دانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان الليبية الإعتداء على أحد فرق الهلال الأحمر الليبي، فرع طرابلس، أثناء إسعاف المصابين وانتشال الجثث بمناطق التوتر والنزاع المسلح في العاصمة الليبية طرابلس.
وأكدت اللجنة، في بيان لها، اليوم (السبت)، أن "الاستهداف والاعتداء على أحد فرق الهلال الأحمر الليبي، واستهداف المدنيين من الأطفال والنساء، وشبكات المياه والتيار الكهربائي، تشكل جرائم حرب واضحة، لأنها من المصادر والوسائل الضرورية لحياة السكان، واستهدافها يقع في إطار جرائم الحرب".
البرلمان يدافع عن طلب التدخل ... وتجدد القتال في طرابلس
دافع مجلس النواب الليبي (أعلى سلطة سياسية في البلاد) أول من أمس، عن قراره مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل فوراً لحماية المدنيين والمؤسسات الليبية، مؤكداً أنه أقدم على هذه الخطوة «مضطراً» بهدف بسط الأمن في البلاد ومنع «تقسيمها» وليس استقواءً بالخارج، فيما اندلع قتال عنيف أمس، بين ميليشيات متناحرة في العاصمة الليبية.
وأمكن سماع دوي إطلاق النار والقصف بصواريخ غراد والمدفعية منذ الصباح الباكر قرب المطار ومناطق سكنية عدة في طرابلس.
وأكد بيان البرلمان أن القرار جاء «لفرض الأمن وحماية المدنيين، ولم تكن الغاية منه الاستقواء بالأجنبي كما يروج البعض ويسوق له بعض وسائل الإعلام وغايتها بث الفتنة والتفريق بين أبناء الشعب الواحد». وأضاف البيان أن «أرواح الليبيين عادت لتكون مهددة وفي خطر يفوق الخطر الذي استدعى مجلس الأمن للتدخل إبان بدايات ثورة 17 فبراير وفي الوقت الذي لم تخل فيه ليبيا من التدخل الأجنبي، خفياً كان أو ظاهراً وبأشكال متعددة».
وتابع بيان البرلمان الذي يعقد جلساته في مدينة طبرق الواقعة في أقصى الشرق الليبي أنه «لن يكون هناك تدخل أجنبي على أرض ليبيا العزيزة إلا لحمايتها من العبث والتقسيم»، لافتاً إلى أن «مجلس النواب وممثلي الشعب الليبي يؤكدون حرصهم على أمن وأمان جميع الليبيين ووحدة تراب ليبيا». وكان مفتي الديار الليبية الشيخ الصادق الغرياني كتب الخميس الماضي، في مقال نُشر على موقع دار الإفتاء الليبية، أن «الحكومة شرعت منذ زمن (رئيس الحكومة السابق) علي زيدان واستمرت بطريقة مستهجنة تستجدي دول العالم لتدخل بجيوشها إلى ليبيا، وفي كل مرة تجد الصد والاستهجان والرد، لكنها لم تيأس ولم تتوقف، ولم تخجل من هذا العار».
من جهة أخرى، احتشد بضعة آلاف من الأشخاص في طرابلس أول من أمس، تعبيراً عن رفضهم قرار البرلمان. كما احتشد آلاف من المحتجين في بنغازي ومصراته ومدن أخرى للاحتجاج ضد المجلس، فيما هاجم مسلحون ساحة الشهداء في وسط العاصمة وردت الشرطة بالنيران.
وفي علامة على الاستقطاب العميق في البلاد، شهدت مدينة بنغازي مساء أول من أمس، خروج تظاهرتين إحداهما مؤيدة لمجلس النواب وقراراته والأخرى رافضة لعقد جلسات المجلس في مدينة طبرق، ومنددة بقرارات مجلس النواب.
وطالب معارضو المجلس برجوع البرلمان إلى مقره الدائم في بنغازي، وأعلنوا دعمهم لمجلس شورى ثوار بنغازي. فيما أعلن المشاركون في التظاهرة التي تجمعت أمام فندق تيبستي وسط بنغازي، تأييدهم لقرارات حل كافة التشكيلات المسلحة والاستعانة بالمجتمع الدولي لحماية المدنيين ووقف إطلاق النار في ليبيا.
وأعلن متظاهرون في مدينة البيضاء شرق بنغازي دعمهم الكامل لكل القرارات التي تصدر عن مجلس النواب.
في المقابل، شهدت مدينة غريان تظاهرة منددة بدعوات التدخل الأجنبي في ليبيا. وأكد المجلس المحلي والمجلس البلدي ومجلس الشورى واتحاد سرايا الثوار والغرفة الأمنية المشتركة في زواره، مقاطعتهم لبرلمان لحين بطلان انعقاد جلسات المجلس وقراراته، كما أعلنوا رفضهم الكامل قرار البرلمان الذي يدعو إلى التدخل الأجنبي.
على الصعيد السياسي، قال مكتب بيرناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة الخاص الجديد إلى ليبيا، إنه يعتزم زيارة طرابلس في مطلع الأسبوع المقبل سعياً لتحقيق هدنة بين الفصائل المسلحة التي حولت الاشتباكاتُ بينها مناطقَ العاصمة الليبية ساحات قتال. وقال بيان من مكتب ليون إن زيارته طرابلس لإجراء محادثات ستشرف عليها الأمم المتحدة باعتبارها الوسيط الدولي الوحيد المقبول لدى جميع الأطراف الليبية. |