شهدت المداخل الجنوبية للعاصمة الليبية طرابلس، قصفاً صاروخياً ومدفعياً عنيفاً بين قوات الجيش بقيادة الفريق خليفة حفتر المتمركزة في مدينة العزيزية وخصومه في تحالف فجر ليبيا المتحصنين في منطقة «كوبري الزهراء». تزامن ذلك مع غارات جوية شنها سلاح الجو الليبي استهدفت مراكز لـ»فجر ليبيا» في طرابلس.
واستخدمت قوات «فجر ليبيا» المتمركزة في كوبري الزهراء اسلحة ثقيلة لقصف العزيزية ورد الجيش الليبي عليها بالمثل. وسمع دوي الانفجارات في أنحاء من طرابلس.
ويأتي ذلك بعد صدور أوامر من رئاسة الأركان إلى وحدات الجيش بالتقدم إلى طريق المطار ومنطقة قصر بن غشير لطرد «فجر ليبيا» من المنطقتين. وأفاد سكان في مناطق قريبة من قصر بن غشير عن سماعهم دوي انفجارات قوية.
وأعلن «لواء ورشفانة» التابع للجيش لاحقاً عن تقدمه إلى «كوبري الزهراء» تحت ستار قصف عنيف، فيما استنفرت «كتيبة شهداء سوق الجمعة» التابعة لـ «فجر ليبيا» قواتها وبدأت تحريك مدافع ثقيلة في اتجاه العزيزية. وأفادت مصادر «فجر ليبيا» أن الوضع استدعى انتقال خليفة الغويل رئيس الحكومة الموازية في طرابلس (غير معترف بها دولياً) إلى منطقة «كوبري الزهراء» لرفع معنويات المقاتلين.
وأكدت مصادر الجيش أن قواته ظلت متمركزة في مواقعها في العزيزية وضواحيها، نافية أخبار متداولة عن تقدمها إلى منطقتي السواني والكريمية. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الاشتباكات مع «فجر ليبيا» تزامنت مع «عمليات نوعية لأهالي طرابلس وتفجير بعض النقاط التابعة للمليشيات».
ولم توضح مصادر الجيش طبيعة العمليات المذكورة، لكن مصادر أمنية في طرابلس، أكدت انفجار سيارة مفخخة في منطقة الحشان في طرابلس، من دون تسجيل خسائر بشرية.
وأفاد شهود أن مواجهات دارت بين قوات تابعة لـ «فجر ليبيا» ومسلحين في منطقة قرقارش أول من أمس، وتم القبض على بعض هؤلاء وسط استياء من أهالي المنطقة.
ونتيجة للأوضاع الأمنية في جنوب طرابلس، سجل نزوح عائلات من منطقتي السواني والكريمية إلى داخل العاصمة.
وبالتزامن مع المواجهات، نفذ سلاح الجو الليبي غارات على أهداف في محيط «كوبري الزهراء» والطريق الرابط بين السواني وطريق المطار في طرابلس الذي تسيطر عليه «فجر ليبيا».
وأشارت مصادر الجيش إلى أن طائراته أصابت مباشرة مرابض مدفعية وراجمات لـ»فجر ليبيا» عند «كوبري الزهراء»، كما استهدفت الغارات الجوية معسكري «حمزة» و»7 أبريل» اللذين تسيطر عليهما «فجر ليبيا» في العاصمة طرابلس.
في غضون ذلك، لقي ستة أشخاص مصرعهم وأصيب 21 آخرون بجروح أمس، من جراء تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف «بوابة السدادة» وهي نقطة تفتيش شرق مدينة مصراتة. وتبنى تنظيم «داعش» الهجوم. ومن بين القتلى امرأة وطفليها، كانوا في باص أقل عائلات من مدينة بني وليد المجاورة، صودف مروره من نقطة التفتيش لدى وقوع التفجير. ونقل المصابون إلى مستشفى مصراتة، فيما قامت قوات الأمن والجهات المختصة بفرض طوق أمني حول المنطقة.
في بنغازي، أبلغ مدير مكتب الإعلام في غرفة عمليات «عملية الكرامة» ناصر الحاسي وكالة «أجواء نت»، أن القوات التابعة له بقيادة حفتر، قصفت بالمدفعية مواقع لـ «مجلس شورى ثوار بنغازي» الإسلامي قرب مصنع اﻷسمنت في الهواري. ولم يشر الناطق إلى إصابات.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية عن عقد اجتماع ثلاثي دولي مصغر في روما الأربعاء المقبل، للبحث في تطورات الأزمة الليبية. وأشارت الوزارة في بيان إلى أن وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني سيجتمع مع كل من وزير الخارجية المصري سامح شكري والوزير الجزائري المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية عبد القادر مساهل. وأوضحت الخارجية الإيطالية أن الاجتماع الثلاثي الذي سيختتم بمؤتمر صحافي في مقر الوزارة، سيناقش الوضع الأمني في ليبيا والجهود الدولية لمواجهة الإرهاب. |