الثلثاء ٢٦ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آذار ٢٢, ٢٠١٥
المصدر : جريدة الحياة
اليمن
حشود للحوثيين إلى الجنوب وهادي سيقاوم «التجربة الإيرانية» ومجلس الأمن يعقد اجتماعاً طارئ
أميركا تجلي قوات العمليات الخاصة من اليمن
تجمّعت نُذُر مواجهات مسلّحة واسعة في اليمن، وأعلنت جماعة الحوثيين التعبئة العامة، وأرسلت تعزيزات عسكرية إلى مدينة تعز. وفيما أعدم تنظيم «القاعدة» 45 ضابطاً وجندياً، أجلت واشنطن عشرات من عناصر القوات الخاصة الأميركية من قاعدة العُند الجوية اليمنية.

تعهد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس، في أول خطاب له منذ انتقاله إلى عدن قبل شهر، مقاومة انقلاب جماعة الحوثيين، محذِّراً من أنه سيقود اليمن إلى «كارثة سياسية واقتصادية». ودعا الجيش إلى الامتثال لأوامره، واعداً برفع العلم الجمهوري في منطقة مران، مسقط رأس زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في محافظة صعدة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن هادي قوله إن الحوثيين يحاولون نقل «التجربة الإيرانية الإثني عشرية إلى اليمن»، متعهداً مقاومتها ومعتبراً أن ميليشياتهم وتنظيم «القاعدة» وجهان لعملة واحدة.

وتزامن خطاب هادي مع حشود عسكرية وقبلية على الحدود التاريخية بين شمال اليمن وجنوبه، ما ينذر بمواجهات دموية بين قوات الجيش والميليشيا التابعة للرئيس هادي من جهة، والقوات الموالية للحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى.

ورداً على خطاب هادي، أعلنت «اللجنة الثورية العليا» لجماعة الحوثيين في صنعاء «حال التعبئة العامة»، ودعت في بيان «المؤسستين الأمنية والعسكرية» إلى «القيام بواجباتهما في التصدي للحرب القذرة» على الشعب اليمني. واعتُبِر البيان بمثابة «إعلان حرب» للسيطرة على عدن ولحج وبقية مناطق الجنوب.

وأرسل الحوثيون أمس تعزيزات عسكرية إلى مدينة تعز المجاورة لعدن، عن طريق البر والجو، بالتزامن مع تحرك قوات موالية لهم وللرئيس السابق إلى محافظة الضالع الحدودية مع الجنوب، في خطوة يُعتقد بأنها استعداد للزحف نحو الجنوب وعدن. وعلمت «الحياة» أن الجماعة أرسلت أمس حوالى 600 من عناصرها إلى طهران لتلقي تدريب عسكري، كدفعة أولى ستتلوها دفعات، في سياق اتفاق أمني- عسكري أبرمه الحوثيون مع إيران.

وأعدم تنظيم «القاعدة» في محافظة لحج (25 كلم شمال عدن) 45 ضابطاً وجندياً في حادثتين منفصلتين في مدينة الحوطة (مركز المحافظة)، واستولى على كميات كبيرة من أسلحة قوات الأمن، وسطا على معظم مصارف المحافظة.

وأجلت الولايات المتحدة إلى جيبوتي عشرات من عناصر القوات الخاصة الأميركية المرابطين في قاعدة العند الجوية في محافظة لحج، يُعتَقَد بأنهم يشرفون على تسيير الطائرات الأميركية من دون طيار.

وأعلنت وزارة الخارجية العُمانية أمس أن طائرة من سلاح الجو السلطاني أجلت عدداً من الديبلوماسيين البريطانيين من عدن «لأسباب إنسانية»، ونقلتهم إلى مسقط تمهيداً لعودتهم إلى بلادهم. وأوضح بيان للوزارة أن سلطنة عُمان أمّنت عملية الإجلاء فجراً قبل أن تقلهم الطائرة إلى مسقط، مشيراً إلى أن الخطوة تمت بأوامر من السلطان قابوس الذي يمضي فترة علاج في ألمانيا وعودته متوقّعة خلال أيام. كما استقبلت مسقط أمس حوالى 40 جريحاً من ضحايا التفجيرات الأخيرة في صنعاء.

وتوقفت مفاوضات الأطراف السياسية مع الحوثيين في صنعاء، بعدما غادرها أمس فجأة مبعوث الأمم المتحدة جمال بنعمر، وسط مخاوف من أن يكون المجتمع الدولي وصل إلى طريق مسدود في محاولته دعم اليمنيين، للتوصل إلى حل سلمي ينهي الأزمة.

وجاءت التطورات المتسارعة بعد يوم دموي في صنعاء شهد هجمات انتحارية استهدفت مسجدين، وأعلن تنظيم «داعش» تبنيها لأول مرة، وهي أدت إلى مقتل 150 شخصاً وجرح 350 آخرين.

وأثارت الهجمات تنديداً محلياً ودولياً واسعاً، وأدانها مجلس الأمن ومجلس التعاون الخليجي وواشنطن ولندن وباريس.

إلى ذلك، كشفت مصادر قبلية وعسكرية في عدن، عن أن قوات الجيش الموالية لهادي مع ميليشيا «اللجان الشعبية» سيطرت أمس على مدينة الحوطة في محافظة لحج، بعدما انسحب منها مسلحو «القاعدة» الذين كانوا احتلوا كل المعسكرات والمقرات الأمنية والحكومية، واستولوا على الأسلحة فيها. وذكرت المصادر أن وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة محمود الصبيحي وصل إلى قاعدة العند الجوية، أكبر قاعدة في اليمن، وعيَّن قائداً لها يأتمر بأمره بدلاً من قائدها السابق الذي غادرها إلى صنعاء. كما عقد لقاءات قبلية في المحافظة وشكل لجاناً شعبية من الأهالي، للمساهمة في صد أي تمدد حوثي نحو عدن.

وتحدثت مصادر أمنية عن إعدام مسلحي «القاعدة» أمس 16 جندياً وضابطاً أثناء اقتحام عناصر التنظيم مستشفى في الحوطة، بعد يوم على إعدامهم 29 آخرين عُثِر عليهم داخل أحد المباني الحكومية. كما أحرقوا مبنى المخابرات في المحافظة ونهبوا كل المصارف، قبل أن تصل إليها قوات الصبيحي.

خطاب هادي

وفي أول خطاب له عبر تلفزيون حكومي يبث من عدن منذ انتقاله إليها، شكر هادي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز منوهاً بدعمه المستمر لليمن، كما شكر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وقال إنه سيعود إلى صنعاء بعد زوال الأسباب التي دعته إلى مغادرتها. وتعهد الرئيس اليمني مواجهة انقلاب الحوثيين، معلناً تمسكه بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، كما أعلن رفضه كل الإجراءات التي اتُّخِذَت منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 أيلول (سبتمبر) الماضي.

وقال هادي: «سنرفع العلم اليمني فوق جبل مران بدلاً مع العلم الإيراني»، في إشارة إلى مسقط رأس زعيم الحوثيين المتهم بتنفيذ أجندة إيرانية في اليمن. كما دعا الرئيس اليمني كل القوى السياسية إلى المشاركة في الحوار المزمع إجراؤه في الرياض. ووصف ما حصل في عدن من مواجهات مع قوات الأمن الخاصة، بأنها محاولة انقلابية يدعمها الحوثيون، وطالب الجيش بتلقي الأوامر منه، كما طالب الحوثيين بسحب ميليشياتهم من صنعاء وبقية المدن، وإعادة أسلحة الجيش والأمن المنهوبة إلى الدولة، مؤكداً أن استمرار انقلاب جماعتهم سيؤدي إلى «كارثة سياسية واقتصادية».

مدافع مضادة تطلق النار على طائرة تحلق فوق مقر هادي في عدن

قال شهود إن مدافع يمنية مضادة للطائرات فتحت النار اليوم الأحد على طائرة مجهولة تحلّق فوق مقر إقامة الرئيس عبدربه منصور هادي في مدينة عدن الجنوبية.

تجدر الإشارة إلى ان هذه الحادثة هي الثالثة من نوعها خلال الأيّام الأربعة الماضية التي تُحلّق فيها طائرات مجهولة فوق مقرّ إقامة هادي. وفي إحدى المرات، أسقطت الطائرات قنابل من دون أن يؤديَ ذلك إلى وقوع خسائر بشرية.

مجلس الأمن يعقد اجتماعاً طارئاً لمناقشة الأوضاع في اليمن

أعلن ديبلوماسيون أمس السبت أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعاً طارئاً بعد ظهر اليوم الأحد لبحث الأوضاع في اليمن، وذلك بطلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي تعمّ الفوضى بلاده.

ووجّه الرئيس هادي أول من أمس رسالة إلى الرئاسة الفرنسية لمجلس الأمن الدولي، مندّداً بـ "الأعمال الإجرامية التي تنفّذها الميليشيات الحوثية وحلفاؤها والتي تهدّد ليس فقط السلام في اليمن، ولكن السلام والأمن الإقليمي والعالمي".

وطلب هادي من مجلس الأمن "التدخل العاجل بكل الطرق الممكنة لوضع حد لهذا الاعتداء"، مقترحاً أن يفرض المجلس عقوبات على مثيري الاضطرابات، بالإضافة إلى إيجاد قرار ملزم "لثني الحوثيين وحلفائهم ووقف عمليّاتهم، خصوصاً ضد مدينة عدن" التي لجأ إليها هادي بعد سيطرة الميليشيات على صنعاء.

وسيتسلّم سفراء الدول الـ 15 الأعضاء خلال الاجتماع تقريراً عن الوضع، يقدمه موفد الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر الذي يبذل جهوداً مضنية منذ أشهر عدة للتوصّل إلى حلّ إيجابي للنزاع اليمني.

وسيتحدث في الاجتماع ممثلون عن اليمن وعن قطر التي تترأس حالياً "مجلس التعاون الخليجي"، قبل أن يعقد مجلس الأمن اجتماعاً مغلقاً.

أميركا تجلي قوات العمليات الخاصة من اليمن

قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة أجلت باقي أفرادها، ومن بينهم نحو 100 فرد من قوات العمليات الخاصة، من اليمن، بسبب تدهور الوضع الأمني هناك.

وجاءت هذه الخطوة الأميركية في الوقت الذي استعد فيه مجلس الأمن للاجتماع، اليوم (الأحد)، بناء على طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، من أجل «تدخل سريع»، وهي تمثل نكسة أخرى في جهود الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب ضد فرع قوي للقاعدة في اليمن.

وقالت أميركا إنها ستنضم إلى الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن في دعم شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وإنها تحث الحوثيين وحلفاءهم على وقف «التحريض العنيف» ضده.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الحوثيون يطردون آخر الأسر اليهودية من اليمن
الحكومة اليمنية تقر برنامجها بانتظار ثقة البرلمان
التحالف يقصف معسكرات للحوثيين بعد أيام من الهجوم على أرامكو
الأمم المتحدة: سوء تغذية الأطفال يرتفع لمستويات جديدة في أجزاء من اليمن
الاختبار الأول لمحادثات الأسرى... شقيق هادي مقابل لائحة بالقيادات الحوثية
مقالات ذات صلة
هل تنتهي وحدة اليمن؟
عن المبعوث الذابل والمراقب النَّضِر - فارس بن حزام
كيف لميليشيات الحوثي أن تتفاوض في السويد وتصعّد في الحديدة؟
الفساد في اقتصاد الحرب اليمنية
إلى كل المعنيين باليمن - لطفي نعمان
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة