السبت ٣٠ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آذار ١٠, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
العراق
ديمبسي يتوقّع في بغداد قُرب هزيمة "داعش" ويدعو إلى الصبر
العراق يُطالب بتجفيف منابع تمويل التنظيم ويُشيد بالدور الإيراني
من بغداد توقع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية"، "داعش" سابقاً، بينما أكد وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أن بلاده لا تجد حرجاً في طلب مساعدة إيران لأنها "في حال حرب" إذ تدخل عملية تحرير تكريت أسبوعها الثاني.
 
كان ديمبسي صرح قبل يومين من وصوله إلى بغداد بأنه سينقل الى المسؤولين العراقيين قلقه من تنامي النفوذ الايراني.
وقد أكد في مؤتمر صحافي في بغداد أن "داعش سيهزم". وأبرز الحاجة الى أن تكون الغارات الجوية التي يشنها الائتلاف الدولي "دقيقة للغاية" لتفادي "معاناة إضافية" للمدنيين المقيمين في مناطق سيطرة التنظيم.

وهو كان قال الأحد على حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" العاملة في مياه الخليج أنه سيكون من الخطأ تكثيف الغارات على التنظيم، داعياً الى "الصبر الاستراتيجي". وأضاف أن "إلقاء كميات كبيرة من القنابل على العراق ليس الحل"، فالمطلوب "التروي وأخذ الوقت اللازم" لجمع معلومات عن المواقع الواجب استهدافها.
وشدد على أن اولوية الغارات هي حماية المدنيين، ملمحا الى احتمال استخدامها لحماية المواقع الأثرية التي تتعرض للتخريب على أيدي المتشددين.

وسبق لوزير السياحة والآثار العراقي عادل فهد الشرشاب ان طالب الائتلاف الدولي الأحد بحماية المواقع الأثرية في شمال العراق، بعد تعرض تماثيل وآثار تاريخية للتدمير والجرف على يد التنظيم أخيراً.

وجاءت زيارة ديمبسي بعد أسبوع من بدء نحو 30 ألف رجل من الجيش والشرطة وفصائل "الحشد الشعبي" وأبناء العشائر السنية عملية واسعة لاستعادة مدينة تكريت ومحيطها.

وبقي طيران الائتلاف الدولي خارج العملية في مقابل دور ايراني ظهر من خلال نشر وسائل إعلام ايرانية صوراً لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري "الباسدران" الجنرال قاسم سليماني في محافظة صلاح الدين.

ويذكر ان ديمبسي قال قبيل توجهه الى المنطقة إن استعادة تكريت مسألة وقت نظراً إلى حجم القوات المهاجمة، مشيراً إلى أنه سيعرب للمسؤولين العراقيين عن قلقه من تنامي نفوذ طهران.

واسترعى الانتباه أنه في المؤتمر الصحافي المشترك مع ديمبسي، أبدى العبيدي ارتياح بلاده الى طلب المساعدة من إيران وقبولها منها، إذ "نحن في حال حرب". وقال: "إن إيران تساعدنا كثيرا، ونرحب بأي مساعدات لنا، ويجب التعامل مع الجميع من أجل مصلحة الشعب العراقي. أعتقد أن الوضع متوازن، الوضع مقبول بالنسبة إلينا"، في إشارة إلى الدور الذي تضطلع به إيران، وهو "إيجابي جداً".

كذلك التقى القائد الأميركي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي طالب الأخير، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، المجتمع الدولي بالضغط لوقف تسلل الإرهابيين إلى العراق وتجفيف منابع تمويل تنظيم "الدولة الإسلامية". ورد ديمبسي بأن "داعش سيُهزم بفضل الجهود المشتركة مع الائتلاف الدولي، وهناك 17 دولة في الائتلاف تعمل على تزويد العراق المدربين والمستشارين". وأضاف: "أنا سعيد بأن أرى شعب العراق ينتفض ضد "داعش" وسيتمكن العراقيون من العيش بروح التآخي. ويجب ان نكون حذرين في الغارات الجوية، نحن نريد ان نقتل "داعش"، ويجب التعاون مع العراق لتحديد الأهداف لعدم إصابة أي صديق، وكذلك حماية المواقع الاثرية في العراق".
وأثار العبادي مسألة العمليات العسكرية لتحرير صلاح الدين وغرب الأنبار وشرق الفلوجة إلى تدريب القوات الأمنية.

وفي كلمة وجهها إلى العراقيين والمقاتلين، تحدث العبادي عن أهمية "الهوية العراقية" في معركة تكريت، مؤكدا وجوب أن تكون "العزيمة عراقية والهوية عراقية والغيرة عراقية". وقال: "حب العراق يجمعنا لأنه هويتنا وليس انتماءاتنا الضيقة، فكونوا كما انتم وكما عهدناكم، عراقيين اصلاء منتفضين لهذه البلاد العريقة".

ميدانياً
في غضون ذلك، تمكنت القوات العراقية من استعادة منطقة البوعجيل التي تقطنها عشيرة سنية تتهمها الفصائل الشيعية بالمشاركة في مجزرة قاعدة سبايكر العسكرية. وكان قائد "منظمة بدر" هادي العامري وزعيم "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي حذرا في اليومين الماضيين من القيام بعمليات تؤثر على "النصر".

وفي محافظة كركوك بشمال شرق تكريت، أفاد ضابط في استخبارات الشرطة ومسؤولان محليان ان التنظيم أعدم 20 شخصاً في بلدة الحويجة لنيتهم الانضمام الى "الحشد الشعبي". وأظهرت صور مروعة جثثاً موضوعة في الجزء الخلفي من شاحنات صغيرة وهي تتقدم في رتل طويل. وبدت في إحدى الصور ثماني جثث متدلية من الرجلين ومعلقة في قوس كبير يحمل شعار "الدولة الاسلامية" ورايتها السوداء.

وتوقعت مصادر أمنية أن تتمكن القوات العراقية و"الحشد الشعبي" من تحرير ناحية صباح العلم اعتباراً من صباح الثلثاء، مشيرة إلى أن قوات "الحشد الشعبي" سيطرت على مبنى دائرة الاتصالات الذي يبعد 500 متر من مركز ناحية العلم. وحررت القوات العراقية أكثر من مئة عائلة احتجزها مسلحو التنظيم المتشدد في منطقة الناعمة قرب العلم.

وفجر مسلحون مسجد السيدة نفيسة في الموصل، مركز محافظة نينوى. وأُخلي المسجد الذي يعود إلى القرن الثالث عشر من محتوياته قبيل تفجيره.
وهاجمت قوات البشمركة الكردية مواقع لـ"الدولة الإسلامية" حول مدينة كركوك مدعومة بغارات جوية مُكثفة للائتلاف الدولي.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة