدو لليمنيين، وبالنسبة إلينا، ينشقون أو يتوحدون، هم كتلة متمردة واحدة».
وفي طوكيو (رويترز) قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أمس: «إن الحكومة الأميركية تأمل بأن تنتهي الاضطرابات في اليمن في وقت قريب».
وأضاف «بالنسبة إلى اليمن، تدعم الولايات المتحدة مساعي التوصل لحل سلمي هناك، لوقف دائرة العنف هناك. وفي الوقت نفسه نساهم في الجهود السعودية لحماية أمنها، وهو يتسق مع المصالح الطويلة الأمد للولايات المتحدة في ما يخص شريكاً قديماً لنا في المنطقة».
وقال: «خطر الإرهاب الذي يحدق بالغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة ويتمثل في تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» قديم وخطر، سنواصل التصدي له، ولكن كما هو جلي سنغير أسلوبنا بحسب الظروف. وزاد: «بكل تأكيد نأمل بأن يعود النظام لليمن، ليس لهذا السبب فحسب، بل بسبب المعاناة الكبيرة في اليمن، إذ إن تلك المعارك لا تنتهي وتلك الجماعات المختلفة تظهر من آن إلى آخر».
وفي ابوظبي قال وزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد ان اية عملية برية ضد الحوثيين يجب ان تحصل على «الضوء الاخضر» من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وردا على سؤال حول ما اذا كان التحالف سيرسل قوات برية الى اليمن، قال الوزير «لا يمكن ان نضع اي حدود لخياراتنا». واضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اليمني رياض ياسين «لن نأتي بأي عمل دون أن يكون هناك ضوء اخضر منهم»، مشيرا الى وجود تنسيق مستمر مع الحكومة اليمنية المعترف بها. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن موقع «سايت» الذي يرصد الحركات الاسلامية المتشددة على الانترنت ان تنظيم «القاعدة» عرض مكافأة بقيمة 20 كيلوغراما من الذهب لأسر أو قتل زعيم الحوثيين في اليمن وحليفه الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وفي نيويورك عطلت روسيا امس المسعى العربي لطرح مشروع قرار يفرض حظر الأسلحة على الحوثيين ويطالبهم بالعودة الى الحوار والتفاوض السياسي بعد التراجع عن انقلابهم على الشرعية. واجتمع المندوب السعودي الدائم السفير عبدالله المعلمي بنظيره الروسي فيتالي تشوركين للتعرف على جوهر المواقف الروسية. وقال لـ»الحياة» قبل الاجتماع «استراتيجيتنا هي الاستمرار بالمشاورات والتفاوض، فإذا كان اعتراضهم منطقياً سننظر فيه ولن نتجاهله». واكد ان في حال اصرار روسيا على مواقفها كتلك التي تطالب بحظر الاسلحة على جميع الأطراف في اليمن وتلك التي يفرض مجلس الأمن بموجبها وقف غارات التحالف في هدنات متتالية «سنسير بمشروعنا» الى التصويت.
ووزع الأردن الذي يتولى رئاسة مجلس الأمن للشهر الجاري مشروع القرار العربي المعدل على كامل اعضاء المجلس وتلقى ردوداً تضمنت طلب المزيد من الوقت من كل من روسيا وحليفتها فنزويللا.
ووصف المعلمي مشروع القرار العربي الذي يضيف اسم احمد علي عبدالله صالح وعبد الملك الحوثي على قائمة الخاضعين للعقوبات وحظر السفر بانه «شامل يغطي كل الجوانب السياسية والأمنية والإنسانية وعملية استئناف الحوار التي هي اهم جزء من القرار». واكد ان المشروع ما زال تحت الفصل السابع الملزم.
واستبعدت مصادر الاستعجال في التصويت على مشروع القرار.
بن علوي يأمل في إعطاء الأولوية للوضع الإنساني في اليمن
أعلن وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله أن زيارة نظيره الإيراني محمد جواد ظريف مسقط أمس كانت «لشرح وتوضيح عدد من التفاصيل في ما يتعلق باتفاق ايران مع الدول الكبرى»، منوهاً بـ «حرص الجانب الإيراني على إطلاع السلطنة على تطور المفاوضات». وغادر ظريف مسقط إلى إسلام آباد، حيث يجري محادثات مع المسؤولين الباكستانيين تتناول الوضع في اليمن، وحضهم على عدم المشاركة في تحالف «عاصفة الحزم». أما بن علوي فأعرب عن أمله بأن تعطي الأمم المتحدة والأطراف المعنية بالأزمة اليمنية فرصة للمساعدات الإنسانية.
وكان بن علوي وظريف عقدا جلسة محادثات تم خلالها البحث في «أوجه التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها وتبادل وجهات النظر في القضايا الإقليمية والدولية»، على ما جاء في وكالة الأنباء العمانية الرسمية.
وأشار بن علوي إلى أن «المفاوضات (النووية) تواجه بعض الصعوبات ولكن التزام الطرفين الإيراني والدول الكبرى بنود الاتفاق الإطاري سيوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق كامل».
وعن الأزمة اليمنية قال بن علوي إن «الجميع مهتم بالبحث عن آلية وأرضية يمكّنان من تطوير مبادرة تكون من الأمم المتحدة، بدعم من كل الأطراف والدول المجاورة، إضافة إلى الدول المهتمة بالشأن اليمني»، موضحاً أن «كل الأطراف بما فيها السلطنة على اتصال مع الأمانة العامة للمنظمة الدولية وتسعى بكل جهد، من خلال سفراء دول مجلس التعاون والجهات الأخرى ليتم فهم الظروف والمعاناة الهائلة التي يعانيها أشقاؤنا في اليمن»، مشيراً إلى ضرورة «إعطاء الأولوية للإعانة الإنسانية». وآملا بأن «تكلل الجهود الدولية بشيء من النجاح أو الموافقة على هدنة قصيرة لتمكين منظمات الإغاثة الدولية من إيصال المساعدات الغذائية والأدوية»، وزاد أن «السلطنة على اتصال مع الصليب الأحمر الدولي ومنظمة الإغاثة».
إلى ذلك، وصل ظريف إلى باكستان أمس ومن المرجح أن يحض إسلام آباد على رفض الانضمام إلى الحملة التي تقودها السعودية ضد الحوثيين المتحالفين مع طهران.
وكثّفت طهران من مساعيها في شأن التطورات اليمنية، بعد ان طلبت من الرئيس التركي رجب طيب أردودغان الذي زارها أول من أمس العمل علی إنجاح المبادرة التي طرحتها وتنص على وقف النار وكل اعمال العنف الأخری، وإفساح المجال امام الجهود الإنسانية والإقليمية لإيجاد مصالحة وطنية، وجلوس كل الأطراف اليمنية إلى طاولة حوار للتوصل الی حل يصب في مصلحة اليمن.
وأبلغ مصدر في الخارجية إلى «الحياة» ان زيارة ظريف سلطنة عمان وباكستان تزامنت مع زيارة وكيل الوزارة مرتضي سرمدي كلاً من تونس والجزائر ولبنان وتصب في هدف وقف النار.
وأفاد المصدر بأن ظريف طالب سلطان عمان قابوس بن سعيد ببذل جهوده في هذا الاتجاه فيما هدفت زيارته باكستان إلى دعوتها إلى البقاء علی الحياد، خصوصاً بعد المعلومات التي تحدثت عن نيتها إرسال قوات برية للقتال في اليمن.
قصف مكثف على ضواحي صنعاء ومحيط عدن
واصلت طائرات «عاصفة الحزم» ولليوم الرابع عشرعلى التوالي، غاراتها على مواقع متفرقة في المحافظات اليمنية يسيطر عليها المسلحون الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح وكثفت ضرباتها على مخزن أسلحة في ضواحي صنعاء ومحيط عدن وخطوط الإمداد المتجهة إلى مناطق الجنوب في وقت احتدمت المواجهات التي تقودها «اللجان الشعبية الجنوبية» ضد تمدد المسلحين في مدينة عدن مخلفةً عشرات القتلى والجرحى.
