سار عشرات الالاف في تظاهرة ضخمة أمس في المنامة بدعوة من المعارضة التي كررت مطالبتها بسقوط الحكومة قبل بدء حوار وبقيام ملكية دستورية، في حين قدم الملك حمد بن عيسى آل خليفة تنازلاً جديداً اذ أمر باطلاق عدد من المحكوم عليهم وايقاف دعاوى جنائية على ناشطين شيعة.
وتباين سقف المطالب بين قيادة المعارضة والجمهور الذي تشددت مطالبه عقب سقوط ضحايا بين المتظاهرين وبات مصراً على مطلب "اسقاط النظام" كلاً. وامتدت الحشود الضخمة على مسافة ثلاثة كيلومترات في شارع رئيسي يؤدي الى "دوار اللؤلؤة" حيث يعتصم المطالبون بالتغيير، وهو المكان الذي تحول رمزاً للاحتجاجات التي اسفرت عن مقتل سبعة اشخاص.
ولدى وصول المتظاهرين الى الدوار، رفعوا ايديهم وهتفوا بسقوط الحكومة ورئيسها الامير خليفة بن سلمان ال خليفة الذي يتولى منصبه منذ 40 سنة. واطلق المحتجون على تظاهرتهم اسم "مسيرة الوفاء للشهداء". وهي الاولى تنظم بدعوة من جهات سياسية، اذ كانت التظاهرات السابقة تتم بدعوة من ناشطين. وطغى الطابع الشيعي بقوة على المسيرة التي شارك فيها عدد كبير من النساء اللواتي لبسن الاسود وعلى رؤوسهن عصبة بيضاء كتب عليها: "لا حوار"، في اشارة الى رفض الدعوة الى الحوار التي وجهها ولي العهد الامير سلمان بن حمد ال خليفة.
ونظمت التظاهرة غداة أخرى ضخمة نظمها مؤيدو الاسرة الحاكمة والحكومة وطغى عليها حضور السنة. ورفعت في التظاهرة الرايات الحسينية للمرة الاولى منذ بدء الاحتجاجات، لكن حضور العلم البحريني الاحمر والابيض كان طاغياً. وتلت ارملة احد قتلى الاحتجاجات مطالب الجمعيات السياسية السبع التي دعت الى التظاهرة وهي "استقالة الحكومة وتشكيل حكومة انقاذ وطني مهمتها تحقيق انفراج سياسي وامني سريع بما يهيئ ارضية مناسبة للحوار الوطني" و"وضع دستور عقدي جديد يصوغه مجلس تأسيسي منتخب يؤسس لمملكة دستورية وحكومة منتخبة" و"اطلاق سراح جميع سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين والغاء محاكمتهم" و"الشروع فوراً بالتحقيق المحايد في اعمال القتل واحالة المسؤولين على المحاكمة".
ورداً على هذه المطالب، هتفت الجماهير: "الشعب يريد اسقاط النظام" و"لا حوار، لا حوار قبل سقوط النظام"، في مؤشر لتفاوت السقف بين معارضة تؤيد بقاء الملكية والجمهور الذي يطالب برحيل الاسرة الحاكمة. وبعدما تفرقت التظاهرة بشكل سلس، بقي الالاف في "دوار اللؤلؤة" لمتابعة الاعتصام.
عفو ملكي وكانت وكالة انباء البحرين افادت ليل الاثنين - الثلثاء ان الملك أمر باطلاق عدد من المحكوم عليهم وايقاف دعاوى جنائية على ناشطين شيعة . ولم توضح الوكالة عدد المشمولين بهذه المبادرة، لكن مسؤولا في المعارضة توقع ان ينطبق ذلك على 25 ناشطاً شيعياً يحاكمون على خلفية "الارهاب". وقال النائب في جمعية الوفاق عبد الجليل خليل إن الافراج عن الناشطين يستجيب لواحد من المطالب التي قدمت الى ولي العهد للقيام بمبادرات تثبت جديته في بدء حوار مع المعارضة، فيما وصف النائب ايضاً عن الوفاق مطر مطر القرار بانه" خطوة الى الامام".
حسن مشيمع الى ذلك، تراجع المعارض الشيعي المقيم في المنفى حسن مشيمع عن العودة الى المنامة أمس كما كان أعلن سابقاً. وقال مصدر شيعي معارض ان مشيمع وصل الى بيروت و"هناك اجراءات تتخذ لعودته الى البحرين بشكل طبيعي في وقت لاحق". وفي موازاة ذلك، اعلنت الرياض ان العاهل البحريني سيزور السعودية اليوم بالتزامن مع عودة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز اليها. أ ب، و ص ف، رويترز
|