لمح المعارض البحريني الشيعي حسن مشيمع الى امكان القبول بملكية دستورية على النمط الغربي اذا أيد المحتجون هذا الامر، بينما تقدّم نواب "كتلة الوفاق" الشيعية وعددهم 18 رسميا باستقالاتهم من مجلس النواب. وسمح لمشيمع بالعودة الى البحرين في اطار تنازلات عدة قدمتها اسرة آل خليفة الحاكمة للغالبية الشيعية في البلاد والذين تصدرت قرابة اسبوعين من الاحتجاجات للمطالبة بمشاركة اكبر في الحكومة.
ولم يستبعد مشيمع، وهو زعيم حركة "حق" التي شككت في شرعية الملك سابقاً، فكرة اطاحة العائلة الحاكمة السنية. وقال في مؤتمر صحافي انه اذا كانت الملكية على النمط البريطاني بحيث تكون الاسرة الملكية شرفية ولا تسيطر على الحكومة فان هذا امر مقبول شرط عدم تولي اي فرد من آل خليفة منصبا حكوميا. واضاف: "اذا وافق كل الناس وخصوصاً من هم في دوار اللؤلؤة على هذا الاقتراح فسيكون امراً جيداً"، ذلك انه لا هو ولا حركة "حق" حددا أي مطالب بل هما يتحدثان عن مطالب الشعب. وعاد مشيمع الى البحرين السبت بعدما عفا عنه الملك مع 24 ناشطا شيعيا اخرين كانوا متهمين بمحاولة قلب نظام الحكم من طريق العنف. وتطالب الحركة الشبابية التي تتمركز في "دوار اللؤلؤة" بوسط العاصمة المنامة باطاحة آل خليفة.
غير ان حركات شيعية اكثر اعتدالا مثل "حركة الوفاق" التي تجتذب عدداً اكبر بكثير من المؤيدين تطالب باستقالة الحكومة ووضع دستور جديد يجري بموجبه انتخاب الحكومة. ويعيّن الملك الحكومة في الوقت الحاضر وغالبية الوزراء من العائلة الحاكمة. وأعلنت "كتلة الوفاق " النيابية في بيان ان نوابها استقالوا من مجلس النواب. وجاء في البيان: "صارت الحكومة تستخدم لغة المجازر والارهاب، وتعاملت مع المطالبات السياسية العادلة بلغة الارهاب... انطلاقا من صون دم الشهداء وما اقسمنا عليه من صون حقوق هذا الشعب والذود عن حرياته... فاننا لم نعد معنيين بهذا المجلس الذي لم يحرك ساكنا امام هذه المجازر". وفي موازاة ذلك، شارك مئات من البحرينيين في تظاهرة أمس جابت شارع المصارف في المنامة مطالبين بالتغيير ورفض أي حوار مع السلطات قبل استقالة الحكومة. واجرى الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة السبت تعديلاً وزارياً شمل خمس حقائب، وهو اجراء استبقته "جمعية الوفاق" بوصفه بأنه محاولة "للتلاعب والالتفاف" على مطالبها. وتعرض السلطة اجراء حوار، الا ان المعارضة تشترط استقالة الحكومة قبل تحديد موقفها منه.
وقال مشيمع انه مهتم باجراء محادثات مع جماعات معارضة اخرى مثل "حركة الوفاق" لكنه لم يشر الى المطالب المشتركة المحتملة. واحتشد عشرات الآلاف من الناس في شوارع المنامة الجمعة الماضي معلنين "يوم حداد" تبنته الحكومة في واحدة من كبرى التظاهرات منذ "يوم الغضب" في 14 شباط. (رويترز، و ص ف، أ ب)
|