أعلن الامين العام للأمم المتحدة بان كي - مون أن المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا والذي تستضيفه الكويت حصل على تعهدات قيمتها 3٫8 مليارات دولار لسوريا. دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح المجتمع الدولي ومجلس الأمن خصوصاً إلى إيجاد حل ينهي مأساة الشعب السوري. وقال في الكلمة الافتتاحية لمؤتمر المانحين إن هذا الاجتماع يهدف الى مواجهة "أكبر كارثة إنسانية عرفتها البشرية في تاريخنا المعاصر لتخفيف معاناة الأشقاء في سوريا التي يعيشونها بعد دخول هذه الكارثة الإنسانية عامها الخامس". وأضاف: "أمام هذا الواقع المرير والتهديد السافر للأمن والسلم الدوليين، فإن مجلس الأمن ولا سيما أعضاؤه الدائمون مطالبون بأن يتركوا جانباً مصالحهم الضيقة وخلافاتهم الواسعة ويوحدوا صفوفهم للخروج بحل ينهي هذا الصراع المدمر ويعيد الأمن والاستقرار الى ربوع سوريا الشقيقة". وأعلن مساهمة دولة الكويت بمبلغ 500 مليون دولار اميركي من القطاعين الحكومي والأهلي "لدعم الوضع الانساني للشعب السوري الشقيق"، آملا من الجميع وضع هذه المأساة أمام أعينهم والعمل على "تضميد جروح هذا الشعب الذي عانى الكثير".
وشدد الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون خلال المؤتمر على أن أربعة سوريين من أصل خمسة ملايين يعيشون في الفقر والبؤس، مشيراً الى أن البلاد "خسرت قرابة اربعة عقود من التطور البشري". وسبق للكويت أن استضافت مؤتمرين للمانحين في السنتين الاخيرتين، أثمرا تعهدات لتقديم مليارات الدولارات الى السوريين.
ومؤتمر الثلثاء الذي حضره ممثلون لنحو 80 دولة وأكثر من 40 هيئة ومنظمة دولية سبقه اجتماع لمنظمات غير حكومية تعهدت تقديم 506 ملايين دولار.
وحذر مبعوث الامم المتحدة الخاص للشؤون الانسانية عبد الله المعتوق من "ان عدم تأمين الاموال اللازمة قد يؤدي الى كارثة انسانية خطيرة ورهيبة". ورأت منسقة الشؤون الانسانية فاليري آموس أن استجابة مؤتمر المانحين "يجب ان تكون شاملة".
وخلال المؤتمر، تعهدت وزيرة الاقتصاد والتخطيط الاماراتية أيضا دفع مئة مليون دولار، فيما أعلنت السعودية تقديم 60 مليون دولار إضافية. وقال وزير المال السعودي إبرهيم العساف أمام المؤتمر: "يسرني أن أعلن تقديم مساعدات جديدة بمبلغ 60 مليون دولار... يصبح المبلغ الاجمالي المتاح للصرف خلال الفترة المقبلة ما يزيد عن 150 مليون دولار".
وقالت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة سامانتا باور إن بلادها ستقدم 507 ملايين دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في سوريا. وكانت الامم المتحدة وجهت نداء لجمع 8٫4 مليارات دولار هذه السنة، وهو المبلغ الاكبر تطلبه المنظمة الدولية لسوريا.
وتمكن المؤتمران السابقان لدعم الوضع الإنساني في سوريا واللذان انعقدا في الكويت خلال السنتين الاخيرتين من الحصول على تعهدات بلغت قيمتها 1٫5 مليار دولار في المؤتمر الأول و2٫4 ملياري دولار في المؤتمر الثاني.
وأعلن رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور في المؤتمر أن الأردن يحتاج إلى ثلاثة مليارات دولار لتلبية حاجات السوريين في أراضيه. وقال: "أود أن أعلن عن هذا المنبر أن الأردن قد استنفد موارده إلى الحد الأقصى، واستهلكت بنيته التحتية وتراجعت خدماته وتأثرت إنجازاته ولم يعد قادرا على تقديم ما اعتاده لمواطنيه".
الاتحاد الأوروبي وفي بروكسيل، وعد الاتحاد الاوروبي بمضاعفة مساعدته لسوريا سنة 2015 مقارنة بالتعهدات التي التزمها في مؤتمر المانحين في الكويت العام الماضي، لتبلغ 1,1 مليار أورو. وقال المفوض الاوروبي للمساعدة الانسانية خريستوس ستيليانيدس في بيان إن "حجم الازمة السورية يشكل اختباراً لقدرات نظام المساعدة الدولية برمته"، مضيفاً أن "الحاجات هائلة" و"الجهد الاستثنائي ضروري". هجوم على المبعوجة على صعيد آخر، أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن مقاتلي "الدولة الإسلامية" قتلوا 37 شخصاً على الأقل في قرية سورية قرب مدينة حماه ليل الاثنين - الثلثاء، في إطار هجمات يشنها التنظيم في مناطق تسيطر عليها الحكومة في غرب البلاد. وبث التلفزيون السوري أن 44 شخصاً قتلوا و21 آخرين أصيبوا في الهجوم على قرية المبعوجة الواقعة على مسافة 60 كيلومتراً شرق مدينة حماه.
وقال مصدر عسكري سوري: "حاول داعش مهاجمة القرية وتم صد هذا الهجوم، وقتل عدد كبير من الإرهابيين. والآن يفرض الجيش السوري سيطرته على القرية". وأضاف: "يقوم التنظيم بمحاولات كثيرة شرق حماه. يحاول كثيراً في هذه المنطقة، وخصوصاً بعد خسارته في حقل الشاعر"، في إشارة إلى حقل للغاز في محافظة حمص الذي أعلنت الحكومة سيطرتها عليه خلال الأشهر الأخيرة. إن الجيش صدّ الهجوم.
وأوضح المرصد الذي يراقب الصراع المستمر منذ أربع سنوات عبر شبكة من المصادر أن مقاتلي التنظيم قتلوا عائلات بكاملها، وأن بعض الضحايا قتل حرقاً، وهم من الطائفتين العلوية والإسماعيلية ومن السنة أيضاً. وتقع المنطقة على مسافة نحو 200 كيلومتر من محافظة الرقة التي تعتبر مركز "دولة الخلافة" التي أعلنها التنظيم. تدريب المعارضة وفي اسطنبول، نقلت وكالة "الأناضول" الرسمية للأنباء عن وزير الدفاع التركي عصمت يلمظ إن برنامجاً تديره واشنطن لتدريب مقاتلي المعارضة السورية لقتال متشددي "الدولة الإسلامية" سيبدأ في أيار. وكان مسؤولون أميركيون أعلنوا أنهم يعتزمون تدريب نحو خمسة آلاف مقاتل سوري سنويا لمدة ثلاث سنوات، في إطار حملة على مقاتلي التنظيم المتشدد في العراق وسوريا. ولا تزال تفاصيل التدريب الذي سيجرى في تركيا والأردن وقطر والسعودية قليلة جداً. وكان مفترضا أن يبدأ في آذار.
|