الجمعه ٢٩ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ٢٨, ٢٠١١
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
لبنان
لبنان: يساريون تظاهروا لـ"إسقاط النظام الطائفي"
الأمطار الغزيرة رافقتهم من مار مخايل إلى قصر العدل

كتب عباس الصباغ:
عاندت الطبيعة "المواطنين والمواطنات" الداعين الى اسقاط النظام الطائفي في لبنان، فما ان انتصف نهار امس ودقت ساعة انطلاق التظاهرة الشبابية، حتى فاضت الطرق بمياه الامطار التي هطلت بغزارة، ما دفع بالمتظاهرين الى الاحتماء منها تحت مظلاتهم من دون ان يتراجعوا عن خط التظاهرة التي انطلقت من تقاطع مار مخايل – الشياح سالكة ما كان يعرف بخطوط التماس بين عين الرمانة والشياح، مروراً بطريق صيدا القديمة ومستديرة الطيونة وصولا الى قصر العدل.


التظاهرة التي دعا اليها عدد من الناشطين اليساريين وبعض منظمات المجتمع المدني شارك فيها بحسب المنظمين نحو 4000 "معارض للنظام الطائفي في لبنان"، وبدت على شاكلة بعض تظاهرات الدول العربية المنتفضة على حكامها. ورفع المتظاهرون لافتات دعت الى "اسقاط النظام الطائفي ونظام المحاصصة والتوريث السياسي"، ووجهوا نداء مفتوحاً الى اللبنانيين جاء فيه: "لان لكل مواطن القدرة على الصبر والتحمل بدنا نقول "خلص"، نحن مواطنون ومواطنات نتحرك ضد النظام الطائفي ورموزه، من امراء الحرب والطوائف، ونظام المحاصصة والتوريث السياسي والاستغلال الاجتماعي. نظام العنصرية والتمييز والانماء غير المتوازن والحرمان (...)".
وطالب المتظاهرون بقيام "دولة علمانية مدنية ديموقراطية تؤمّن العدالة الاجتماعية والمساواة وتحفظ الحق في العيش الكريم لكل المواطنين من خلال رفع الحد الادنى للاجور وخفض اسعار المواد الاساسية والمحروقات وتعزيز التعليم الرسمي والضمان الاجتماعي".

"لا 8 ولا 14 آذار"
لم تمنع غزارة الامطار اكمال التظاهرة خط سيرها الذي حدده المنظمون من امام كنيسة مار مخايل وصولا الى قصر العدل، واضطر المشاركون الى حمل مظلات ولافتات في الوقت نفسه، وكان بعضهم يحمل المظلة بيد ويرفع لافتة باليد الاخرى واحيانا يغطي الاخيرة بثيابه خشية تمزقها تحت الامطار، بينما كان بعض الناشطين يردد هتافات منها: "كرّهتونا بشهر آذار يا 8 و14"، و"الشعب يريد اسقاط النظام الطائفي" و"بدنا دولة علمانية"، ورفع المتظاهرون العلم اللبناني وسط غياب الشعارات الحزبية على رغم اشراف عدد من الحزبيين على تنظيم التظاهرة، وبينهم اعضاء في المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني ومسؤولون في "اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني" ومنظمات يسارية وعلمانية.
ولوحظ ان معظم المشاركين من الشبان وسط حضور نسائي لافت ورفعت احدى المشاركات لافتة كتب عليها: "انا اقاتل اسرائيل واشرب كأس" في اشارة الى علمانيتها، ورفع رفيقها لافتة اخرى كتب عليها: "اقتتالنا على السماء أفقدنا الارض".

"إسقاط النظام الطائفي"
وتقدم التظاهرة عدد من الاعلاميين وبعض الاسرى المحررين من المعتقلات الاسرائيلية وآخرون من منظمي الاعتصامات الاخيرة التي شهدتها مناطق لبنانية تضامناً مع التحركات الاحتجاجية في مصر وتونس والبحرين وليبيا واليمن، ورفع هؤلاء لافتة ضخمة عليها شعار التظاهرة الاساسي: "الشعب يريد اسقاط النظام ويطالب بالعدالة الاجتماعية والمساواة".
وقرابة الاولى بعد الظهر وصلت التظاهرة الى قبالة قصر العدل حيث انشد المتظاهرون النشيد الوطني، وقبل ان يتفرقوا بهدوء أكدوا ان تظاهرة الامس ليست الاخيرة وستليها تظاهرات اخرى، علماً ان الدعوات اليها وجهت عبر موقع "الفايسبوك"، وكان المنظمون يأملون في مشاركة اكثر من 9000 ناشط، الا ان الامطار وسوء الاحوال الجوية حالت دون ذلك، وفق احد المنظمين.
وواكبت التظاهرة عناصر من قوى الامن الداخلي عملت على منع مرور السيارات على طول الطريق الممتد من مار مخايل الى قصر العدل، ولم يسجل خلال النشاط اي حادث يذكر.

"الشيوعي" يستنكر "اختطاف" عضوين كانا يدعوان إلى التظاهرة
اتهم قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني "مجموعة مدنية مجهولة داخل سيارة" باختطاف شابين من أعضائه بينما كانا يشاركان مساء الجمعة الماضي في توزيع قصاصات تدعو إلى المشاركة في مسيرة امس لـ"إسقاط النظام الطائفي"، وتم اقتيادهما من طريق صيدا القديمة "إلى مكان مجهول في الشياح، حيث قاموا بضربهما وتوجيه السباب والشتائم اليهما، وتهديدهما بالتوقف عن النشاط، والغاء التظاهرة، قبل إطلاقهما بعد ثلاث ساعات".
واعتبر القطاع في بيان اصدره امس "أن عمل خفافيش الليل لن يرهب الشباب الشيوعي ولا حزبنا الوطني المقاوم، الداعي الى إقامة دولة ديموقراطية علمانية مقاومة، ولن تثنيه مجموعة موتورة مفترض انها تابعة لجهة سياسية تطالب بإلغاء الطائفية السياسية، على محاولة زرع الخوف والرعب في الطرق، ومحاولة القمع وتهديد الرأي الآخر المطالب بإلغاء الطائفية، وإسقاط النظام السياسي - الطائفي".
ودعا "كل المعنيين إلى التنبه" ووقف هذه البلطجة من أية جهة كانت فورا، واتخاذ كل الاجراءت التي تكفل المحاسبة وتحمل المسؤولية، وكذلك حرية العمل والحركة والنشاط والرأي والتظاهر والتجمع".



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة