صنعاء - أبو بكر عبدالله انحسرت المخاوف لدى سكان العاصمة اليمنية أمس، بعدما طمأنهم زعيم جماعة "أنصار الله" السيد عبد الملك الحوثي الى أن الحشود التي تجمعت في محيط العاصمة هي حشود لمتظاهرين سلميين جاؤوا للتعبير عن مواقفهم المطالبة بإلغاء قرار رفع اسعار الوقود واسقاط الحكومة وتنفيذ مقررات الحوار الوطني، قائلاً إن ما اشيع عن نية الحوثيين حصار العاصمة وأسقاطها هدفه ايجاد تحرك مضاد.
واحتشد أمس عشرات الآلاف من المتظاهرين في شارع المطار شمالي العاصمة حيث أدوا صلاة الجمعة، ونصبوا مخيمات اعتصام أولى بالقرب من مقر وزارة الداخلية تدشينا للمرحلة الثانية من التصعيد الثوري، وسط هتافات " الشعب يريد اسقاط الحكومة"، "يا هادي اسمع منا ... لا للجرعة تقتلنا"، فيما اعلنت اللجنة التنظيمية نصب مخيمات أخرى في شمال حديقة الثورة وامام مقر وزارة الكهرباء وفي جوار وزارتي الداخلية والاتصالات، للمطالبة بالغاء قرار رفع اسعار الوقود واسقاط الحكومة، وتنفيذ مقررات الحوار الوطني.
وشهد بعض المحافظات تظاهرات مماثلة توزع فيها المتظاهرون على الميادين والساحات الثورية حيث ادوا صلاة الجمعة وسط هتافات تطالب بإسقاط الحكومة وتأليف حكومة كفاءات وتنفيذ مقررات الحوار الوطني، قابلتها تظاهرات مضادة شارك فيها الآلاف استجابة لدعوة الرئيس هادي الى اصطفاف وطني لمواجهة أي تهديدات للعملية السياسية. وجاءت هذه التظاهرات بعد ساعات من دعوة زعيم الحوثيين الى الاحتشاد في جمعة المرحلة الثانية من التصعيد.
وفي خطاب الى الشعب اليمني القاه عشية انتهاء المهلة التي حددها سابقا لاجراءات تصعيدية جديدة، تعهد الحوثي التصدي بقوة لأي اعتداءات على المتظاهرين المؤيدين له، ودعا قوات الجيش الى التزام الحياد.
وأكد لقاءه أعضاء اللجنة الرئاسية التي قال أنها أبدت استعدادا أوليا لتلبية مطالب المتظاهرين، غير أنه أقر بصعوبة الوثوق بالوعود إن لم يبدأ بتنفيذها على أرض الواقع، مشيرا إلى أن التحرك الشعبي المطالب بحقوقه بالوسائل المشروعة لم يكن مناطقيا ولا طائفيا، بل كان شعبيا جادا له مطالب محددة لكل شرائح المجتمع، وانتقد انعدام الافق لدى الحكومة وغياب الثقة بقدرتها على بناء اليمن الجديد. ونفى ان تكون حشود انصاره تستهدف اسقاط النظام الجمهوري، او اسقاط العاصمة، قائلا: "صنعاء غير مستهدفة وهدف الجماهير هو اسقاط الجرعة الاقتصادية واسقاط الحكومة وتطبيق مقررات الحوار الوطني". وهاجم الحملات الاعلامية التي اشاعت حصار انصاره العاصمة لاسقاطها، مشيراً الى ان ما اشيع استهدف تشكيل تحرك مضاد، ودعا الشعب اليمني الى عدم الاكتراث لهذه الحملات الدعائية التي تستهدف اسكاته عن مطالبه واشاعة الفوضى والاقتتال.
وحمل الحوثي على الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، وقال إنها لا تمتلك الحق في أن تفرض على الشعب اليمني أي خيارات وقلل شأن التهديدات التي اطلقها البعض باستخدام سلاح الخارج والعقوبات، معتبراً ان ما اشيع عن تدخل عسكري كان أمراً سخيفاً وغير وارد". وتحدى "اي دولة أن تأتي بجيشها الى اليمن لمنع التحرك الشعبي وتكسره، بما في ذلك أميركا وبريطانيا"، مشدداً على ان "المسألة ليست لعبة... فهم يعرفون انهم سيتكبدون الخسائر ويدركون انهم سيتورطون ان فعلوا ذلك". |