الثلثاء ٢٦ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آذار ١٤, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
لبنان
عقْد بعد انتفاضة الاستقلال: إلى أين؟ 14 آذار تُطلق مجلسها "العابر للطوائف"
في مثل هذا اليوم قبل عشر سنين كان لبنان على موعد مع انتفاضة استقلالية تاريخية شهدت فيه بيروت وساحاتها حشداً مليونياً غير مسبوق سمّي "ثورة الارز" التي أدت الى الانسحاب السوري وانهاء الوصاية السورية على لبنان. واذا كانت هذه الخلاصة السريعة تختصر البعد الاكبر للذكرى العاشرة ليوم 14 آذار 2005 بما سبقها واعقبها من احداث ضخمة، ولا سيما منها حرب الاغتيالات التي أودت برجالات ورموز وطنية وسياسية وصحافية، فان الكثير من الابعاد الاخرى التي فجرتها انتفاضة 14 آذار والتي حمل اسمها ومبادئها وتوجهاتها فريق لبناني عريض متعدد الطائفة لا تزال حتى الآن في واجهة المشهد الداخلي ولو تبدلت بعض الظروف والمعطيات وطبيعة الصراع الداخلي والخارجي الذي يحكم الواقع اللبناني . وهذا الامر سيكون مطروحا بعد ظهر اليوم على مشرحة "قوى 14 آذار" التي تجد نفسها وسط ميزان دقيق وحساس لمراجعة مسيرتها بالسلبيات والايجابيات في مرور عقد على الانتفاضة التي تحمل اسمها، علماً ان التحديات الضخمة التي يواجهها لبنان اليوم لا تقل خطورة وجسامة على مسائل السيادة والاستقلال وتحييد لبنان عن صراعات المحاور الاقليمية عن حقبة التأسيس للحركة الاستقلالية. كما ان التحدي الاكبر الوافد على مجمل التحديات الموروثة والمتراكمة يتمثل في خطر تفريغ النظام الدستوري وتعطيله وضربه في ظل تمادي ازمة الفراغ الرئاسي.

وعلمت "النهار" ان إجتماعا أخيراً عقد ليلة أمس في مكتب رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة ضم عدداً من ممثلي أحزاب قوى 14 آذار والمستقلين، وعرض خلاله المجتمعون مشروع البيان الذي سيطرح اليوم على الهيئة العامة التي ستجتمع في "البيال" في الرابعة عصراً والذي وزعت سابقاً مسودات عنه على عدد من الافرقاء. وقد استحوذت الملاحظات الواردة على المسودات على جانب أساسي من المناقشات. وانتهى البحث الى مشروع بيان يؤكد صمود 14 آذار وتمسكها بفرادة الصيغة اللبنانية العابرة للطوائف ورفضها كل مشاريع الحروب الاهلية التي إنجر اليها البعض في الداخل والمحيط. ورشح ان البيان سيتناول التطورات الاقليمية في ضوء "الاجتياح" التي تتعرض له دول عربية. ويعرض مشروع البيان مرحلة السنين العشر الماضية ويتطرق الى أمكنة الانجاز والاخطاء ويؤكد ثبات العزيمة والايمان بلبنان الواحد وطناً للعيش المشترك والحرية والعدالة. ويدعو اللبنانيين الى الصمود في وجه الارهاب الذي بات يهددهم ويهدد العالم العربي بأسره. ويتناول إرتكابات النظام السوري في حق شعبه والتمادي الايراني الذي تسبب بموجة واسعة من التوترات المذهبية والطائفية والعرقية.

وعلم أيضا ان 14 آذار ستدعو الى قيام جبهة إعتدال لبنانية وعربية والى أولوية القضية الفلسطينية على قاعدة فرادة التجربة اللبنانية . كما علم ان المؤتمر اليوم سينتهي الى إعلان مجلس سياسي تشاوري وتأليف هيئة تحضيرية له لصياغة النظام الداخلي وعقد المؤتمر التأسيسي قريباً عبر التواصل مع القيادات الحزبية وشخصيات من المجتمع المدني.

ويشار في هذا السياق الى ان الرئيس سعد الحريري أصدر بياناً عشية الذكرى اكد فيه " ان حركة 14 آذار هي أكبر من أي حزب أو تنظيم سياسي وان روحها وقيمها تعلو فوق السياسات والمحاصصات الصغيرة"، وقال: "اننا على عهد الوفاء لكل الحلفاء والاصدقاء".

ازمة الإبعاد
وبالعودة الى يوميات الهموم الداخلية تفاعلت أمس قضية ترحيل نحو 70 لبنانيا من دولة الامارات العربية المتحدة التي استأثرت بحيّز من اهتمام رئيس الوزراء تمام سلام في مشاركته في القمة الاقتصادية التي بدأت اعمالها أمس في شرم الشيخ، علما ان هذه المشاركة اتاحت لسلام عقد لقاءات بارزة مع عدد من رؤساء الوفود العربية المشاركة . ورأى رئيس الوزراء ان "اللبنانيين غير مستهدفين في الامارات وان ما حصل يأتي في سياق اجراءات امنية تتخذها الدولة "، مؤكدا العمل على معالجة القضية. وافادت المعلومات التي توافرت لـ"النهار" ان سلام اجرى اتصالات لمعالجة المشكلة لكنها لم تفضِ الى نتائج ايجابية. وتردد ان الجانب الاماراتي بدا مستاء من بعض ما ورد في احد ردود الفعل الوزارية . وكانت وزارة الخارجية اعلنت ان الوزير جبران باسيل اتصل بنظيره الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان مشيرة الى سعي الوزارة "الى اعادة العلاقات اللبنانية – الاماراتية الى افضل ما يكون وان اللبنانيين الموجودين في الامارات يندمجون في شكل كامل ضمن المجتمع الاماراتي ويلتزمون القوانين الاماراتية من غير ان يكون تأثير او تبعات لاي امر افرادي خارج هذا الاطار".

وكان مجلس الوزراء تبلّغ اول من أمس من الوزير باسيل أن القائم بأعمال السفارة اللبنانية في دولة الامارات نقل الى الخارجية ان الامارات في صدد إبعاد 70 لبنانيا خلال 48 ساعة. فارتؤي التكتم على الموضوع والانصراف الى معالجته خصوصا ان الزيارة الاخيرة لرئيس الوزراء للامارات قبل أشهر لم تسو موضوع تعيين السفيرين في البلدين. وفي هذا الصدد، قالت مصادر وزارية لـ"النهار" أن الازمة تعود الى أيام وزير الخارجية سابقاً عدنان منصور الذي عمل على إرسال سفير الى الامارات محسوب على احد الاطراف الحزبيين، مما أثار إمتعاض السلطات الاماراتية، خصوصا ان دول الخليج ولا سيما منها السعودية أعتادت أن يبعث لبنان سفراء يحملون حيثيات معينة مريحة للدول التي يعتمدون فيها بما يراعي بعض الظروف الحساسة في هذه المرحلة. وهكذا ردت الامارات اوراق ذلك السفير وبقيّ منصب السفير اللبناني شاغرا في الامارات ومثله منصب السفير الاماراتي في لبنان مما أدى طوال السنوات الاخيرة الى تسيير سفارتي البلدين بقائمين للاعمال. وأتت خطوة الابعاد الجديدة، بحسب المصادر، في ظروف غير مريحة تمر بها العلاقات بين البلدين مما يتطلب مقاربة إستثنائية لمعالجتها.

تقريب موعد محاكمة سماحة إلى 20 نيسان واتجاه إلى فصل ملفه عن دعوى المملوك

كلوديت سركيس
طرحت أخيرا قضيتان لا تزالان قيد النظر أمام القضاء العسكري، الأولى ملف الوزير السابق ميشال سماحة الموقوف منذ آب 2012 بتهمة نقل متفجرات في سيارته من سوريا. وقد عقدت المحكمة العسكرية الدائمة جلستين في ملفه برئاسة العميد الركن خليل ابرهيم، وارجأت الجلسة الاخيرة الى حزيران المقبل بسبب عدم ابلاغ المسؤول الامني السوري اللواء علي المملوك المدعى عليه في هذا الملف.

في غضون ذلك تقدم وكيل سماحة المحامي صخر الهاشم بطلبات لتخلية موكله ردتها المحكمة تكرارا. وفي المعلومات ان وكيل سماحة تقدم مطلع هذا الاسبوع بطلب امام المحكمة لتقريب موعد الجلسة المقررة في 15 حزيران المقبل. وتضيف ان رئيس المحكمة وافق على تقريب موعد الجلسة وحددها في 20 نيسان المقبل.

وفي ضوء تقريب موعد المحاكمة ماذا ستكون علي صورتها؟ وهل سيحول عدم إبلاغ المملوك دون انطلاقها مرة اخرى؟

في المنظار القانوني لهذه القضية ترى مصادر قضائية ان ثمة مشكلة قانونية تحول دون إبلاغ المملوك لصقا. وهذا الاجراء تعتمده اي محكمة عند عدم العثور على متهم لتبليغه موعد الجلسة ويكون محل اقامته مجهولا، فتلجأ الى هذه الوسيلة باتمام تبليغه لصقا تمكينا لانطلاق المحاكمة بالمدعى عليهم الموقوفين في اي ملف، بخلاف الدعوى الحاضرة حيث ان مكان المملوك معلوم في سوريا سواء في عمله او منزله. وتعذرت طريقة تبليغه بواسطة مركز "ليبان بوست" الذي اقفل مكتبه في سوريا بسبب الاوضاع الامنية، او بواسطة الاتفاق القضائي اللبناني – السوري المتعسر حاليا لعلة العلاقات الحالية بين لبنان وسوريا.

انطلاقا من هذه المعطيات ونظرا الى الحائل القانوني الحاصل رشح ان المحكمة تتجه في الجلسة الجديدة المحددة في 20 نيسان المقبل الى تفريق ملف المملوك عن ملف سماحة، على غرار ما حصل امام المجلس العدلي في تفريع ملفات الموقوفين في قضية احداث مخيم نهر البارد. في هذه الحال تنطلق المحاكمة في ملف سماحة، الذي شارف عتبة سنته الثالثة من توقيفه. ويبقى المملوك مطلوبا في ملفه امام القضاء بموجب الادعاء العام العسكري عليه ومذكرة التوقيف الغيابية الصادرة في حقه.

اما القضية الثانية فهي ما اثير اخيرا عن الفنان فضل شاكر الملاحق غيابيا في دعوى جنائية مع المدعى عليهم الآخرين، وبينهم الشيخ احمد الاسير في ملف احداث عبرا. وتشير المصادر الى ان المعني الاول بمسألة تسليم شاكر نفسه الى الاجهزة الامنية قياسا على ما تداولته بعض وسائل الاعلام هو رئيس المحكمة العسكرية الدائمة الذي يفترض ان يكون اول من يعلم بهذا التوقيف، الامر الذي لم يحصل الى اليوم. علما ان ثمة جلسة معينة في ملف عبرا الثلثاء المقبل مخصصة لمتابعة محاكمة الموقوفين في القضية. وفي المعلومات ان وكيلة شاكر المحامية مي الخنسا استحصلت خلال هذا الاسبوع على ملف موكلها من قلم المحكمة العسكرية الدائمة للاطلاع على مضمونه والتهم المسندة اليه، علما ان ثمة مذكرة توقيف غيابية صادرة في حق شاكر بموجب ملف عبرا. وتقرر محاكمته غيابيا عند استكمال اجراءات انطلاقتها. وتردد ان الخنسا ستكون خارج البلاد الثلثاء المقبل مما يعني ان مسألة تسليم موكلها نفسه ستكون مرجأة الى بعد عودتها وفقا لموعد جلسة المحاكمة التالية التي ستحددها المحكمة العسكرية. واصولا عندما يقرر تسليم نفسه سيكون في مقر ثكنة امنية، ليحال بعدها مباشرة على المحكمة العسكرية الدائمة التي تسقط الملاحقة الغيابية في حقه ويحاكم مع الموقوفين الماثلين في ملف عبرا.

بداية المحكمة: رأي يوسف قد يساعدنا

اعتبرت غرفة البداية في المحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي ديفيد راي، رداً على اعتراض الدفاع على الأدلة المتعلقة بوقائع التسجيلات الصوتية لاجتماع الرئيس رفيق الحريري ورئيس جهاز الامن السوري في لبنان سابقاً العميد رستم غزالي وصاحب جريدة "الديار" شارل أيوب، بالاستناد الى افادة النائب غازي يوسف، أن الأخير "كان معاوناً سياسياً مقرباً من الرئيس رفيق الحريري الذي دعم ترشحه، وافادته تغطي مجالاً واسعاً من الاحداث السياسية آنذاك بين الحريري وسوريا ووسائل الاعلام على صعيد الانتخابات والتمديد".

وقالت في أمرها: "يمكن ان يعتبر يوسف من مجموعة مستشاريه المقربين، والتسجيلات بينات تنقل ما حصل في الاجتماع والسياق لهذا الحوار ومضمونه واضح في أكثر من مجال، لكن هناك أموراً لم تقل بين المشاركين، ويمكن المطلع على الجو ان يشرح للغرفة ما تمت مناقشته خلاله، ويمكن تفسير الشاهد ان يساعد الغرفة في ما تم في الاجتماع وفك المعاني والرموز وراء ما قيل. كما يمكن محامي الدفاع القيام بالاستجواب المضاد للشاهد، والغرفة ستقوم آراء يوسف في سياق الكل. وقد يكون رأيه أساسياً وجوهرياً، أو نسبياً وفقاً للمقتطفات في التسجيلات. وقد لا تأخذ بها. وتشير الغرفة الى ان بعض التسجيلات غير واضحة، وان قسم التسجيلات في لبنان سيزود المحكمة لاحقاً المضمون غير الواضح".

ثم ناقشت ممثلة الادعاء رايمر مستندات قبلتها المحكمة بينات تتصل بوثائق خطوط خليوية واجهزة خليوية والـ"sim" (حافظة المعلومات) وبيع (وشراء) خطوط هاتفية وتبين من خلال مراجعة 51 اسما في وزارة الداخلية ان بعض الاسماء غير فعلية وان مشتركين بوثائق ثبوتية مزورة في شبكات هاتفية ملونة قاموا باستخدام اسماء من دون علم اصحابها، وسعوا الى اخفاء المستخدم الفعلي للهاتف. وتحدثت عن اجهزة هاتفية جديدة مستعملة، بينها اثنان استوردا من سوريا، فضلاً عن استخدام هويات في شراء ارقام من طرابلس من دون معرفة اصحابها. ورفعت الجلسة الى الاثنين لسماع الشاهد السبع.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة