صنعاء - أبو بكر عبدالله اهتزت العاصمة اليمنية أمس على وقع جريمة اغتيال الصحافي والسياسي اليمني عضو اللجنة الثورية العليا التابعة لجماعة الحوثيين عبد الكريم محمد الخيواني (50 سنة )، الذي اغتيل برصاص مجهولين لدى عودته إلى منزله في شارع الرقاص وسط العاصمة قبل أن يلوذا بالفرار. وقالت شرطة العاصمة إن "مسلحين مجهولين كانا يركبان دراجة نارية اطلقا الرصاص على الخيواني وان احدى الرصاصات اخترقت رقبته ونتج منها استشهاده". وكان الخيواني حضر صباحا في القصر الجمهوري بصنعاء اجتماعا للجنة الثورية التي تتولى مهمات رئيس الجمهورية الانتقالي بموجب الاعلان الدستوري للحوثيين. وقال عضو اللجنة صادق ابو شوارب ان الخيواني ابلغ الى اللجنة تواصله مع الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، وطالب اللجنة منحه جواز سفر ديبلوماسياً وان اللجنة وافقت على الطلب.
كما طالب الخيواني اللجنة الثورية باصدار قرار بعزل محافظ المحويت العميد احمد علي محسن من منصبه وفاءً لشهداء "جمعة الكرامة" التي صادفت ذكراها الرابعة أمس 18 أيار لثبوت تورطه في جريمة قتل أكثر من 50 شابا من الثوار الذين سقطوا برصاص مسلحين لدى ادائهم صلاة الجمعة في ساحة التغيير بصنعاء عام 2011، فضلا عن ابلاغه اللجنة رغبته في السفر إلى الخارج. صحافي وحقوقي وأمضى الخيواني سني عمره المهني في العمل الصحافي والحقوقي والسياسي، إذ رأس هيئة تحرير صحيفة "الشورى" الناطقة باسم حزب اتحاد القوى الشعبية وكذلك صحيفة "الأمة" الناطقة باسم حزب الحق، وتقلد منصب رئيس الدائرة السياسية في الحزب.
واشتهر بكتاباته الصحافية الجريئة في نقد النظام وسياساته وسجن مدة سنة بسبب كتاباته الناقدة للنظام، ومنحته منظمة العفو الدولية عام 2008 الجائزة الخاصة بالصحافيين المعرضين للخطر، فيما عينته منظمة بعثة السلام والعلاقات الديبلوماسية للمجلس الدولي لحقوق الإنسان والتحكيم سفيراً للنيات الحسنة والعلاقات الديبلوماسية تقديراً لجهوده ومساهماتها في المجالات الإنسانية وهو اول يمني يمنح هذا المنصب الفخري.
وأثارت عملية اغتيال الخيواني ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية والحقوقية والصحافية التي نددت بالجريمة ووصفتها بأنها "عمل اجرامي غادر وارهابي جبان يستهدف السلم الاجتماعي وإغراق البلاد في مزيد من اعمال العنف والفوضى"، مطالبة باصطفاف وطني ضد الارهاب.
وعقب عملية اغتيال الخيواني، أعلن قادة في جماعة "أنصار الله" تمكن أجهزة الامن ومسلحي اللجان الشعبية التابعة للحوثيين من كشف وتفكيك سبع عبوات ناسفة كانت مزروعة في أحياء متفرقة من العاصمة، فضلا عن العثور على ستة أكياس بلاستيكية تحوي مواد متفجرة.
|