السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آذار ٢٦, ٢٠١٥
المصدر : جريدة الحياة
اليمن
تحالف يضم السعودية وأكثر من 10 دول يبدأ عملية عسكرية في اليمن
أعلن سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأميركية عادل بن أحمد الجبير مساء اليوم (الأربعاء)، أن المملكة وتحالفاً من أكثر من عشر دول بدأت اليوم عملية عسكرية في اليمن، استجابةً لطلب مباشر من الحكومة اليمنية الشرعية.

وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة في واشنطن: أن "طبيعة العملية العسكرية محددة ومصممة لحماية الشعب اليمني وحكومته الشرعية من الانقلابيين والميليشيا الحوثية العنيفة والمتطرفة".

وأوضح السفير الجبير أن "دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بذلت جهوداً لتسهيل الانتقال السلمي للحكومة في اليمن، إلا أن الحوثيين استمروا في تقويض عملية الانتقال السلمي من خلال احتلال المزيد من الأراضي والاستيلاء على أسلحة الحكومة".

وأضاف: "على الرغم من كل الجهود المتكررة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومجموعة دول العشر والممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة في البحث عن طرق سلمية لتنفيذ المبادرة الخليجية ونتائج الحوار الوطني التي تحدد الانتقال السياسي في اليمن، إلا أن الحوثيين نكثوا كل اتفاق عقدوه وواصلوا سعيهم الحثيث من أجل الاستيلاء على البلد باستخدام وسائل العنف واستولوا على العاصمة اليمنية صنعاء، ووضعوا الرئيس الشرعي ورئيس الوزراء وأعضاء الحكومة قيد الاعتقال المنزلي واستولوا على المؤسسات الأمنية وواصلوا التوسع في احتلالهم للبلد".

وقال الجبير: "طلب رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي في رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بتاريخ 7 مارس 2015 عقد مؤتمر تحت رعاية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحضره كل الأطراف السياسية اليمنية من أجل المحافظة على أمن واستقرار اليمن".

وأضاف أن "الحوثيين رفضوا هذه الدعوة لحضور المؤتمر وواصلوا هجومهم العنيف على اليمن إلى نقطة تهديد احتلال مدينة عدن التي أصبحت العاصمة الموقتة لحكومة الرئيس هادي الشرعية بعدما استطاع الخروج من صنعاء". وأردف أنه "في رسالة بتاريخ 24 مارس 2015 طلب الرئيس هادي مساعدة عاجلة بكل الوسائل المتاحة ومن ضمنها التدخل العسكري لحماية اليمن والشعب اليمني من العدوان الحوثي ومن أجل المساعدة في قتال القاعدة وداعش، وذلك بناءً على مبادئ الدفاع عن النفس المنصوص عليها في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وكذلك آلية الدفاع الجماعي لميثاق جامعة الدول العربية". وتابع: "وبناءً على طلب الرئيس هادي وبناءً على مسؤولية المملكة العربية السعودية تجاه اليمن والشعب اليمني، فإن المملكة وحلفاءها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومن خارج دول المجلس أطلقت عملية عسكرية لدعم الشعب اليمني وحكومته الشرعية".

وفي رد على سؤال عن العملية العسكرية في اليمن والموقف الأمريكي منها، قال السفير الجبير "هذا القرار لم يجر اتخاذه بسهولة قد تم التفكير فيه بعمق كبير واستشرنا بشكل وثيق جداً و بشكل مكثف العديد من أصدقائنا و شركائنا حول العالم و بالتحديد الولايات المتحدة الأميركية، وأجرينا محادثات مثمرة للغاية مع الولايات المتحدة، ونحن سعداء بنتائج هذه المناقشات، و نحن نقدر بشكل كبير وسعداء جداً بالدعم الذي تلقيناه من أصدقائنا حول العالم ومنهم الولايات المتحدة الأميركية".

وامتنع السفير الجبير عن الخوض في التفاصيل للعملية العسكرية، مشيرا إلى أن هذه التفاصيل من اختصاص العسكريين، ومؤكدا أن الهدف من العملية هو الدفاع ودعم الحكومة الشرعية في اليمن ومنع حركة "الحوثي" المتطرفة من السيطرة على البلاد. وقال: "سنفعل كل ما يلزم من أجل حماية الحكومة الشرعية في اليمن ومنعها من السقوط ومواجهة أخطار الميليشيات. فالوضع في اليمن خطير ولم يسبق في التاريخ أن تمكنت ميليشيا من السيطرة على قوات جوية أو صواريخ بالستية وأسلحة ثقيلة وهذا وضع خطير جداً، وسنفعل كل ما بوسعنا لحماية الشعب اليمني والحكومة الشرعية في اليمن". وتابع قائلاً: "لقد جرى تصميم هذه العملية بأكملها من أجل حماية الشرعية في اليمن ونحن ملتزمون بسلامة وأمن اليمن وشعبها، فاليمن بلد جار وشقيق وتربطنا به علاقات تاريخية كبيرة على المستويات كافة، وما يحدث في اليمن له تأثير مباشر على المملكة العربية السعودية. واليمن يواجه العديد من التحديات ولدينا الرغبة والتصميم لدعم اليمن في مواجهة تحدياته سواء كانت تلك التحديات تتعلق بالشأن الاقتصادي أو الإرهاب أو الأمن أو الاستقرار السياسي ونحن ملتزمون على مر السنين بمساعدة اليمن للتحرك نحو مستقبل أفضل، لذلك فإن هذه العملية صممت لهذا الهدف".

وكانت دول الخليج (عدا عُمان) أصدرت في وقت سابق من اليوم بياناً أكدت فيه الاستجابة لطلب الرئيس اليمني بردع عدوان "الحوثيين" وتنظيمي "القاعدة" و"الدولة الإسلامية" (داعش) على البلاد.

دول الخليج تقرر ردع «الحوثيين» استجابة لطلب الرئيس اليمني

أكد بيان لدول الخليج (عدا عُمان) الاستجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بردع عدوان "الحوثيين" وتنظيمي "القاعدة" و"الدولة الإسلامية" (داعش) على البلاد.

وصدر بيان الدول الخليجية (السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت) تناول فيه بالتفصيل الأزمة اليمنية وانقلاب "الحوثيين" على الشرعية. وفيما يلي نص البيان، بحسب "وكالة الأنباء السعودية":-

"بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : تابعت كل من (المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، ودولة قطر، ودولة الكويت) بألم كبير وقلق بالغ تطورات الأحداث الخطيرة في الجمهورية اليمنية والتي زعزعت أمن اليمن واستقراره جراء الإنقلاب الذي نفذته المليشيات الحوثية على الشرعية، كما أصبحت تشكل تهديداً كبيراً لأمن المنطقة واستقرارها وتهديداً للسلم والأمن الدولي. وقد سارعت دولنا إلى بذل كافة الجهود للوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق في محاولاته لاسترجاع أمنه واستقراره من خلال البناء على العملية السياسية التي أطلقتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ولحماية المنطقة من تداعيات هذا الانقلاب. وفي هذا الإطار، استجابت دول المجلس إلى طلب فخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي المقدم بتاريخ 16 / 5 / 1436هـ الموافق 7 / 3 / 2015م بعقد مؤتمر في الرياض تحت مظلة مجلس التعاون يحضره كافة الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره. وفي الوقت الذي كانت الترتيبات تجري على قدم وساق لعقد هذا المؤتمر تلقينا رسالة فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي الآتي نصها: "الأخ العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة الأخ العزيز صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة الأخ العزيز صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة الأخ العزيز صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الشقيقة الأخ العزيز صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة الأخ صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أكتب لكم أيها الأخوة الأعزاء هذه الرسالة والقلب يعتصر بالأسى والحزن الكبيرين على ما آلت إليه الأوضاع الأمنية في الجمهورية اليمنية من تدهور شديد وبالغ الخطورة جراء الأعمال العدوانية المستمرة والاعتداءات المتواصلة على سيادة اليمن التي قام ولا يزال يقوم بها الانقلابيون الحوثيون بهدف تفتيت اليمن وضرب أمنه واستقراره.

لقد بذلنا كافة الجهود الممكنة لوقف هذه الاعتداءات الحوثية الإجرامية الآثمة على شعبنا والتي تركت جروحاً عميقة في كل بيت يمني، وسعينا بكل ما أوتينا من قوة للوصول إلى حل سلمي يمكن من خلاله إخراج اليمن من النفق المظلم الذي أدخله فيه الانقلابيون الحوثيون، ويحمي شعبنا من أتون الفوضى والدمار وللحيلولة دون جر البلاد إلى حرب ستحرق الأخضر واليابس التي سعى ولا يزال يسعى الانقلابيون إلى تأجيجها.

إلا أن كافة جهودنا السلمية ومساعينا المتواصلة قد واجهت الرفض المطلق من قبل الانقلابيين الحوثيين الذين يواصلون أعمالهم العدوانية لإخضاع بقية المناطق وخاصة في الجنوب إلى سيطرتهم، مما جعل الجمهورية اليمنية تمر في أحلك الظروف العصيبة في تاريخها حيث لم يسبق للشعب اليمني المتمسك بمبادئ ديننا الإسلامي الحنيف أن واجه مثيلاً لهذا العدوان الآثم الذي لا تقره المبادئ الإسلامية ولا الأعراف والمواثيق الدولية والذي تنفذه الميليشيات الحوثية المدعومة من قوى داخلية باعت ضميرها ولم تعد تكترث إلا بمصالحها الذاتية، والمدعومة أيضاً من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على هذه البلاد وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة مما لم يعد معه التهديد مقتصراً على أمن اليمن بل أصبح التهديد لأمن المنطقة بأكملها وطال التهديد الأمن والسلم الدوليين.

وإزاء هذه التطورات الخطيرة، وحرصاً على أمن اليمن واستقراره وأمن المنطقة والسلم والأمن الدوليين، وحماية لشعبنا اليمني الباسل والذي دفع ثمناً باهضاً من جراء الانقلاب الحوثي، فإنني ومن منطلق مسؤولياتي الدستورية التي تحتم علي رعاية الشعب والمحافظة على وحدة الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه، وأخذاً بالاعتبار ما قامت وتقوم به الميليشيات الحوثية من أعمال عدوانية كان آخرها رصد أرتال عسكرية متجهة لمهاجمة عدن والاستيلاء عليها وبقية مناطق الجنوب، وإعلان تلك الميليشيات الإجرامية عن نواياها في التحرك عسكرياً نحو الجنوب وهو ما أكده التقرير الأخير لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المقدم إلى مجلس الأمن ، والمتضمن تأكيد أن ما يسمى باللجنة الثورية الحوثية قد أصدرت نداءً للتعبئة العامة في الوحدات العسكرية التي تسيطر عليها في الشمال ، استعداداً لحملة على الجنوب ، وما أكده التقرير أيضاً من أن الحوثيون واصلوا احتلالهم للمؤسسات الحكومية والتوسع نحو مناطق جديدة على الرغم من مطالب مجلس الأمن المتكررة ، وأن طائرات القوات الجوية التي استولى عليها الحوثيون مستمرة بالتحليق والقصف فوق مدينة عدن والذي يعد تصعيداً خطيراً غير مسبوق.

وحيث أن تقرير مبعوث الأمم المتحدة قد أكد أن الحوثيين بدؤوا في التحرك الآن نحو الجنوب باتجاه ( لحج ) و ( عدن ) ، وأنه تنتشر مخاوف من استغلال تنظيم القاعدة لحالة عدم الاستقرار الراهنة لإثارة مزيد من الفوضى مما يجعل البلاد تنزلق نحو مزيد من الصراع العنيف والتشظي.

فإنني أتوجه إليكم أيها الأخوة ، مناشداً دولكم الشقيقة للوقوف - وكما عهدناكم دائماً - إلى جانب الشعب اليمني لحماية اليمن ، وأطلب منكم ، استناداً إلى مبدأ الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة ( 51 ) من ميثاق الأمم المتحدة ، واستناداً إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك ، تقديم المساندة الفورية بكافة الوسائل والتدابير اللازمة بما في ذلك التدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المستمر وردع الهجوم المتوقع حدوثه في أي ساعة على مدينة عدن وبقية مناطق الجنوب ، ومساعدة اليمن في مواجهة القاعدة وداعش .

إن الشعب اليمني لن ينس وقوف أشقائه إلى جانبه في هذه الظروف العصيبة والأخطار المحدقة به .

وفي الختام أؤكد أن ثقة الشعب اليمني بالله سبحانه لم ولن تتزعزع ، وسيظل متمسكاً بثوابته الوطنية التي تفرض عليه بذل الغالي والنفيس من أجل المحافظة على عزة الوطن وكرامته وسيادته .

وانطلاقاً من مسؤولياتنا تجاه الشعب اليمني الشقيق واستجابة لما تضمنته رسالة فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي ، من طلب لتقديم المساندة الفورية بكافة الوسائل والتدابير اللازمة لحماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة مما جعل التهديد لا يقتصر على أمن اليمن واستقراره وسيادته فحسب بل صار تهديداً شاملاً لأمن المنطقة والأمن والسلم الدولي ، إضافة إلى طلب فخامته كذلك مساعدة اليمن في مواجهة التنظيمات الإرهابية .

وحيث أن الاعتداءات قد طالت كذلك أراضي المملكة العربية السعودية ، وأصبحت دولنا تواجه تهديداً مستمراً لأمنها واستقرارها بوجود الأسلحة الثقيلة وصواريخ قصيرة وبعيدة المدى خارج سيطرة السلطة الشرعية ، وإزاء هذه المخاطر الجسيمة ، وفي ضوء عدم استجابة الميليشيات الحوثية للتحذيرات المتكررة من دول مجلس التعاون ومن مجلس الأمن ، وانتهاكاتها المتواصلة للقانون الدولي والأعراف الدولية واستمرار حشودها المسلحة بما في ذلك الأسلحة الثقيلة والصواريخ على حدود المملكة العربية السعودية ، وقيامها مؤخراً بإجراء مناورات عسكرية كبيرة بالذخيرة الحية قرب حدود المملكة العربية السعودية استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة ، مما يكشف نوايا الميليشيات الحوثية في تكرار عدوانها السافر الذي اقترفته دون أي مبرر حين هاجمت أراضي المملكة العربية السعودية خلال شهر نوفمبر عام 2009، فقد قررت دولنا الاستجابة لطلب فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية لحماية اليمن وشعبه العزيز من عدوان الميليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق.

والله نسأل أن يحفظ اليمن وشعبه الشقيق ويجنبه الفتن ويحميه من التدخل الخارجي الذي لا يريد الخير لليمن ولا لدولنا . كما نسأله أن يعيد للشعب اليمني العزيز الأمن والاستقرار ، إنه ولي ذلك والقادر عليه".

