بدأت القوات العراقية امس مطاردة مقاتلي تنظيم "الدولة
الاسلامية" (داعش) المتطرفين بين الانقاض المنتشرة في شوارع مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين بعد
تحريرها من سيطرة التنظيم المتطرف وسط حذر من العبوات المفخخة التي تركوها
خلفهم. وزار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تكريت حيث رفع العلم العراقي
في المدينة. ونقل بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي، عن العبادي ان "الانتصارات تحققت بسواعد
عراقية وسنمضي ولدينا العزم على تحرير كل شبر من ارض العراق". وشهدت تكريت احتفالات بعد ازالة
راية "داعش" السوداء ورفع العلم العراقي مكانها، بعد عملية عسكرية كبيرة.
وصرح
وزير الداخلية محمد الغبان خلال مؤتمر صحافي لدى زيارته المدينة: "سنزف بشرى تطهير مدينة تكريت من
الجيوب المتبقية فيها خلال الساعات المقبلة واعلانها محررة كاملة". واضاف ان "الهدف الاساس لهذه المعارك
ليس تطهير الارض فقط وانما اعادة الحياة الطبيعية للمدن وبسط الامن فيها".
ولا
يزال مصير مئات المتطرفين مجهولا ويعتقد أن هناك من يتحصن منهم داخل المدينة التي تبعد 160 كيلومتراً
شمال بغداد، معقل الرئيس العراقي السابق المخلوع صدام حسين. وأكد مبعوث نائب الرئيس الاميركي
باراك اوباما لدى الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بريت ماكغورغ ان القوات العراقية أحرزت
"تقدما شجاعا" في تكريت.
واعترف كريم النوري القيادي في منظمة "بدر" احد أبرز
الفصائل الشيعية التي تقاتل في تكريت، بأن "العديد من المباني مفخخة والقناصة لا يزالون موجودين" في حي
القادسية بشمال المدينة.
ويتنقل مقاتلون عراقيون بين الطرق التي انتشرت فيها
مخلفات وانقاض لملاحقة من بقي من المسلحين في المدينة. وأظهرت مشاهد مصورة لـ"وكالة الصحافة
الفرنسية" مقاتلين يحتفلون وهم يقطعون راية سوداء وسط دمار تعرضت له
المدينة.
وحاصرت القوات العراقية، الجيش والشرطة والحشد الشعبي الى مقاتلين من
ابناء عشائر سنية، تكريت طوال اسبوعين. وشهدت المعركة هدوءا احيانا نتيجة حذر القوات الحكومية والموالية
لها من انتشار القناصة والعبوات الناسفة التي زرعها الجهاديون وسيلة
دفاعية.
وأجلي أبناء مدينة تكريت التي يسكنها نحو 200 الف نسمة جميعا، قبل بدء
العملية، ولا مؤشر لبقاء البعض منهم في الايام الاخيرة. وبدأ آلاف النازحين من اهالي محافظة صلاح الدين،
بالعودة من بغداد الى مناطق في المحافظة تم تحريرها. لكن حجم الدمار الذي لحق بمدينة تكريت بسبب العبوات
الناسفة التي فجرت فيها، قد يؤخر عودة الاهالي اليها. وأفاد ضابط برتبة عقيد في الجيش من قيادة عمليات
صلاح الدين ان "القوات الامنية تسيطر على 95 في المئة من مدينة تكريت، وهناك مواجهات
متقطعة".
وتسعى القوات العراقية التي نفذت عمليات لتطهير مناطق جنوب بغداد
خلال العام الماضي، الى التوجه شمالا بعد تحرير تكريت سعيا الى تحرير الموصل شمال بغداد، التي تمثل
المعقل الرئيسي للجهاديين في العراق حاليا. وحاول الجهاديون اقحام القوات العراقية في مواجهات لاتاحة
فرصة لآخرين منهم للفرار من تكريت.
وقال العبادي ان "هذا النصر ليس الا نقطة
استراتيجية جديدة لانطلاق عملية تحرير محافظة نينوى". ولا يزال عدد كبير من اهالي الموصل ثانية مدن
البلاد والتي تقدر مساحتها بنحو عشرة اضعاف تكريت، والتي سيطر عليها الجهاديون في العاشر من حزيرن 2014،
هناك.
وهنأ الرئيس العراقي فؤاد معصوم الشعب العراقي بانتصارات القوات المسلحة
على "داعش" في تكريت . وقال في بيان: إن "شعبنا بكل مكوناته وقف وقفة رجل واحد في التصدي لحماية نظامه
الديموقراطي وتطهير كل مدنه وأراضيه من دنس الإرهاب".
واضاف: "إننا نشيد
بتلاحم الجيش العراقي والشرطة الاتحادية وقوات البشمركة ومقاتلي الحشد الشعبي ورجال العشائر وسكان تكريت
في التصدي لارهابيي داعش لتطهير كل شبر في البلاد".
|