وفيما واصل الحوثيون والقوات الموالية لهم التقدم على جبهة محافظة شبوة (وسط) باتجاه مدينة عتق عاصمة المحافظة على رغم الضربات الجوية والمواجهات الضارية مع القبائل الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي هاجم مسلحون موالون لـ «الحراك الجنوبي» أمس معسكر قوات الأمن الخاصة في عتق وقتلوا قائده واستولوا على أسلحته وآلياته.
وقالت مصادر محلية لـ «الحياة» «إن الحوثيين وقوات الجيش الموالية لهم عبرت أمس مديرية مرخة وتحركت الى مدينة عتق ونصاب بعد سيطرتها على منطقة المقارحة إثر اشتباكات عنيفة مع القبائل الموالية لهادي».
وشهدت أحياء كريتر ودار سعد وخور مكسر ومناطق أخرى من عدن مواجهات عنيفة في ظل قصف بالدبابات وصواريخ «كاتيوشا» وأفادت مصادر طبية بأن « نحو 20 شخصاً قتلوا وأصيب العشرات في ظل أوضاع إنسانية حرجة».
وتواصل قصف الطيران على مواقع الحوثيين ومعسكراتهم في أجزاء عدن الشمالية والغربية وامتد إلى شمالها في محافظة لحج حيث أكد شهود أن تسع غارات على الأقل استهدفت منطقة العند، كما شنت غارات أخرى بين البيضاء وأبين لقطع خطوط الإمداد على الحوثيين وقوات صالح.
وفي صنعاء ضرب الطيران أمس مواقع في محيط صنعاء في منطقتي همدان وبني مطر وأرحب حيث يعتقد أنه استهدف معسكرات ومخازن للسلاح. كما طاول القصف مبنى المؤسسة العامة للاتصالات في حي الجراف شمال العاصمة وألحق به أضراراً كبيرة في حين سقطت إحدى القذائف على عمارتين سكنيتين في الجوار ما أدى إلى قتل 3 مدنيين على الأقل وجرح خمسة.
وشنت طائرات التحالف الداعمة لشرعية الرئيس هادي، غارات على صعدة وحجة حيث المناطق الحدودية الشمالية الغربية في حرض وميدي ورازح والملاحيظ، وسط عمليات نزوح واسعة للسكان من جهة ميدي والمناطق الساحلية المتاخمة للحدود.
ومع استمرار أزمة الوقود الخانقة وشح السلع الأساسية في صنعاء وغالبية المدن قررت السلطات المحلية في صنعاء ومحافظات أخرى استئناف الدراسة في المدارس والجامعات اعتباراً من الأحد المقبل، وسط قلق السكان من توسع الغارات الجوية واندلاع جبهات للمواجهة في مدن أخرى.
إلى ذلك تظاهر أمس في مدينة إب آلاف المناهضين للحوثيين والرافضين للقتال في عدن، وأطلقت قوات الأمن الرصاص في الهواء في محاولة لتفريقهم من دون سقوط إصابات في وقت واصلت جماعة الحوثيين تنفيذ عمليات دهم واعتقالات في صنعاء ومدن أخرى في أوساط قيادات حزب «الإصلاح» وأعضائه على خلفية تأييد الحزب رسمياً عملية «عاصفة الحزم».
ونفى الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبدالسلام أمس في تصريح له أن تكون جماعته تستهدف الجنوبيين في المواجهات الدائرة في شبوة وعدن والضالع ولحج وأبين وقال إن «من يسعى إلى عرقلة جهود الجيش والأمن واللجان الشعبية إنما يخدم تنظيم «القاعدة» وغيره من تحالف قوى الشر في الجنوب».
وليل أمس أعلن عن مقتل 22 شخصاً واصابة 70 غالبيتهم من المدنيين في قصف للحوثيين على احياء في عدن استخدمت فيه الدبابات وقذائف الهاون، بحسب ما افادت مصادر طبية ومحلية.
وقالت مصادر ان «القصف العشوائي الذي شنته القوات التابعة للحوثيين وللرئيس السابق علي عبد الله صالح استهدف منازل المدنيين في منطقتي المعلا وكريتر ما ادى الى سقوط 22 قتيلا واكثر من 70 جريحا نقلوا الى عدة مشاف في عدن».
|