عدن تحت سيطرة الحوثيين وأنباء متضاربة عن مكان هادي

آخر تحديث: الخميس، ٢٦ مارس/ آذار ٢٠١٥ (٠٠:٠٠ - بتوقيت غرينتش) صنعاء - فيصل مكرم ، عدن - «الحياة» 
 
بعد ستة أشهر وأربعة أيام على سقوط صنعاء في قبضة الحوثيين، بدت معركة عدن خاطفة، إذ زحف إلى المدينة مسلحو الجماعة وقوات من الجيش موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، بعد ساعات على إسقاط أكبر قاعدة جوية عسكرية في البلاد هي قاعدة العند، وسيطروا على مطار المدينة ومينائها وعلى المراكز العسكرية في جبل حديد. وسمعت مساء امس اصوات الانفجارات في معظم الاحياء، فيما ترددت انباء عن عمليات نهب شملت قصر المعاشيق الرئاسي.

وباتت مدينة عدن التي أعلنها الرئيس عبد ربه منصور هادي عاصمة موقتة لليمن بعد خروجه من صنعاء في 21 الشهر الماضي، تحت سيطرة ميليشيات «اللجان الشعبية» للحوثيين تدعمها وحدات من الجيش اليمني، بعد تمكن القوات الحوثية من السيطرة الكاملة على مواقع القوات الموالية لهادي المدافعة عن عدن، وانهيار الخطوط الدفاعية للمدينة.

وفيما تعهّد العسكريون من أنصار علي صالح «التصدّي ببسالة» لأي تدخُّل خارجي، رداً على طلب هادي تدخُّلاً عسكرياً تحت غطاء مجلس الأمن، طغت أنباء متضاربة حول مصير هادي، ونفى مقرّبون منه مغادرته عدن، في حين خصّصت جماعة الحوثيين مئة ألف دولار مكافأة لمن يعتقله، بوصفه «مطلوباً» كانت اتهمته بـ «الخيانة».

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» مساء عن مصادر رسمية، أن هادي غادر عدن بحراً على متن مركب. فيما ذكر مصدر قريب من هادي أنه غادر عدن مساء، متوجّهاً إلى مصر لحضور القمة العربية في شرم الشيخ.

واللافت بعد سقوط دفاعات قاعدة العند، ومدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، الأنباء التي ترددت عن «اختراق» في صفوف الموالين للرئيس اليمني، مكّن الزحف الحوثي من تسريع تقدُّمه، بذريعة ملاحقة «الدواعش وعناصر القاعدة».

وقالت مصادر متطابقة في عدن لـ «الحياة»، إن هناك انسحابات كبيرة لعناصر «اللجان الشعبية» الجنوبية من الأحياء الرئيسة والشوارع العامة التي كانت مكلّفة حفظ الأمن فيها، وأن مجموعات مسلّحة اقتحمت مواقع عسكرية وأمنية لنهب محتوياتها، فيما التزم غالبية سكان عدن منازلهم منذ الصباح. وأضافت المصادر أن انفجارات وأصوات قذائف مدفعية تُسمع في محيط المدينة، وزادت كثافتها بحلول الليل، خصوصاً باتجاه ضواحي عدن التي دخلتها القوات الحوثية وباتت على مسافات قريبة من وسط المدينة وأحيائها الرئيسة ومنشآتها الحكومية والحيوية.

وكانت تعددت الروايات حول مصير الرئيس اليمني، إذ قالت مصادر في محافظة عدن إنه غادر مع عدد من أقاربه القصر الجمهوري صباحاً، على متن مروحيتين، لكن مصادر قريبة من هادي ذكرت أنه ما زال في قصر «المعاشيق» الرئاسي، ويتفاوض مع جماعة الحوثيين على وقف الحرب ومعاودة الحوار. مصادر أخرى قالت إن هادي انتقل صباحاً إلى مكان «آمن» في عدن بعد انهيار جبهتَيْ العند والحوطة، ووصول القوات الحوثية إلى منطقة دار سعد على مشارف عدن. وأشارت إلى أن الرئيس لم يغادر المدينة.

وكانت القوات المشاركة في الزحف بلغت مشارف عدن بعد قصف جوّي على قصر الرئاسة، وإثر تقدُّمها على جبهتَيْ تعز والضالع، وبدا أن جماعة الحوثيين وحليفها علي صالح وأنصاره، يحاولون استباق القمة العربية التي ستُعقد في شرم الشيخ بعد يومين.

وأعلنت الجماعة أنها اعتقلت وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة اللواء محمود الصبيحي، وعدداً من القادة العسكريين اثناء المواجهات ونقلتهم إلى صنعاء.

وعلمت «الحياة» من مصادر أمنية قريبة من الجماعة أن مسلحيها اعتقلوا كذلك قائد المنطقة العسكرية الرابعة المُوالي لهادي، عبدربه ناصر الطاهر، وأنه نقل مع الصبيحي وآخرين إلى صنعاء. وتضاربت الأنباء حول اعتقال شقيق الرئيس اليمني ناصر منصور الذي يشغل منصب وكيل جهاز الأمن السياسي (المخابرات).

وأُغلِق أمس مطار عدن، قبل انهيار الخطوط الدفاعية للمدينة، فيما نقلت وكالة «رويترز» روايات عن تناثر جثث مقاتلين على مشارف الحوطة عاصمة لحج، للدلالة على ضراوة القتال.

وفي سياق ردود الفعل، حض البيت الأبيض مساءً، الحوثيين على التوقُّف عن زعزعة استقرار اليمن.

الحوثيون يستعدون للسيطرة على ميناء عدن

آخر تحديث: الخميس، ٢٦ مارس/ آذار ٢٠١٥ (٠٠:٠٠ - بتوقيت غرينتش) صنعاء، عدن - «الحياة» 
انهارت أمس القوات العسكرية وميليشيا «اللجان الشعبية» الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بعد يوم من بدء زحف المسلحين الحوثيين وقوات الجيش الموالية لهم في اتجاه مناطق الجنوب ومدينة عدن.

في غضون ذلك، قصف الطيران الحربي الموالي للحوثيين المجمع الرئاسي في منطقة المعاشيق في عدن، حيث يقع القصر الذي كان يقيم فيه هادي، وشوهد المئات من المسلحين الموالين لهادي منتشرين في أرجائها وعند مداخلها، استعداداً لصد الحوثيين الذين شارفوا على دخولها من أكثر من جهة معززين بالدبابات والعربات المدرعة. وأفاد شهود بأن الحوثيين يستعدون للسيطرة على ميناء المدينة.

وطلبت السلطات في عدن من الموظفين الحكوميين ترك وظائفهم والتزام منازلهم، كما أعلن تعليق الملاحة الجوية في المطار الدولي وسط أنباء عن توجه قوات عسكرية موالية للرئيس السابق علي صالح للسيطرة عليه.

في صنعاء، طلبت اللجنة الأمنية العليا التي يديرها الحوثيون من أبناء محافظتي عدن ولحج «المساهمة في حفظ الأمن والاستقرار وأن يكونوا عوناً لرجال القوات المسلحة والأمن واللجان الثورية والشعبية في التصدي بكل بسالة لعناصر القاعدة والدواعش الإجرامية» على حد قولها.

وأكدت أن «رجال القوات المسلحة والأمن واللجان الثورية والشعبية الوطنية، لن يسمحوا لأحد بأن يعتدي على حياة المواطنين وأعراضهم وممتلكاتهم»، كما طلبت «رص الصفوف لمواجهة الأعمال الإرهابية وملاحقة عناصر الإرهاب وإفشال المخططات الرامية للتدخل في الشؤون الداخلية لليمن».

وتوغلت القوات الموالية للحوثيين من جبهتي تعز والضالع واستولت صباحاً على قاعدة العند الجوية في محافظ لحج على بعد 60 كيلومتراً شمال عدن وسيطروا على اللواء 201، وهي أضخم قاعدة في البلاد وفيها أكبر مخزون من الأسلحة والمعدات ومطار حربي وعدد من المقاتلات.

كما سيطروا على معسكر لبوزة في ردفان قبل الوصول إلى عدن، واتجهوا إلى مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج وأحكموا سيطرتهم عليها بعد مواجهات عنيفة مع القوات الموالية للرئيس هادي والمؤلفة من وحدات عسكرية ومليشيا «اللجان الشعبية» الموالية له.

وبث قادة أمنيون موالون للحوثيين صوراً لهم وهو إلى جوار السور الخارجي لقاعدة العند الجوية، وذكرت مصادر الحوثيين أن مخازن السلاح في القاعدة التي كانت تتمركز فيها قوات أميركية محدودة في سياق عملياتها ضد تنظيم» القاعدة»، تعرضت لعلميات نهب من الموالين لهادي قبل الانسحاب منها.

وأفادت مصادر عسكرية «الحياة»، بأن القوات «الموالية لهادي كانت تفتقر إلى التنظيم والذخائر الكافية، وسط اتهامات لقادة عسكريين بالتواطؤ مع الحوثيين واختراق الجبهة الموالية لهادي من الداخل، وهو ما أدى إلى تسريع تقدم القوات الحوثية التي وصلت لحج من طريق تعز (260 كلم شمال عدن) ومحافظة الضالع.

وزادت المصادر أن مدينة الضالع ما زالت تشهد مقاومة عنيفة بين مسلحي»الحراك الجنوبي» وقوات الجيش الموالية للحوثيين، بسبب طبيعة السكان القبلية والطبيعة الجبلية في المنطقة التي تساعد المناهضين على المقاومة والمناورة.

وذكرت مصادر محلية في محافظة لحج أن أنصار هادي من العسكريين ومسلحي «اللجان الشعبية» و»الحراك الجنوبي» خاضوا اشتباكات عنيفة مع القوات الحوثية ونصبوا لها مكامن في مدينة الحوطة، كبدتهم خسائر كبيرة. ولم تستبعد المصادر أن يكون اللواء الصبيحي أصيب خلال المواجهات قبل أن يعتقله الحوثيون.

وأكدت أن طلائع الحوثيين وصلت عبر جبهتين إلى مشارف مديريتي البريقة ودار سعد التابعتين لمحافظة عدن، وسط ترقب نشوب مواجهات عنيفة مع أنصار هادي الذين فتحت لهم مخازن الأسلحة الرئيسية في المدينة.

وأفادت مصادر أمنية في عدن، بأن قائد قوات الأمن الخاصة في عدن عبدالحافظ السقاف الذي كان هادي أقاله وأنهى تمرده بالقوة قبل أيام، موجود على مقربة من مدينة عدن ويستعد لإعادة نشر جنوده في المدينة لضبط عملية الأمن فيها.

إلى ذلك، تواصلت التظاهرات في مدينة تعز غداة قتل ثمانية محتجين يرفضون الوجود الحوثي في المدينة، ما قاد المحافظ شوقي هائل إلى تقديم استقالته، وطالبه المحتجون أمس بالتراجع عنها، في حين علمت «الحياة» من مصادر حزبية أنه تم إقناعه بالعدول عن الاستقالة حتى لا تعم الفوضى المحافظة.

ويعتقد مراقبون أن الحوثيين لم يكونوا قادرين على إحراز الانتصار السريع في المواجهات مع قوات هادي لولا تلقيهم الدعم الكامل من قادة الجيش الموالين للرئيس السابق علي صالح.

وكانت الهيئة الوطنية للحفاظ على القوات المسلحة المشكلة من عسكريين موالين لصالح، عبرت في بيان عن رفضها أي تدخل خارجي في الشأن اليمني «تحت أي مبرر وبأي شكل من الأشكال ومن أي جهة كانت». وقالت إنها «ومعها كل منتسبي القوات المسلحة والأمن وكل أبناء الشعب اليمني الأبي بكل مكوناته، سوف يتصدون بكل قوة واستبسال لأي محاولة للمساس بتراب الوطن الطاهر واستقلاله وسيادته أو يهدد وحدته وسلامة أراضيه». وشيعت الجماعة في صنعاء أمس جثامين نحو 150 قتيلاً قضوا في الهجومين المزدوجين على مسجدين في صنعاء الجمعة الماضي. وكان تنظيم «داعش» أعلن مسؤوليته عنه في أول عملية من نوعها من حيث المكان المستهدف وعدد الضحايا الذي وصل إلى 500 بين قتيل وجريح.

واشنطن تقدم المساعدة اللوجستية والمخابراتية في "عاصفة الحزم"

آخر تحديث: الخميس، ٢٦ مارس/ آذار ٢٠١٥ (٠٦:٢٩ - بتوقيت غرينتش) واشنطن - أ ف ب  
اعلن البيت الابيض ليل الاربعاء الخميس ان الولايات المتحدة تنسق بشكل وثيق مع السعودية وحلفاء عرب اخرين في اطار العملية العسكرية التي تشنها هذه الدول ضد "الحوثيين" في اليمن.

وجاء في بيان للناطقة باسم مجلس الامن القومي الأميركي، برناديت ميهان ان "الرئيس اوباما سمح بتقديم مساعدة لوجستية ومخابراتية في العمليات العسكرية التي تشنها دول مجلس التعاون الخليجي".

مساعد الرئيس اليمني: هادي في حالة معنوية مرتفعة بعد بدء الضربات الجوية

قال مساعد للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إن الرئيس ما زال في قاعدته في عدن وفي حالة معنوية عالية، بعد أن بدأت السعودية ودول اخرى الهجوم على جماعة "الحوثي" المعارضة.

وأضاف مدير مكتب هادي، محمد مارم ان العملية استعادت تصميم الشعب لقتال "الحوثيين".

وقال: "الرئيس في حالة معنوية عالية ويوجه الشكر لدول الخليج ومصر والأردن والسودان وكل دول المنطقة".

وتابع أن العملية موجهة في الأساس ضد الدفاعات الجوية لـ "الحوثيين" في شمال اليمن.

الأردن والسودان والمغرب ومصر وباكستان تعلن رغبتها المشاركة في عاصفة الحزم

أعلنت كل من الأردن والسودان والمغرب ومصر وباكستان رغبتها بالمشاركة في عملية عاصفة الحزم، استجابة لترحيب المملكة ودول الخليج العربية بالمجتمع الدولي المشاركة في العملية، وكذلك لطلب مباشر من الحكومة اليمنية الشرعية.


وكان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأميركية عادل بن أحمد الجبير أعلن مساء اليوم (الأربعاء)، أن المملكة وتحالفاً من أكثر من عشر دول بدأت اليوم عملية عسكرية في اليمن، استجابةً لطلب مباشر من الحكومة اليمنية الشرعية.

وذلك بعد ساعات من إعلان دول الخليج (ماعدا عُمان) في بيان، الاستجابة لطلب الرئيس اليمني بردع عدوان "الحوثيين" وتنظيمي "القاعدة" و"داعش" على البلاد.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الحوثيون يطردون آخر الأسر اليهودية من اليمن
الحكومة اليمنية تقر برنامجها بانتظار ثقة البرلمان
التحالف يقصف معسكرات للحوثيين بعد أيام من الهجوم على أرامكو
الأمم المتحدة: سوء تغذية الأطفال يرتفع لمستويات جديدة في أجزاء من اليمن
الاختبار الأول لمحادثات الأسرى... شقيق هادي مقابل لائحة بالقيادات الحوثية
مقالات ذات صلة
هل تنتهي وحدة اليمن؟
عن المبعوث الذابل والمراقب النَّضِر - فارس بن حزام
كيف لميليشيات الحوثي أن تتفاوض في السويد وتصعّد في الحديدة؟
الفساد في اقتصاد الحرب اليمنية
إلى كل المعنيين باليمن - لطفي نعمان
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة