مع قرب اكتمال مدة سنة لبدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية، والتي بدأت في 25 آذار 2014، بدت أزمة الفراغ الرئاسي العنصر الثابت الى جانب العوامل الامنية المثيرة للقلق الدولي في البيانات الرئاسية الدورية التي دأب مجلس الامن على اصدارها في شأن لبنان. ولم يخرج آخر هذه البيانات وأحدثها أمس عن هذا الواقع على خلفية مناقشة التقرير المتعلق بتنفيذ القرار 1701. وأفاد مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى ان البيان الرئاسي اقترحته فرنسا وحظي باجماع الدول الـ15 التي يتألف منها المجلس واتسم بصيغة شمولية في ما يتعلق بالاوضاع اللبنانية الراهنة. ولعل ابرز ما تضمنه تناول أزمة الفراغ الرئاسي، اذ اعرب المجلس عن "قلقه من الجمود المستمر منذ عشرة اشهر في انتخاب رئيس الجمهورية، مما يقوض قدرة لبنان على مواجهة التحديات الامنية والاقتصادية والاجتماعية"، وحض الزعماء اللبنانيين على "التقيد بالدستور والميثاق الوطني للبنان"، داعياً جميع الاطراف الى "التصرف بمسؤولية واعلاء استقرار لبنان ومصالحه الوطنية على السياسات الحزبية وابداء المرونة اللازمة والشعور بالحاجة الملحة الى تطبيق الآليات المنصوص عليها في الدستور في ما يتعلق بالانتخابات". كما دعا مجلس النواب الى "التشبث بالتقاليد الديموقراطية الراسخة في لبنان والاجتماع من اجل انتخاب رئيس من دون مزيد من الابطاء"، مشددا على دعمه جهود رئيس الوزراء تمّام سلام في الحكم "في ظل ظروف عصيبة". مجلس الوزراء في غضون ذلك لم تغب ارباكات الازمة الرئاسية عن جلسة مجلس الوزراء أمس في بعض جوانبها التي شهدت نقاشات ذات طابع دستوري كما شهدت سجالا لم يخل من حدة. وأبلغت مصادر وزارية "النهار" أن وزير التنمية الادارية محمد فنيش بادر الى إثارة ما صرّح به وزير العدل أشرف ريفي لصحيفة سعودية متهماً "حزب الله" بـ"تبييض الاموال والتهرّب من الضرائب"، فسأل الوزير فنيش الوزير ريفي: "هل لديّك معطيات وإثباتات تحيلها على التحقيق؟ إن في الامر ما ينعكس على الحكومة وعلى الهدوء في البلد". فرد ريفي: "أنا حريص على البلد أكثر منك. يجب أن تعرف أننا في حكومة إئتلافية وربط نزاع وهذا ورد في تحفظي الذي سجلته على البيان الوزاري. إنني حريص على الامن والاستقرار وأتطلع الى بلد فيه دولة وليس دويلة، فلا يعتبر متهم بقتل الرئيس رفيق الحريري قديساً. وإذا أردت أدلة فهناك الكبتاغون، وأصغر ولد يعلم ماذا يجري في المرفأ حيث تخرج بضائع تجارية من غير أن تفتّش لكي تباع في الخارج".
وهنا تدخّل وزير الصناعة حسين الحاج حسن لمؤازرة زميله فنيش في النقاش قائلا: "بصفتك وزيراً للعدل لم تعرض علينا أدلة، ولدينا أيضا ملفات المازوت والاملاك البحرية"، فأجابه ريفي: "أنا، من دون أي تردد، أقول لك أنا مستعد للذهاب الى المحاسبة". عندئذ تدخل رئيس الوزراء تمّام سلام داعيا الوزراء الى ان يأخذوا في الاعتبار مصلحة البلد في مرحلة حساسة يجتازها، كما دخل على خط التهدئة وزير الداخلية نهاد المشنوق، فرد ريفي مؤكداً حرصه على البلد، متعهدا "إستمرار النضال حضاريا حفاظا على الدولة لابنائنا وليس على الدويلة". قطوع آخر اجتازه مجلس الوزراء أيضا كان طابعه دستورياً. فقد أثار وزير الاتصالات بطرس حرب موضوع توقيع المراسيم وهل يكون بإجماع الوزراء الـ 24 أم بأكبر عدد ممكن من تواقيع الوزراء؟ فتعاقب على الكلام 11 وزيراً هم وزراء الكتائب وكتلة الرئيس ميشال سليمان ووزيرا "حزب الله" ونبيل دو فريج من كتلة "المستقبل" ورشيد درباس من كتلة الرئيس سلام وروني عريجي من "المردة"، فأجمعوا مع حرب على توقيع المراسيم بالاجماع. فتدخّل الرئيس سلام مستوعباً المناقشة، فأكد تمسكه بالاجماع حتى "لو إعترض نصف وزير بحجج مقنعة". وأضاف: "الاستثناء سيكون فقط إذا كان اعتراض وزير أو وزيرين لإسباب شخصية". فأقتنع الوزراء بما أدلى به رئيس الوزراء.
بعد ذلك كاد طلب وزارة الخارجية قبول ترشيح سفراء أجانب لدى لبنان يثير جدلاً على خلفية إعتراض وزراء الكتائب باعتبار ان الامر من صلاحية رئيس الجمهورية، لكن التبريرات التي قدمت سمحت بالموافقة تحت عنوان "الضرورات".
وتقرر أن تكون جلسات مجلس الوزراء المقبلة في الاول والثامن من نيسان بما يراعي عطلات الفصح، كما تقرر عقد جلسة استثنائية في 14 نيسان لدرس مشروع الموازنة التي تسلّم أمس الوزراء نسخاً منها لدى مغادرتهم السرايا.
المرفأ... وزحلة وقام وزير المال علي حسن خليل عقب الجلسة بجولة تفقدية على مرفأ بيروت، مشدداً على المضي في قرار "وقف التلاعب الجمركي"، ومتحدثاً عن "قرارات موجعة"، وأعلن إحالة 81 شركة تصدر فواتير وهمية على النيابة العامة. وفي المقابل، أثار قرار أصدره مجلس شورى الدولة وقضى برد طلب وقف تنفيذ قرارات وزارة الصناعة العائدة الى انشاء مطحنة إسمنت لآل فتوش في زحلة نقمة عارمة في عاصمة البقاع، علماً ان تحركات واسعة كانت نفذت اعتراضاً على انشاء المطحنة خشية اضرارها البيئية والصحية، وجاء قرار مجلس الشورى ليشعل نقمة واسعة تنذر بمزيد من التداعيات لهذه القضية. التمديد لمدير المخابرات على صعيد آخر، وكما كان متوقعاً، وقع وزير الدفاع الوطني سمير مقبل قرار تمديد خدمة مدير المخابرات في الجيش العميد ادمون فاضل ستة أشهر اضافية استنادا الى نص المادة 55 من قانون الدفاع الوطني، ويسري هذا القرار من اليوم.
السنيورة ادّعى علي وهّاب
تقدم الرئيس فؤاد السنيورة أمس بادعاء شخصي على الوزير السابق وئام وهاب على خلفية كلام كان وهاب قاله بحقه في مقابلة متلفزة. وجاء في بيان صدر عن المكتب الاعلامي للسنيورة: "على اثر الكلام التخويني للوزير السابق وئام وهاب بحق الرئيس فؤاد السنيورة، عبر مقابلة تلفزيونية، وزعمه أنه جزء من المشروع الاسرائيلي، أطلع الرئيس السنيورة المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود على مضمون الكلام متخذاً صفة الادعاء الشخصي بحق وهاب". ورداً على دعوى السنيورة بحقه، صدر عن المكتب الاعلامي لوهاب بيان جاء فيه: "اولاً: إن الدعوى التي تقدم بها السنيورة ضدي مقبولة شرط أن يتنازل الرئيس السنيورة عن حصانته النيابية لنتواجه معاً أمام القضاء وإذا أراد أمام اللبنانيين. ثانياً: راجعت بشكل سريع تصريحاته الأخيرة ضد إيران وسوريا والمقاومة وراجعت تصريحات بنيامين نتنياهو وبعض المسؤولين الاسرائيليين فلم أجد فرقاً كبيراً حتى في بعض التعابير المتطابقة. لذا ما زلت أصر على محاكمته ومحاسبته إذا كان يدري أو لا يدري لأنه جزء من هذا المشروع".
بداية المحكمة أنهت الاستماع إلى السبع وتستكمل اليوم إفادة النائب غازي يوسف
كلوديت سركيس بعد نحو ثماني ساعات من الاستجواب المضاد من المحامي غونيال مترو للشاهد النائب السابق باسم السبع، أنهت امس غرفة الدرجة الاولى في المحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي ديفيد راي الاستماع الى نائب رئيس "تيار المستقبل". وحاول محامي الدفاع عن مصالح المتهم أسد صبرا طرح أسئلة عن مدى احاطته بالاجواء العامة السياسية والامنية في لبنان التي كانت سائدة تلك الفترة، فاصطدم بأجوبة السبع تكرارا بعدم وجود معلومات لديه سواء عن التحقيق مع ستة أوستراليين (من أصل لبناني) او مواضيع اخرى طرحها. وتدخل راي مستغربا اسئلة غير ذات صلة تطرح على الشاهد، وأخذ راي في هذا السياق على طلب الدفاع تحويل الجلسة الى سرية، معارضا "لانه سيستمع الى شرح فحسب". ولفت مترو الى حق الدفاع في مسألة الوجاهية. وفصل راي في النقاش مرتئياً العودة الى البحث لاحقا. وأثار مترو مسألة اغتيال الرئيس السابق لـ"جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية" نزار الحلبي، مذكرا بأن عناصر فلسطينيين من "عصبة الانصار" دينوا بقضية اغتيال الحلبي ونفذ الاعدام في حقهم. وأيد السبع اقواله السابقة ، تبعا لسؤال الدفاع "انهم كانوا من مخابرات رستم غزالي". واضاف انهم كانوا على علاقة بالمخابرات السورية واطراف سياسيين متناقضين في لبنان، ويتعاملون مع الجهات الرسمية. والان اصبحوا في مكان آخر في السياسة عما كانوا في التسعينات".
وذكر رداً على مترو "أننا لم نعول على توقيف شخصين من الاحباش من آل عبد العال في حينه لاننا لم نعتبره صيدا ثمينا. ولم أتابع هذا الموضوع لاني اعتبرته لاستحضار نوع من لغط عن مسألة اغتيال الحريري". ونفى علمه بما أورده الدفاع عن استبعاد الحريري مرشحين احباش في الانتخابات البلدية عام 2004 في بيروت". وتدخل القاضي راي قائلا "كما استبعد الكتائب" في لائحته وقتذاك.
وانتقل محامي الدفاع الى عرض مقال على شاشة المحكمة نشرته "النهار" في 25 كانون الثاني 2005 نقلا عن جريدة "الرأي العام" الكويتية عن تبني مسؤول سوري اعتقل في العراق عملية اطلاق الصواريخ على تلفزيون "المستقبل". وافاد الشاهد انه اطلع على الخبر "وان "النهار" نقلته فحسب ولم تتبنه. وقرأنا ان مجموعة انصار الله تحملت مسؤولية العملية".
وردا على ممثل الادعاء غرايم كامرون جزم السبع بعدم مناقشة الحريري مسألة مقعد "حزب الله" الانتخابي في بيروت خلال اجتماع عشية اغتياله مع النائبين وليد جنبلاط ومروان حماده، في حضوره في قصر قريطم.
وأعلن راي ان الغرفة تستكمل اليوم الاستماع الى افادة النائب غازي يوسف عبر نظام المؤتمرات المتلفزة. ثم جرت مناقشة ملاحظات الدفاع عن المعيار الموضوعي الذي يمكن الغرفة ان تعتمده في ضوء طلبه اصدار امر بتنظيم محضر قضائي في حق الدولة اللبنانية لعدم استجابتها مساعدة محامي المتهمين أسد صبرا ومصطفى بدر الدين مطلع 2014 بطلبات تقدموا بها. وتناولت المناقشة قرارات صادرة عن محاكم دولية بينها قرار للمحكمة الجنائية الدولية عن تخلف ليبيا تسليم سيف الاسلام معمر القذافي بعد توقيفه، اضافة الى صلاحية رئيس المحكمة اصدار الامر الذي يحال، في حال صدوره، على مجلس الامن لاتخاذ التدابير. وأوضح راي انه ليس كل مخالفة يمكن ان تؤدي الى تنظيم محضر قضائي، مركزا على أسباب التخلف الموضوعي واذا كان من حائل تقني فائق لا اثبات ان الدولة تمتلكه". وارتأى طرح الموضوع مع الدولة، وخصوصا ان المحكمة تعتبر ان عملية التعاون مستمرة معها بدل تنظيم محضر. وأيده الادعاء. ورأى ان "من المناسب سماع لبنان". وأرجىء الموضوع الى اليوم لمزيد من البحث.
|