الثلثاء ١٠ - ٦ - ٢٠٢٥
 
التاريخ: آب ٢١, ٢٠١٤
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
سنة على الهجوم الكيماوي على غوطتي دمشق: عيادات طبية تحت الأرض... والناس تعجز عن البكاء
كانت ليلة «الهجوم الكيماوي» على الغوطتين الغربية والشرقية لدمشق في 21 آب (أغسطس) العام الماضي «ليلة القرارات الصعبة» بالنسبة إلى العاملين في المستشفيات تحت الأرض في ضواحي العاصمة السورية. لكن «القرارات الصعبة» لا تزال موجودة إلى الآن، بحسب أحد الأطباء السوريين.

كانت الغوطة الشرقية، في ما مضى، منطقة زراعية معروفة بصناعة الأثاث، يسكنها نحو 700 ألف نسمة، وتضم 11 مستشفى مجهزاً تجهيزاً جيداً. أما اليوم، يقول الدكتور ماجد أبو علي الناطق باسم «المكتب الطبي الموحد للغوطة الشرقية» فان «شراء بندقية فيها أسهل من شراء دجاجة».

وكانت الأمم المتحدة ودول غربية اتهمت النظام بشن هجمات بالسلاح الكيماوي على الغوطتين قتل فيها أكثر من ألف شخص. ولوحت واشنطن بشن ضربات عسكرية للنظام قبل التوصل إلى اتفاق روسي - أميركي لنزع الترسانة الكيماوية السورية بموجب قرار دولي ذي الرقم 2118.

قبل ذلك، زاد سوء الحياة المعيشية بسبب الحصار الذي تفرضه القوات النظامية. ويقول أبو علي: «منذ انتشرت الحواجز التي يراقب فيها الجنود كل ما يخرج من الغوطة أو يدخلها، ارتفعت أسعار الوقود ارتفاعاً جنونياً. صار أثاث المنازل يحرق لتشغيل الآلات الطبية الأساسية. 

وأصبح العيش في ضواحي دمشق المحاصرة، التي علق فيها المئات وحُرموا الغذاء والماء، أكثر كلفة من العيش في نيويورك أو دبي».

ولأن القصف أصاب المستشفيات، لجأ العاملون في المجالات الطبية إلى إقامة غرب تحت الأرض. ويضيف: «لم يكن أمامنا سوى إعداد غرف طبيه تحت المباني. ونجحنا في إعداد غرفة طوارئ في أحد المنازل، وغرفة عمليات جراحية في مكان آخر بالمدينة، حتى إذا ما أصيبت إحداهما استمرت الأخرى في العمل. فجمع الاثنين في مكان واحد قد يؤدي إلى كارثة في حال القصف».

في 21 آب، يتذكر أبو علي، بأنه لم يكن وفريقه مستعدين. ويضيف: «لم يتوقع أحد وقوع هذا العدد الهائل من الإصابات. توقعنا استقبال 500 أو 600 حالة في وقت واحد، لكن ليس الآلاف. كان الناس يدخلون في سبات عميق ولا يستيقظون، حاولنا إيقاظهم ولكنهم لم يفيقوا. عائلات بأكملها قضت. ليس بوسع أي فريق طبي أن يتعامل مع كارثة كهذه».

بعد مرور عام على الهجوم الكيماوي، يقول ناشطون معارضون بأن «عدد الحالات العاجلة التي تصل كل يوم تفوق قدرة الأطباء»، فيما يوضح أبو علي أنه «بسبب الصواريخ والقنابل تصلنا أكثر من 200 أو 300 حالة تحتاج للرعاية ومعظمهم من المدنيين ونجري ما يقرب من ألف عملية جراحية كل شهر. نحاول إنقاذ الأرواح تحت القصف، بلا كهرباء أو أدوية أساسية. لا نستطيع إجلاء الحالات العاجلة، ويخشى الأطباء اليوم الذي ستنفد فيه الأدوية لمعالجة الناس. يتصل بنا كل يوم أطباء تنقصهم أكياس دم أو أمصال. أُجبرنا الشهر الماضي على إغلاق مستشفيين لنفاد الأدوات الطبية. كذلك لم نجد الوقود اللازم لاستمرار عمل حضانة في أحد المراكز، فلم يعد لدينا الآن سوى حضانة واحدة تخدم 800 طفل يولدون كل شهر».

والطبيب أبو علي مثل غيره، يفاجئ كل بضعة أسابيع بنوع من السلاح و «كان عليَ أن أتخذ القرار الصعب بترك عملي وبيتي والفرار. تركنا وراءنا أناساً لم يعودوا قادرين على الضحك، ولا حتى البكاء. عندما يعجز الإنسان عن البكاء فتلك بحق مأساة».



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٥ . جميع الحقوق محفوظة