شارك أمس عشرات الالاف في مسيرة "ضد الارهاب" في العاصمة التونسية احتجاجاً على الاعتداء الدامي على متحف باردو، فيما تحدثت السلطات عن نجاح كبير تمثل في الاعلان عن مقتل زعيم ابرز مجموعة جهادية في تونس. تقدم المسيرة المناهضة للارهاب الى جانب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي ورئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الغابون علي بونغو.
وأطلق المتظاهرون هتافات منها: "تونس حرة، والارهاب على برا"، فيما لوح كثيرون منهم بأعلام تونسية في الشارع المؤدي الى باردو. وتذكر هذه المسيرة بتلك التي نظمها في كانون الثاني الرئيس الفرنسي بعد اعتداءات باريس على مجلة "شارلي ايبدو" الساخرة وعلى متجر يهودي.
وقال طايع الشيحاوي من سيدي بوزيد بوسط تونس إن "جميع هؤلاء الاشخاص أتوا ليقولوا اليوم لا للارهاب ولتوجيه رسالة الى الارهابيين: لا يمكنكم الاساءة الى تونس". وفي كلمة ألقاها في متحف باردو بالعاصمة التونسية، دعا هولاند المجتمع الدولي الى توحيد قواه "في مكافحة الارهاب".
وقال في تصريحات صحافية: "علينا جميعاً ان نكافح الارهاب... الارهاب اراد ضرب تونس، البلد الذي دشن الربيع العربي والذي انجز مساراً مثالياً في مجال الديموقراطية والتعددية والدفاع عن حقوق المرأة". ورأى ان "فرنسا صديقة تونس يجب ان تكون حاضرة هنا اليوم" حتى "ان كانت لدينا انتخابات" و"الفرنسيون يصوتون (...) لا شيء يجب ان يمنع حضوري الى تونس، وأكون مع الشعب التونسي". وبعدما ذكر باعتداءات باريس في كانون الثاني والتي خلفت 17 قتيلا، شدد على ان "التونسيين يريدون أيضا أن يكون هذا التضامن الدولي لمكافحة الارهاب معهم". واضاف: "لدينا تعاون مع تونس في مجال الاستخبارات والامن سنعززه لاننا متضامنون عند المحن ومن أجل منع كل الاعمال الارهابية التي يمكن ان تعد لها مجموعات متعصبة".
لقمان أبو صخر وقبيل بدء التظاهرة الشعبية، أعلن رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد ان زعيم أكبر جماعة جهادية في تونس لقمان أبو صخر المتهم بانه قاد الهجوم على متحف باردو في 18 آذار قتل السبت على ايدي القوات التونسية.
وصرح للصحافيين بأن القوات التونسية "تمكنت أمس (السبت) من قتل أهم عناصر كتيبة عقبة بن نافع وعلى رأسهم لقمان ابو صخر"، واصفاً العملية بأنها "مهمة جدا في برنامجنا لمكافحة الارهاب". وأفاد الناطق باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي أن تسعة جهاديين قتلوا في منطقة قفصة، و"نحن مسرورون جداً... كانوا من اخطر الارهابيين في تونس".
وكانت الوزارة اتهمت الخميس "كتيبة عقبة بن نافع" التي تدور في فلك تنظيم "القاعدة في المغرب الاسلامي" بالوقوف وراء الهجوم على المتحف، على رغم ان تنظيم "الدولة الاسلامية" المنافس ادعى مسؤوليته عنه. وتتهم السلطات التونسية هذه الكتيبة وعشرات المقاتلين التونسيين والاجانب فيها بقتل العشرات من رجال الشرطة والجنود منذ كانون الاول 2012. وأوقع الهجوم على متحف باردو 22 قتيلاً، هم 21 سائحاً أجنبياً وشرطي، وقد ارتفعت هذه الحصيلة السبت بعد وفاة فرنسية متأثرة بجروحها.
وأعلنت حركة النهضة الاسلامية التي تشارك في الائتلاف الحكومي الى جانب الخصوم السابقين، مشاركتها في التظاهرة، واصفة الارهاب بانه "عدو الدولة والثورة والحرية والاستقرار والتنمية". كذلك دعا الاتحاد العام التونسي للشغل "جميع اعضائه... ومجمل الشعب التونسي الى المشاركة بكثافة" في التحرك.
وفي المقابل، قالت الجبهة الشعبية اليسارية المعارضة إنها لن تشارك في المسيرة "بسبب نفاق" بعض المشاركين، في اشارة واضحة الى حركة النهضة. وصرّح الناطق باسم الجبهة همة الحمامي بأنه لا يريد ان تكون المسيرة "وسيلة للتغطية على المسؤوليات... حول انتشار الارهاب".
وبعد الاعتداء على المتحف، نددت فئة من اليسار العلماني بمشاركة النهضة في أي شكل من الوحدة الوطنية "ضد الارهاب"، معتبرة ان الحركة الاسلامية تربطها علاقات مشبوهة بالتيار الجهادي، وخصوصا حين تولت السلطة بين نهاية 2011 ومطلع 2014. وترى شخصيات اليسار ان النهضة مسؤولة، عن اغتيال المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي المناهضين للاسلاميين في 2013، وربما متورطة فيه.
|