الثلاثاء, 23 نوفمبر 2010 الرباط - محمد الأشهب
قال محمد الشيخ شقيق المنشق الصحراوي مصطفى سلمى إنه لا يملك أي معلومات حول مصير شقيقه الذي اعتقلته «بوليساريو» منذ أكثر من شهرين، ونفى أن تكون مفوضية اللاجئين أجرت أي اتصال مع شقيقه المعتقل الذي يُجهل مصيره. بيد أنه أكد أن هناك دلائل على تعرضه لطلقات رصاص لدى محاولته الفرار من معتقله، موضحاً أن أفراد عائلته في مخيمات تندوف جنوب غربي الجزائر يجهلون بدورهم أي شيء عن مكان اعتقاله.
إلى ذلك، أفاد تقرير للمنطقة المغربية لحقوق الإنسان حول أحداث العيون الأخيرة بأن احتجاجات النازحين المقيمين في مخيم في ضواحي المدينة كانت ذات خلفيات اجتماعية تطاول السكن والعمل. ورصد وفد من المنظمة غير الحكومية وقائع الأحداث من بدايتها، مشيراً إلى نصب أكثر من ثلاثة آلاف خيمة، لكن 20 في المئة منها على الأقل كانت خالية لا تؤوي أحداً من السكان. وقدّر التقرير أعداد المتظاهرين سلماً بحوالى ثمانية آلاف صحراوي، لكن عددهم الدائم لم يتجاوز الألف كانوا يبيتون هناك ليلاً. وأكد التقرير ان مجموعة أشخاص التحقوا بالخيام وأصبحوا يتحكمون في تدبيرها وفرضوا سيطرتهم تحت التهديد. ومنهم من تورط في محاولة اغتصاب نساء وأضرم النار في الخيام. وعرض التقرير أشواط الحوار الذي دار بين السلطات وممثلي النازحين، موضحاً انه في كل مرة تم إحراز بعض التقدم كانت وتيرة إعداد النازحين تتزايد بهدف الإفادة من تعهدات السلطة المحلية بحل مشاكل السكن والعمل. وقد ارتفع عدد النازحين الى ما يزيد على عشرة آلاف شخص، بخاصة في نهاية الأسبوع الذي سبق اندلاع الأحداث.
وأوضح التقرير انه على إثر التوصل الى اتفاق لتفكيك الخيام، في ضوء تسجيل قوائم السكان المستفيدين من توزيع الأراضي، انبرت مجموعة من معارضي ذلك الاتفاق ومارست أساليب طاولت تهديد النازحين إلى المخيمات في حال قبولهم بتفكيك الخيام ومغادرة أماكن الاحتجاج.
وجاء في شريط الأحداث أيضاً أن قوات الأمن التي حاصرت الخيام صباح الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) طلبت من السكان إخلاء المخيمات عبر مكبرات الصوت. كما طلبت منهم مغادرة الخيام عبر حافلات أُعدت لهذه الغاية، وقد بدأ شيوخ ونساء وأطفال في الامتثال لذلك الطلب، إلا أن جماعات معارضة شرعت في رشق قوات الأمن بالحجارة وقناني الغاز الحارقة وإشهار السيوف والسكاكين، فردّت قوات الأمن باستخدام القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه، كما اعتقلت أفراد تلك الجماعات الذين يعتقد انها كانت تتوافر على أسمائهم، بخاصة ان الادعاء العام في محكمة العيون عرض قبل ذلك قوائم بأسماء مطلوبين الى العدالة، بينهم متهمون بجرائم الحق العام.
وبعد تفكيك الخيام انطلقت المواجهات في مدينة العيون. وأوضح التقرير أن شباناً كانوا يستخدمون سيارات رباعية الدفع ويتسلحون بالهراوات والسكاكين والسيوف بدأوا يجوبون شوارع المدينة، وأضرموا النار في مؤسسات عامة، ما حدا إلى معاودة تدخل قوات الأمن مرة ثانية.
وأسفرت الأحداث وفق تقرير المنظمة عن مقتل 12 شخصاً من قوات الأمن والدرك، منهم ستة تعرضوا للذبح، وسابع دهسته سيارة أولئك الشبان. فيما قدرت عدد المصابين بعشرات الأشخاص.
|