الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آب ١٧, ٢٠١٤
المصدر : جريدة الحياة
العراق
هجوم كردي بدعم جوي أميركي لاستعادة سد الموصل
واشنطن تتعهد بالمساعدة العسكرية لمواجهة «داعش»
شنت قوات كردية مدعومة بطائرات حربية أميركية مساء أمس هجوماً لاستعادة السيطرة على سد الموصل، أكبر سدود العراق، من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، فيما بدت مؤشرات واضحة على تنسيق دولي لمواجهة التنظيم عسكرياً، شملت تسليحاً أوروبياً لقوات البيشمركة وملاحقة مصادر تمويل «داعش» الذي ارتكب مجزرة جديدة في حق أكثر من 80 أيزيدياً. وفي بغداد وقّع رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي على جملة من الشروط قدمتها كتلة «التحالف الوطني» الشيعية بمثابة «خريطة طريق» لحكومته تمنعه من الانفراد بالسلطة.

وأعلن اللواء عبد الرحمن كوريني، أن «قوات البيشمركة وبدعم جوي أميركي استعادت السيطرة على الجزء الشرقي من السد». وأفادت مصادر أمنية أن طائرات أميركية قصفت مواقع «داعش» بالقرب من سد الموصل تمهيداً لتقدم قوات برية عراقية ضمت جنوداً من «البيشمركة» الكردية. كما أن غارة أميركية أخرى تمكّنت من تدمير مدرعتين تابعتين للتنظيم في جنوب منطقة سنجار.

وتعِد الولايات المتحدة لشن غارات جوية حول بغداد لحمايتها من أي هجوم قد يكون «داعش» يخطط له. وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها حصلت على تصريح واضح من الرئيس باراك أوباما بشن هذه الغارات، ونقلت صحيفة الـ «تايمز» البريطانية عن الأدميرال جون كيربي، المسؤول الصحافي في البنتاغون، قوله إن سلاحي البحرية والطيران حصلا على إذن واضح من الرئيس أوباما بشن ضربات على أي مكان يتعرض فيه الأميركيون، العسكريون أو المدنيون، إلى تهديد، بما في ذلك العاصمة بغداد.

إلى ذلك، وقع رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي على جملة من الشروط قدمتها كتلة «التحالف الوطني» الشيعية لحكومته، أبرزها تحديد ولايته، وعدم الانفراد بالقرار، فيما تواصلت التطورات وسط المجموعات المسلحة والعشائرية السنية التي اعتبرت تغيير رئيس الحكومة السابق نوري المالكي «خطوة إيجابية».

في هذه الأثناء، قال النائب الأيزيدي محما خليل لـ «الحياة»، إن «داعش قتل 80 شخصاً من سكان قرية كوجو جنوب مدينة سنجار الجمعة بعدما رفضوا شروط التنظيم بإعلان إسلامهم». وأكد «احتجاز التنظيم النساء والأطفال والشيوخ في سجون في عدد من مناطق نينوى». وأشار إلى أن «هناك أكثر من عشرة آلاف نازح أيزيدي ما زالوا في جبل سنجار وهم معرضون للجوع والعطش أو الهجمات الإرهابية من قبل داعش».

وشهدت الأيام الأخيرة تفاعلات وسط المجموعات المسلحة والعشائرية السنية، تمشياً مع المتغيرات في بغداد، بعد تنحية رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، وإعلان رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي استعداده لفتح الحوار مع كل الأطراف العراقية.

وعلمت «الحياة» من مصادر سياسية سنّية رفيعة، أن اجتماعاً مهماً عقد بين مسؤولين محليين من الأنبار وبين مسؤولين أميركيين لمناقشة الوضع الأمني في المحافظة، تم خلاله اتفاق مبدئي على تقديم مساعدة أميركية، فيما تستعد الفصائل المسلحة السنّية لاتخاذ موقف من الوضع الأمني في البلاد بعد تنحي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي عن الحكم.

من جهة أخرى، باشر المجتمع الدولي بفرض إجراءات لقطع مصادر التمويل عن تنظيم «داعش»، وكذلك تسليح الأكراد لمواجهته. وقتل عشرات المدنيين، غالبيتهم من أتباع الديانة الأيزيدية، ضمن حملة «الدولة الإسلامية» ضد الأقليات الدينية في العراق. وأجبر التنظيم عشرات الآف من الأقليات في محافظة نينوى على الفرار بعد استهدافهم ومطالبتهم باعتناق الإسلام عنوة.

وقال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي السابق، إن «موكباً من سيارات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية دخل مساء الجمعة إلى القرية للانتقام من سكانها الأيزيديين الذين لم يفروا من منازلهم».

وتابع: «ارتكبوا مجزرة ضد الناس، حوالى 80 منهم قتلوا».

وكان مجلس الأمن الدولي تبنى الجمعة بالإجماع قراراً بموجب الفصل السابع يهدف إلى إضعاف «داعش» في كل من العراق وسورية عبر اتخاذ إجراءات لقطع مصادر التمويل عنهم ومنعهم من تجنيد المقاتلين الأجانب، فيما قدّر رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، في لقاء مع مجلة «فوكس» الألمانية، دخل «داعش» بنحو ثلاثة ملايين دولار يومياً من عمليات الجباية بالإكراه وسرقة النفط.

ويشكّل قرار الأمم المتحدة أوسع إجراء تتخذه الأمم المتحدة في مواجهة الإسلاميين المتطرفين الذين باتوا يسيطرون على أجزاء واسعة من سورية والعراق ويرتكبون أعمالاً وحشية.

وأعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أمس، أن بلاده ستواصل طلعاتها الجوية الاستطلاعية فوق شمال العراق في محاولة لوقف أي هجمات جديدة يشنها مسلحو «داعش». وأدلى فالون بتصريحاته خلال زيارة إلى قبرص، حيث القاعدة العسكرية التي تملكها بريطانيا في أكروتيري (جنوب) التي تنطلق منها الطلعات الاستطلاعية البريطانية وإلقاء المساعدات الإنسانية للمدنيين الملاحقين من مقاتلي «الدولة الإسلامية» في العراق. وأكد فالون بعد لقائه الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس: «نواصل عمليات الاستطلاع في شمال العراق للحصول على صورة أفضل بشأن الحاجات الإنسانية هناك».

واشنطن تتعهد لمسؤولين من الأنبار بالمساعدة العسكرية لمواجهة «داعش»

علمت «الحياة» من مصادر سياسية سنّية رفيعة أن اجتماعاً مهماً عقد بين مسؤولين محليين من الأنبار وبين مسؤولين أميركيين لمناقشة الوضع الأمني في المحافظة، تم خلاله اتفاق مبدئي على تقديم مساعدة أميركية، فيما تستعد الفصائل المسلحة السنّية لاتخاذ موقف من الوضع الأمني في البلاد بعد تنحي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي عن الحكم.

وبدأت قوات «البيشمركة» وقوات أمنية اتحادية عملية عسكرية محدودة لمحاولة استعادة سد الموصل من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مستفيدة من الغطاء الجوي الأميركي. وافادت مصادر أمنية أن طائرات أميركية عسكرية قصفت مواقف لعناصر من تنظيم «داعش» بالقرب من سد الموصل، تمهيداً لتقدم قوات برية عراقية تضم جنوداً من «البيشمركة» وقوات اتحادية. واوضحت المصادر إن «العملية العسكرية المحدودة تسعى إلى جس نبض «داعش» بهدف إعادة السيطرة على سد الموصل بعد بروز مخاوف من اقدام «داعش» على تفجير السد.

وابلغت مصادر سياسية سنّية «الحياة» أمس أن تنحي المالكي عن الحكم ساهم في تحقيق تطورات كبيرة في ما يخص المحافظات السنّية، أبرزها مساعي الفصائل السنّية لاتخاذ موقف من «داعش»، واستعداد أميركي لمساعدة جميع المحافظات السنّية سياًسياً وأمنياً. وأشارت المصادر إلى أن اجتماعاً مهماً عقد قبل يومين بين مسؤولين سنّة عن محافظة الأنبار ومسؤولين أميركيين عسكريين رفيعي المستوى في محافظة أربيل، خلص إلى الطلب من واشنطن مساعدة الأنبار في مواجهة تنظيم «داعش».

ولفتت المصادر إلى أن الجانب الأميركي وافق بشكل مبدئي على تقديم المساعدة، كما أنه أبلغنا استعداده بأن يكون الدعم يتجاوز الدعم الجوي العسكري. وامتنعت المصادر عن توضيح وسائل الدعم الأخرى، لكنها اشارت إلى أن الاجتماعات ستتواصل بمعزل عن الحكومة الاتحادية. وأوضحت المصادر أيضاً أن الجانب الأميركي يدعم فكرة تشكيل قوات نظامية من سكان المحافظات السنّية مشابهة لقوات البيشمركة، ووعدت بالضغط على الحكومة الجديدة لتكون هذه القوات نظامية تابعة لوزارة الدفاع وعدم التدخل في اختيار عناصرها.

إلى ذلك كشف هادي الجنابي، وهو زعيم قبلي في جنوب بغداد مقرب من الفصائل المسلحة، لـ «الحياة» أمس أن «تنحي المالكي عن الحكم ساهم في عودة التفاؤل للمحافظات السنّية». وأشار إلى أن «الفصائل المسلحة الوطنية بدأت بعقد اتصالات في ما بينها لمناقشة مرحلة ما بعد المالكي». واوضح أن «الفصائل تدرس كيفية مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» وستتم مفاتحة التنظيم بضرورة انسحاب عناصره من المهاجرين من الجنسيات العربية واعطاء المناطق السنّية حرية في ادارة شؤونها».

وأضاف أن «الفصائل المسلحة اعطت رسالة واضحة إلى الأحزاب الشيعية قبل يومين تضمنت الاستعداد الكامل لعقد حوار مشترك لحل المشكلات الأمنية في المدن السنّية واشترطت وقف القصف الجوي على المدن المأهولة بالسكان مثل الفلوجة وسحب الميليشيات من أماكن النزاع لأنها تستفز مشاعر الأهالي».

وكانت أنباء افادت بأن اشتباكات محدودة جرت بين فصيل «جيش الراشدين» وبين تنظيم «داعش» في ناحية الكرمة شمال شرق مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار، فيما دعت «كتائب الموصل» باقي الفصائل المسلحة إلى دعمها لطرد «داعش» من نينوى.

وقالت الكتائب في بيان أمس: «ايتها الفصائل المجاهدة التي حملت على عاتقها مقاومة الاحتلال الأميركي للحفاظ على استقلال العراق ولكنكم في غمرة جهادكم وقتالكم لم تهتموا للبعد السياسي لعملكم وبينما كنتم تقدمون التضحيات تلو الأخرى كان المشروع الإيراني الصفوي يحصد نتائج تضحياتكم بمزيد من التغلغل والنفوذ في مؤسسات الدولة العراقية». وأضاف: «يجب ألا نغفل بأن تمدد «داعش» وتحكمها في مناطقنا لن يترك لنا أرضاً نبني عليها مشروعنا لمرحلة ما بعد المالكي. فإن داعش، قاتلهم الله، ضربوا وحدتنا الوطنية من خلال إساءتهم البالغة لإخواننا المسيحيين والأيزيديين. كما ضربوا قيمنا الدينية في تفجير مساجدنا وأساؤوا إلى حضارتنا».

وزاد أننا «نهيب بكم ايتها الفصائل المجاهدة أن تتعاونوا معنا للقضاء على داعش في الموصل لتبقى الموصل معقلاً لأهلها عصية على الآخرين ونقطة انطلاق للمشروع العراقي الشامل. أما تعويلكم على انتظار حسم معارك داعش في أماكن أخرى من العراق فهو تكرار للخطأ الذي وقعت فيه المقاومة العراقية بمقاومتها للاحتلال». وطالب محافظ نينوى اثيل النجيفي أمس وزارة الداخلية الاتحادية بدعم مديرية شرطة المحافظة وإعادة ترتيب وضعها وتشكيل قوة قتالية جديدة، وذكر في بيان «بدأنا الآن مطالبة وزارة الداخلية بدعم مديرية شرطة نينوى وإعادة ترتيب وضعها فيما يستمر تنسيقنا مع المجتمع الدولي للحصول على الدعم والإسناد وتشكيل القوة القتالية لمحافظة نينوى التي ستكون من سكان المحافظة حصراً».

ميدانياً قالت مصادر إن «غارة أميركية أخرى تمكّنت من تدمير عربتين مدرعتين تابعتين لتنظيم «داعش» جنوب منطقة سنجار بعد إطلاقهم النار على مدنيين في قرية جنوب سنجار».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة