السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آذار ١٩, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
فلسطين

الملف: انتخابات
نتائج انتخابات الكنيست الـ20: الرابحون والخاسرون
رندة حيدر
إذا كانت الانتخابات الاسرائيلية قد تحولت استفتاء عاماً على حكم بنيامين نتنياهو، فان فوز "الليكود" الساحق بفارق خمسة مقاعد على خصمه "الاتحاد الصهيوني" هو بمثابة تفويض من غالبية الشعب الاسرائيلي له لولاية رابعة. لذا يمكن القول إن الرابح الأكبر في هذه الانتخابات هو بنيامين نتنياهو الذي استطاع ان يثبت انه الزعيم الأكثر شعبية في اسرائيل. لقد نجح نتنياهو في تحقيق هذا الانتصار على رغم كل استطلاعات الرأي التي توقعت له العكس، بفضل حملة انتخابية قامت على ترهيب الناخبين الاسرائيليين من خطورة تولي اليسار ذي التوجهات التسووية رئاسة الوزراء، والتحريض على الناخبين العرب في اسرائيل والتحذير من تحولهم قوة سياسية فاعلة، وعلى تعبئة اليمين القومي والمستوطنين برفضه قيام دولة فلسطينية مستقلة أو القيام بأي انسحابات من الاراضي الفلسطينية.
 
الرابح الثاني هو "القائمة (العربية) المشتركة" التي باتت الحزب الثالث في الكنيست بعد "الاتحاد الصهيوني" مع 14 مقعداً. بالطبع هذا الانتصار يقدم قوة معنوية مهمة للجمهور العربي في اسرائيل ويشكل تتويجاً للمسعى الوحدوي للأحزاب العربية في اسرائيل. لكن الفوز الساحق لـ"الليكود" وحصوله على غالبية نيابية تستند الى احزاب اليمين القومي والاحزاب الدينية تتجاوز الـ61 نائباً في الكنيست، سيعرقل محاولات هذه القائمة للاضطلاع بدور أكثر فاعلية وتأثيراً في الحياة السياسية.

لقد تحول الحزب الجديد الذي أسسه موشي كحلون "كولانو" الرابح الأكبر في هذه الانتخابات بعد فوزه بعشرة مقاعد. البعض يوظف هذا الفوز لحساب حزب "الليكود" لأن كحلون هو من قدامى هذا الحزب وكذلك غالبية اعضاء حزبه الذين فازوا في الانتخابات يأتون من "الليكود" أيضاً، مما يجعل حزب الوسط الجديد "كولانو" نسخة جديدة لحزب "الليكود" ولكن بحلة اجتماعية. ويتوقع الجميع أن يعلن كحلون في وقت قريب دعم ترشيح نتنياهو لمنصب رئاسة الوزراء وموافقته على الانضمام الى حكومة جديدة بزعامة "الليكود". وكان نتنياهو قد وعد كحلون عشية الانتخابات، بان يعهد اليه في وزارة المال من أجل تنفيذ برنامجه الاقتصادي.

في طليعة الخاسرين، يظهر افيغدور ليبرمان الذي تراجع عدد مقاعد حزبه من 13 الى ستة، مما يشكل هزيمة واضحة لهذا الحزب الذي عانى في السنوات الأخيرة فضائح الفساد والرشى وخيب آمال جمهور المهاجرين الروس الذي يعتبر ليبرمان نفسه الناطق باسمهم.

الخاسر الثاني هو حزب اليمين القومي الممثل لجمهور المستوطنين المتدين "البيت اليهودي" بزعامة نفتالي بينيت الذي انخفض تمثيله ايضاً من 12 مقعداً الى ثمانية. والواقع أن خسارة هذين الحزبين جاءت نتيجة انتقال الأصوات منهما نحو "الليكود" من أجل دعم حزب يستطيع في النهاية تأليف حكومة. الخاسر الثالث هو حركة "ميريتس" اليسارية التي انخفض تمثيلها من ستة الى أربعة مقاعد وهي بالكاد تجاوزت نسبة الحسم. ويعود تراجع تأييد "ميريتس" الى التصويت لمصلحة "القائمة (العربية) المشتركة" أو "الاتحاد الصهيوني".

وهكذا يتضح ان المنافسة والتسابق على الأصوات كانا داخل المعسكرين الاساسيين، فـ"الليكود" حصل على مقاعده الاضافية من أحزاب اليمين الأخرى التي تنتمي الى المعسكر نفسه، وكذلك أخذ "الاتحاد الصهيوني" مقاعده من أحزاب الوسط الأخرى، وأبرز دليل تراجع تمثيل حزب الوسط "هناك مستقبل" بزعامة يائير لابيد من 19 مقعداً في الانتخابات السابقة الى 12 اليوم.
المتغير الأساسي في تركيبة الكنيست الجديدة الى جانب ظهور الكتلة العربية الجديدة، هو بروز معارضة قوية بزعامة "المعسكر اليهودي". لكن الثابت هو وجود كتلة صلبة من أحزاب اليمين القومي المدعوم من الاحزاب الدينية، مما يعني ان اسرائيل أمام أربع سنوات أخرى من استمرار الستاتيكو القائم حالياً.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
وقف نار غير مشروط في غزة بوساطة مصرية
تل أبيب ترفض التهدئة وتستدعي قوات الاحتياط
مصير الانتخابات الفلسطينية يحسم اليوم
استطلاع: «فتح» تتفوق على «حماس» والبرغوثي يفوز بالرئاسة
المقدسيون مدعوون للانتخابات عبر مراكز البريد
مقالات ذات صلة
أيضاً وأيضاً: هل يتوقّف هذا الكذب على الفلسطينيّين؟ - حازم صاغية
حرب غزة وأسئلة النصر والهزيمة! - أكرم البني
إعادة اختراع الإسرائيليّة والفلسطينيّة؟! - حازم صاغية
لا قيامة قريبة لـ«معسكر السلام» - حسام عيتاني
... عن مواجهات القدس وآفاقها المتعارضة - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة