الثلثاء ٢٦ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ٢٥, ٢٠١١
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
ليبيا
الأرض تضيق حول القذافي وواشنطن لا تستبعد أي خيار

ضاقت أكثر امس المساحة التي يسيطر عليها الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي من البلاد، واقترب المحتجون على حكمه من معقله الاساسي في طرابلس. وعبثاً حاول المرتزقة والميليشيات الموالية له استرداد مدينة الزاوية على مسافة 50 كيلومتراً من طرابلس ومدينة مصراتة على مسافة 200 كيلومتر من العاصمة ودارت معارك كرّ وفرّ في المدينتين سقط فيها اكثر من 15 قتيلاً وعشرات الجرحى. وادراكاً لما يمثله سقوط الزاوية من قيمة استراتيجية بالنسبة الى طرابلس، وجّه القذافي كلمة مباشرة عبر الهاتف الى اهالي المدينة ناشدهم فيها الوقوف في وجه المحتجين الذين اتهمهم بأنهم يخدمون مصالح زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن.


وليل الاربعاء أطلت ابنة القذافي عائشة عبر التلفزيون الليبي من أمام ثكنة العزيزية في طرابلس لتنفي ما تردد من انباء عن محاولة فرارها بالطائرة الى مالطا.
والى خسارة الارض، استمرت الانشقاقات في صفوف اركان النظام. وتلقى القذافي ضربة قوية على هذا الصعيد باعلان ابن عمه أحمد قذاف الدم في بيان انشقاقه عن النظام وطلبه اللجوء الى القاهرة.

الموقف الاميركي
وامس، تعالت الاصوات الدولية المطالبة باتخاذ مواقف أشد من النظام الليبي لحمله على وقف استخدام العنف ضد المحتجين.
وصرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني بأن الولايات المتحدة وحلفاءها يدرسون جدوى كل الخيارات في شأن ليبيا بما في ذلك فرض منطقة حظر طيران رداً على الأزمة الليبية.
وقال: "حين نبحث في كل الخيارات – وهذا الخيار طرح على الاقل في الصحف ولكن نوقش بالتأكيد في مواقع اخرى – فإننا حين نبحث في تلك الخيارات ننظر في الجدوى وأعني ذلك بمفهومه الواسع".


وسئل هل تدرس الادارة الاميركية خطوات عسكرية اجاب: "لا استبعد خيارات ثنائية...، لا استبعد اي شيء"، ورأى ان الوضع في ليبيا "يتطلب تحركاً سريعاً".
ودفعت شائعة عن موت القذافي اسعار النفط الى الهبوط بعدما ارتفعت بسبب الازمة الليبية والاضطرابات في المنطقة. لكن مسؤولاً اميركياً طلب عدم ذكر اسمه قال انه ليس لدى واشنطن مبرر للاعتقاد انه مات.


وقالت وزارة الخارجية الاميركية ان سفينة مستأجرة لاجلاء الاميركيين عن ليبيا لا تزال راسية في طرابلس وعلى متنها 285 راكباً بينهم 167 مواطناً اميركياً و118 من جنسيات اخرى.
واشار كارني الى ان الرئيس باراك اوباما تحدث هاتفياً مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن الخيارات المطروحة للتعامل مع الأزمة الليبية.
الى ذلك، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي بأن واشنطن تؤيد مشروع قرار لتعليق عضوية ليبيا في مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان. وقال مسؤولون اميركيون ان الولايات المتحدة ستؤيد خطوات اخرى بينها اجراء تحقيق مستقل في مزاعم عن انتهاكات لحقوق الانسان.
وتتوجه وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى جنيف لحضور اجتماع لمجلس حقوق الانسان الاثنين، حيث من المتوقع ان تضغط من اجل ادانة واسعة لمحاولة الزعيم الليبي الدامية قمع الانتفاضة الشعبية.

مجلس الأمن
وفي تحرك من شأنه ممارسة مزيد من الضغط على القذافي، قال مندوبون في مجلس الامن ان المجلس يعتزم الاجتماع مجدداً اليوم للبحث في اتخاذ اجراء ضد الزعماء الليبيين في ما يتعلق بالهجمات الدموية على المتظاهرين هناك.


وصرّح المندوب الالماني الدائم لدى الامم المتحدة السفير بيتر فيتيغ للصحافيين بعد جلسة مغلقة لمجلس الامن: "يجب وقف العنف ضد المدنيين والقمع ضد المتظاهرين... سنجري مشاورات في شأن الخطوة التالية... انها عملية متواصلة لكننا بالتأكيد نريد من المجلس ألا يكتفي بمراقبة... الوضع بل اتخاذ اجراء". واعلن ان المجلس سيجري على الارجح مشاورات في شأن ليبيا اليوم.
وكرر ديبلوماسيون غربيون عدة في مجلس الامن عبارة "كل الخيارات متاحة" بالنسبة الى ليبيا.
وقالوا ان الخيارات تشمل احتمال فرض عقوبات على القذافي وآخرين في طرابلس مسؤولين عن العنف الذي تسبب بقتل المئات.
وقالت نائبة المندوبة الاميركية لدى الامم المتحدة روزماري ديكارلو ان جميع اعضاء مجلس الامن يشعرون بالقلق مما يحدث في ليبيا.


واوضح المندوب الصيني يانغ تاو ان ان بيجينغ مستعدة لمناقشة مزيد من اجراءات مجلس الامن. وقال: "سنبحث في ذلك".
ولم تتضح المدة التي سيستغرقها مجلس الامن لاصدار قرار بعقوبات في حق القذافي والقيادة في ليبيا. لكن احد السفراء اوضح ان اعضاء المجلس سيحتاجون الى وقت.
وقال ديبلوماسي: "ما سمعناه اليوم هو ان اعضاء المجلس ارادوا مجموعة واضحة من الخيارات لمناقشتها". واضاف: "لم يكن ثمة احساس بأننا سنتوصل الى قرار وشيك".
ورفض لبنان الدولة العربية الوحيدة في المجلس التعليق على ما اذا كانت الحكومة في بيروت ستدعم اي اجراء ضد ليبيا. وقال المندوب اللبناني السفير نواف سلام ان الدول الاعضاء في المجلس لم تقرر بعد اي اجراء.
أ ب، رويترز، و ص ف  


 



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
سيف الإسلام القذافي يخطط للترشح لرئاسة ليبيا
اشتباكات غرب طرابلس... وحكومة «الوحدة» تلتزم الصمت
رئيس مفوضية الانتخابات الليبية: الخلافات قد تؤخر الاقتراع
خلافات برلمانية تسبق جلسة «النواب» الليبي لتمرير الميزانية
جدل ليبي حول صلاحيات الرئيس القادم وطريقة انتخابه
مقالات ذات صلة
دبيبة يواصل مشاورات تشكيل الحكومة الليبية الجديدة
كيف تتحول الإشاعات السياسية إلى «أسلحة موازية» في حرب ليبيا؟
لقاء مع غسان سلامة - سمير عطا الله
المسارات الجديدة للإرهاب في ليبيا - منير أديب
ليبيا من حالة الأزمة إلى حالة الحرب - محمد بدر الدين زايد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة