أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي بعد اجتماع لوزراء خارجيتها في الرياض أمس رفضها التدخل الخارجي في العراق، ودعمها الشعب العراقي في مواجهة خطر الإرهاب، ووجّهت الدعوة الى كل الاطراف اليمنيين بمن فيهم الحوثيون لعقد مؤتمر للحوار في العاصمة السعودية بناء على مبادرة من الرئيس عبد ربه منصور هادي. صرح وزير الخارجية القطري خالد العطية في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع بان الدعوة الى المؤتمر اليمني هي "دعوة للجميع"، مشددا على ان "الحوثيين معنيون بهذه الدعوة ...فهم مكوّن من مكوّنات الشعب اليمني". واضاف ان "مسألة قبولهم هي شأن حوثي يعود اليهم".
وجاء في بيان صدر عن الاجتماع ان المؤتمر الذي وافقت دول المجلس على عقده في الرياض بطلب من الرئيس اليمني المعترف به دوليا سيعقد في موعد لم يحدد بعد "في إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها وعدم التعامل مع ما يسمى الإعلان الدستوري ورفض شرعنته".
وحرص الامين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني على ان يوضح في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع الوزاري ان المؤتمر اليمني المزمع عقده "يختلف عن الحوار الدائر في صنعاء في اشراف جمال بن عمر" مبعوث الامم المتحدة.
ويسيطر الحوثيون منذ 21 ايلول 2014 على صنعاء. وفي 21 كانون الثاني سيطروا على دار الرئاسة وفرضوا الاقامة الجبرية على الرئيس اليمني الذي رد بالاستقالة. كما استقالت الحكومة أيضاً.
وفي الشأن العراقي، قال العطية" إن دول المجلس تؤكد دعمها لوحدة العراق وسلامة أراضيه ودعم الحكومة العراقية ومساعدتها من أجل توفير الأمن والاستقرار في العراق، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وبسط سيادته على كل أراضيه، ولن يتحقق ذلك إلا بتعاون جميع أطياف الشعب العراقي وتضافر جهودهم لتغليب مصلحة العراق والحفاظ على تماسك شعبه ووحدة ترابه الوطني".
وعن القضية الفلسطينية، قال: "إن القضية الفلسطينية تظل هي القضية الأولى التي تشغل وجدان كل منا وكل الشعوب المؤمنة بقيم الإسلام والعدل والحرية وتحتم علينا وعلى المجتمع الدولي بذل كل الجهود لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في ظل تمادي إسرائيل في تحدي المجتمع الدولي باستمرارها في نشاطها الاستيطاني وتهويد الأراضي المقدسة وحصارها الجائر على قطاع غزة ومحاولة فرض الهوية اليهودية الإسرائيلية على حساب المعالم الإسلامية والمسيحية"، معتبراً أن "المنطقة لن تنعم بالاستقرار والسلام ما لم تتخلص إسرائيل عن نزعتها العدوانية وتجنح إلى السلم".
وكرر "الموقف الخليجي الدائم والثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني والاستمرار في العمل المشترك لحشد دعم المجتمع الدولي وحمل إسرائيل على الانصياع للشرعية الدولية وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة"، ودعا خصوصاً مجلس الأمن الى "إتخاذ الإجراءات اللازمة التي تكفل إنهاء هذا الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة في حدودها ما قبل 5 حزيران 1967 وعاصمتها القدس اتساقا مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومرجعيات السلام وخاصة مؤتمر مدريد ومبادرة السلام العربية".
وعن الأزمة السورية، قال: "إن مأساة الشعب السوري تزداد منذ أكثر من أربع سنوات، ولا يزال النظام السوري متشبثا بالسلطة ولو على جماجم الأطفال والنساء والشيوخ، ولا تزال أعداد الضحايا والمهجرين والنازحين تتزايد كل يوم فضلا عن تفاقم الأوضاع الإنسانية للشعب السوري داخل سوريا وخارجها". وخلص الى "أن الوضع السوري يستلزم التدخل السريع والفعال من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن، لاتخاذ الإجراءات الكفيلة والرادعة، لحماية المواطنين العزل، وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري في الأماكن المحاصرة وفي عموم الأراضي السورية وخارجها، ويتوجب علينا نحن أيضا أخذ زمام المبادرة لوضع حد لمأساة الشعب السوري".
وعن ليبيا، أكد "موقف دول المجلس الثابت إزاء تطورات الأوضاع في ليبيا، بدعم الحوار الوطني بين جميع الأطراف الليبيين، انطلاقا من رؤيتنا أن المخرج الوحيد من تداعيات الأزمة الليبية لن يكون ممكنا إلا من خلال الحل السياسي الذي يحترم إرادة الشعب الليبي ويلبي طموحاته المشروعة في الأمن والاستقرار والوصول إلى صيغة نظام سياسي يتمتع فيه جميع الليبيين بالحقوق المتساوية ومن دون إقصاء أو تهميش بعيدا من التدخلات الخارجية، ويهيئ الظروف لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها بمشاركة جميع القوى السياسية والاجتماعية الليبية".
تدريبات للحوثيين في صنعاء، قالت مصادر قبلية وأخرى في جماعة الحوثي إن الآلاف من المقاتلين الحوثيين الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من اليمن يجرون تدريبات عسكرية في الجزء الشمالي من البلاد قرب الحدود مع السعودية. وأضافت أن التدريبات في منطقة البقع بمحافظة صعدة مسقط رأس الحوثيين تشمل مختلف أنواع الأسلحة بما في ذلك أسلحة ثقيلة استولوا عليها من الجيش اليمني.
|