في اليوم الرابع لعملية «عاصفة الحزم»، كثّفت طائرات التحالف العربي غاراتها على معقل جماعة الحوثيين في صعدة، ودخلت بوارج حربية يُعتقد بأنها مصرية على خط المواجهة، لتمنع تقدُّم قوات موالية للحوثيين وللرئيس السابق علي عبدالله صالح من أبين غرباً إلى مدينة عدن. وما زالت عدن تشهد اشتباكات متواصلة ومعارك كرٍّ وفر بين مسلحي الجماعة و «اللجان الشعبية الجنوبية» الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي.
وطاولت الغارات الجوية صنعاء والحديدة والبيضاء، مستهدفة القواعد العسكرية وخطوط الإمداد ومنظومات الدفاع الجوي التي تسيطر عليها قوات موالية لعلي صالح والحوثيين.
ولليوم الثاني احتدمت المعارك بين قوات موالية لصالح يدعمها الحوثيون، وبين مسلحي القبائل في مديرية بيحان في محافظة شبوة. وتتوسط بيحان محافظات مأرب وشبوة والبيضاء، وهي أول منطقة يسيطر عليها الحوثيون في شبوة، فيما أفادت مصادر قبلية بسقوط عشرات القتلى والجرحى خلال المواجهات، غالبيتهم من القوات الحوثية.
وكان علي صالح ألقى خطاباً مسجّلاً بثته قناة تلفزيونية تابعة لنجله مساء السبت، ناشد فيه الزعماء العرب وقف غارات «عاصفة الحزم»، كما ناشد القادة الخليجيين الأخذ بيد اليمنيين للعودة إلى طاولة الحوار، والإعداد لانتخابات لا يترشح فيها هو أو أي من أقاربه. وحمل بشدّة على عملية «عاصفة الحزم»، متهماً هادي بالفشل في إدارة المرحلة الانتقالية، وداعياً دول الخليج إلى عدم الرهان عليه.
وذكر مسؤول يمني أن هادي أقال نجل علي عبدالله صالح الذي كان يشغل منصب سفير اليمن في دولة الإمارات.
مصادر عسكرية قالت لـ «الحياة» إن غارات التحالف ركّزت في يومها الرابع على أهداف استراتيجية في محافظة صعدة معقل الحوثيين، حيث استهدفت لواء «كهلان» العسكري وقضت على مخزونه من الذخائر وقطع المدفعية الثقيلة. كما قصفت مواقع للحوثيين في البقع وكتاف وامتدت إلى غرب المحافظة في مديريات الظاهر ورازح وشدا وسحار ومنبه، وصولاً إلى الأطراف الشمالية لمحافظة حجة، حيث ضربت معسكراً في منطقة الكمب في حرض (70 كيلومتراً جنوب جازان السعودية).
وأشارت المصادر إلى تجدُّد الغارات على مطار صنعاء ومعسكر القوات الخاصة غرب العاصمة، إضافة إلى معسكر «النهدين» حول القصر الرئاسي ومعسكر قوات الاحتياط.
وأكدت أن طائرات التحالف استهدفت مطار الحديدة (غرب) وكتيبة للدفاع الجوي بالقرب منه، في حين أفادت مصادر طبية بسقوط 30 شخصاً بين قتيل وجريح في أحد أحياء المدينة.
وذكرت مصادر عسكرية أن بوارج حربية يُعتقد بأنها تابعة للبحرية المصرية، تمركزت قبالة سواحل محافظة أبين قرب مدينة شقرة، وقصفت وحدات عسكرية تابعة لعلي صالح كانت سيطرت على لودر وشقرة وتقدمت إلى زنجبار، وذلك في محاولة لمنعها من التقدم نحو مدينة عدن.
ومع استمرار المواجهات في عدن بين الموالين لهادي من جهة والمسلحين الحوثيين وأنصار علي صالح من جهة أخرى، روى شهود أن الحوثيين «خسروا معركة السيطرة على المطار ليلاً قبل أن يستردّوه نهاراً بالتزامن مع تقدُّمهم إلى وسط المدينة، تحت غطاء من قصف المدفعية المتمركزة في مديرية دار سعد شمالاً حيث مقر قيادتهم» .
وذكرت مصادر طبية في عدن أن «عشرات المسلحين من الجانبين سقطوا بين قتيل وجريح، بينما ارتفع عدد القتلى بانفجارات مخازن الذخيرة في منطقة جبل حديد إلى أكثر من مئة معظمهم حاول نهب أسلحة». وكان مسلحون يُعتقد بأنهم على صلة بـ «القاعدة» اعترضوا في مدخل تعز الشمالي تعزيزات للحرس الجمهوري الموالي لصالح آتية من إب إلى عدن في ظل مقاومة ضارية من أنصار هادي.
وفي صنعاء دعت حركة «رفض» المناهضة للحوثيين والقريبة من حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين) إلى وقف العمليات الجوية للتحالف، كما دعت الحوثيين إلى إنهاء الانقلاب محمّلة إياهم مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في اليمن.
وعُلم من مصادر طبية في العاصمة أن 4 جنود قُتِلوا وجُرح 22 في غارات اليوم الرابع في صنعاء، إضافة إلى مقتل 9 ضباط في حرض التابعة لمحافظة حجة، كما جُرح 30 آخرون.
|