صنعاء - أبوبكر عبدالله تعثر امس انعقاد الاجتماع الوزاري المصغر الذي دعا اليه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لأعضاء الحكومة المستقيلة في محافظة عدن، بعد رفض وزراء بينهم وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي حضور الاجتماع، فيما اتهم زعيم جماعة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي القوى الإقليمية والدولية الداعمة لهادي بالسعي إلى تصعيد الأزمة وجلب التكفيريين ("القاعدة") إلى المحافظات الجنوبية لاشعال حروب في اليمن.
وتحدث مسؤولون في القصر الرئاسي بعدن عن قرار للرئيس هادي إرجاء الاجتماع الوزاري الذي كان مقررا عقده في حضور 15 وزيرا ، غير أن مصادر اخرى أوضحت ان الاجتماع تعثر نتيجة التدهور الامني في عدن بعد تجدد الاشتباكات بين القوات الخاصة ومقاتلي اللجان الشعبية الجنوبية الموالية لهادي عشية الاجتماع والتي خلفت قتلى وجرحى من الجانبين.
وغادر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر صنعاء متوجها إلى الرياض في زيارة رسمية للبحث في ترتيبات المؤتمر المقرر فيها، في ظل انقسام واسع بين القوى السياسية المؤيدة والرافضة لنقل مفاوضات الحل السياسي إلى خارج اليمن، بينما استمرت المكونات السياسية في المفاوضات الجارية في رعاية اممية سعيا إلى استكمال البحث والتوافق على خطة للحل السياسي للازمة.
وقال مشاركون إن المكونات اتفقت على تحديد سقف زمني للوصول إلى حل سياسي في اسبوعين، وأقروا تأليف لجنة مصغرة لصوغ حل توافقي لقضية تمثيل المكونات السياسية في الحكومة الانتقالية ومعالجة قضية التمثيل للمكوِّنات السياسية في اللجنة العليا للانتخابات واعادة تأليف الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مقررات الحوار الوطني بما يضمن التمثيلَ العادلَ للقوى والمكونات السياسية. "أنصار الله" وأطل زعيم جماعة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي على اليمنيين في خطبة نقلتها قناة "المسيرة" في بث مباشر، متهما " قوى الاستكبار الدولية والإقليمية بـ" التآمر على اليمن وجلب التكفيربين من شتى انحاء العالم ومن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" إلى اليمن ومدهم بالسلاح والغطاء السياسي ونشرهم في مأرب والمحافظات اليمنية الجنوبية"، مشيرا إلى أن " بعض هذه القوى" تريد وضعا سياسيا متأزما في اليمن يتيح للقوى التكفيرية التحرك في الميدان والسيطرة على الجغرافيا ومعسكرات الجيش والإعلان عن فروع داعش ... وهذه التوجهات تمضي بصورة متسارعة بالتزامن مع انهيار مشروعهم في العراق". وحذر الحوثي من "المد التكفيري الذي تستهدف قوى الهيمنة والاستبداد من خلاله احتلال اليمن والسيطرة عليه في إطار مؤامرة تستهدف المنطقة كلها" ، متهما بعض القوى السياسية وخصوصا حزب التجمع اليمني للإصلاح (جماعة "الاخوان المسلمين") بـ"التواطؤ مع التنظيم بشكل واضح ومفضوح بما في ذلك التنسيق الميداني بعمليات قتالية مع تنظيم القاعدة".
إيران في طهران، نقلت وكالة "ايسنا" الطالبية للانباء عن وكيل وزارة الخارجية حسين امير عبداللهيان ان "صنعاء هي العاصمة الرسمية والتاريخية لليمن وهؤلاء الذين في عدن ممن يؤيدون تفكيك البلاد او الحرب الاهلية سيتحملون عواقب ذلك". وأضاف: "كان الاجدى بالرئيس المستقيل البقاء في صنعاء والبقاء على الاستقالة كي لا يدخل هذا البلد في ازمة"، مؤكدا في الوقت عينه ان ايران "تدعم وحدة اليمن واستقلاله والحوار الوطني الموسع".
|