القاهرة - أحمد مصطفى فيما تشتد حرب تكسير العظام بين قوات الجيش ومسلحين يتمركزون في شمال سيناء، وبعد عامين من المعارك على الأرض، تشهد الشبكة العنكبوتية حلقة جديدة من الصراع بين الجانبين، على جذب الأنصار. إذ يسعى كل طرف إلى التدليل على انتصاراته ضد الطرف الآخر عبر ترويج الصور عبر شبكة الإنترنت وهي الصور التي تتناقلها لاحقاً وسائل الإعلام المحلية والدولية.
الإطلال عبر شبكة الإنترنت ليس بجديد على جماعة «أنصار بيت المقدس»، الفرع المصري لتنظيم «داعش» الإرهابي (ولاية سيناء). فمع كل عملية استهداف مكامن ومعسكرات الجيش والشرطة، ينشر التنظيم الذي يتخذ من سيناء مركزاً أساسياً لنشاطه فيديو مصوراً يتبنى خلاله العملية، ويسعى من خلاله إلى إظهار «احترافية العمل»، و «بأس» مقاتليه وقدرته على تحقيق اختراقات أمنية. لكن الصور التي تم توزيعها في شأن العملية التي وقعت فجر الخميس الماضي في مدينة الشيخ زويد (شمال سيناء) والتي تم فيها استهداف خمسة مكامن عسكرية وراح ضحيتها 16 عسكرياً، أظهرت ما بدا أنه تراجع في قدرات التنظيم. فعلى غير العادة، لم تنشر «ولاية سيناء» فيديو لهجماتها، وإنما اكتفت بمجموعة من الصور الفوتوغرافية نشرتها عبر صفحتها الرسمية على موقع «تويتر» وظهر من خلالها أن العملية نُفّذت من بعد عبر اعتلاء جبال وإطلاق الصواريخ والقذائف في اتجاه قوات الأمن. وكان ملتقطو الصور يقفون في جانب المسلحين، ولم يتمكنوا من تسجيل العملية عبر الفيديو، ومن زوايا عدة، مثلما كان معتاداً في أشرطة سابقة. وأقر فرع «داعش» في سيناء بسقوط إصابات بين عناصره، إذ نشر من بين مجموعة الصور، صورة لأحد عناصره يتلقى العلاج داخل سيارة إسعاف كان قد استولى عليها. لكن التنظيم سعى أيضاً إلى إظهار قوته عبر صور للقيادي في التنظيم كمال علام الذي كان يشهر سلاحه ويقف إلى جوار مدرعة للجيش قال التنظيم إنه اغتنمها قبل تفجيرها.
وسارع الجيش إلى الرد عبر الوسيلة نفسها، إذ نشر الناطق باسم الجيش فيديو لعملية ملاحقة منفذي عملية الخميس الماضي، مشيراً إلى أنه قتل 35 منهم وأصاب آخرين. وسعى الجيش إلى إظهار قوته، إذ أظهر مدرعات وسيارات مصفحة تحاصر مناطق تمركز المسلحين في الدروب الصحراوية، وتقصفها بالصواريخ والأسلحة الثقيلة، فيما كانت مروحيات «الأباتشي» القتالية تراقب العملية من الجو، وتستهدف سيارات مسلحين سعوا إلى الفرار والاختباء. وأظهر الفيديو صوراً لجثث قتلى كانوا يرتدون أحزمة ناسفة، بعضهم ملقى على أرض بدت وكأنها معسكر للجيش، فيما ظهرت جثث آخرين في الصحراء قتلوا متأثرين بإصابات برصاص قوات الأمن. وإضافة إلى الفيديو، نشر الجيش صوراً فوتوغرافية تضمنت ظهوراً واضحاً لوجوه قتلى المسلحين، وصوراً أخرى لتدمير عدد من السيارات التي كان المسلحون يستخدمونها ومن بينها سيارة إسعاف، وهي السيارة التي ظهرت في الصور التي نشرها تنظيم «أنصار بيت المقدس» وهي تنقل مصابيه.
وكان الناطق باسم الجيش قال في بيان أصدره مساء أول من أمس إنه استكمالاً لأعمال التمشيط والمطاردة للعناصر الإرهابية المتورطة في الهجوم الإرهابي على عدد من نقاط التأمين الخميس الماضي في مدينتي العريش والشيخ زويد (شمال سيناء)، تمكنت عناصر الجيش من تكبيد العناصر الإرهابية خسائر فادحة تمثلت في قتل 35 فرداً منهم وإصابة آخرين، إضافة إلى تدمير 6 سيارات دفع رباعي وسيارتي نقل، وسيارتي إسعاف وعربة نظافة مفخخة. وأشار البيان إلى ارتفاع عدد ضحايا حادث الخميس إلى 16 قتيلاً بعد وفاة 11 من المصابين بإصابات جسيمة، وتعهد «الاستمرار في ملاحقة العناصر الإرهابية والتصدي بكل إصرار وحزم لكل من يهدد أمن وسلامة البلاد».
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أكد عقب ترؤسه أول من أمس اجتماعاً للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، أن الوضع الأمني في سيناء «يسير في الاتجاه الصحيح»، مشيراً إلى أن الوضع «يتحسن يوماً بعد يوم، وتترسخ سيطرة قوات الأمن على سيناء يوماً بعد يوم».
إلى ذلك، وقعت أمس اشتباكات مسلحة بين مجهولين وقوات الأمن الموكل إليها تأمين قسم شرطة مدينة الشيخ زويد (شمال سيناء)، من دون وقوع ضحايا، فيما خلت الشوارع من المارة وأغلقت المحال التجارية أبوابها. وأفادت مصادر أمنية أن حملة أمنية استهدفت جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد أسفرت عن مقتل 13 مسلحاً وضبط أربعة أشخاص آخرين.
وقال مصدر أمني أن الحملة عثرت على 4 عبوات ناسفة مزروعة على جانبي طرق مختلفة وقام خبراء المفرقعات بتفكيكها، كما دمرت الحملة مخزناً عثر داخله على مواد تُستخدم في التفجير. كما عثرت الحملة على 6 غرف تحت الأرض لاختباء المسلحين.
وبالتزامن مع العمليات في سيناء، أعلنت وزارة الداخلية المصرية أمس أنها قتلت زعيم تنظيم «أجناد مصر» الذي ينشط في القاهرة وسبق له أن تبنى عمليات عدة لزرع عبوات ناسفة استهدفت تمركزات قوات الشرطة في الفترة الماضية. وقالت مصادر أمنية أن تبادلاً لإطلاق النار جرى بين قوات الشرطة وزعيم تنظيم «أجناد مصر» همام محمد عطية لدى استهداف شقة كان يقطنها في منطقة فيصل التابعة لمحافظة الجيزة (جنوب القاهرة)، وأوضحت أن همام قُتل في تبادل إطلاق النار فجر أمس.
في غضون ذلك، قُتل شرطي وأصيب ثلاثة آخرون في انفجار عبوة ناسفة أعلى جسر في القاهرة. وأوضح مصدر أمني أن أمين شرطة توفي وثلاثة آخرين أصيبوا جراء انفجار عبوة ناسفة أعلى كوبري 15 مايو في منطقة الزمالك (جنوب القاهرة). |