الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ٢٣, ٢٠١١
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
ليبيا
القذافي: لستُ رئيساً لأستقيل وسأطهّر ليبيا بيتاً بيتاً!
مجلس الأمن ندّد بالعنف والدباشي يحذّر: المذبحة بدأت

واشنطن – من هشام ملحم:
نيويورك – من علي بردى:
العواصم الاخرى – الوكالات:


في اليوم السابع لاندلاع شرارة الاحتجاجات ضد النظام الليبي، اتجه العقيد معمر القذافي نحو التصعيد، متعهداً في خطاب القاه من منزله المحصن في باب العزيزية بطرابلس وقد سيطر عليه الغضب، القتال حتى آخر نقطة من دمه، وأمر قواته بـ"الزحف" على من وصفهم بـ"المأجورين والجرذان لتطهير ليبيا بيتاً بيتاً وشبراً شبراً". ولفت الى انه لم يأمر باستخدام القوة بعد، "ولكن اذا تطورت الامور سنستخدمها". وقال "انه ليس رئيساً كي يستقيل من منصبه" وانما هو قائد ثوري الى الابد".
وعلى مستوى الردود الدولية على ما يجري في ليبيا، ندد مجلس الامن الذي عقد جلسة طارئة، باستخدام القوة، ودعا الى محاسبة المسؤولين عن الهجمات على المدنيين. وطالب "بالوقف الفوري" للعنف. وحملت واشنطن السلطات الليبية تبعة الاحداث.


وبينما كان القذافي يحاول الانتقال الى الهجوم بعدما فقد السيطرة على شرق البلاد، اعلن امين اللجنة الشعبية للداخلية اللواء الركن عبدالفتاح يونس العبيدي المقرب منه استقالته من منصبه، داعياً القوات المسلحة الى الانضمام الى المحتجين كما اعلن مزيد من ممثلي البعثات الليبية في الخارج استقالاتهم. وعلقت جامعة الدول العربية مشاركة ليبيا في اجتماعاتها، وقرر مجلس الجامعة رفع توصية الى وزراء الخارجية العرب بتجميد عضويتها في الجامعة.


وتحت وطأة الاضطرابات، بدأ انتاج النفط  الليبي يتباطأ، الامر الذي من شأنه زعزعة سوق نفطية هشة أصلا على رغم ان المملكة العربية السعودية ابدت استعدادها لتعويض اي نقص في السوق. ونقلت مجلة "تايم" الاميركية في موقعها الالكتروني عن مصدر مقرب من الحكومة الليبية ان القذافي أمر قوات الامن بتخريب منشآت النفط في البلاد.
وتخوفت ايطاليا من تدفق 200 الف الى 300 الف مهاجر من ليبيا. وافادت الحكومة الايطالية ان رئيس الوزراء سيلفيو برلوسكوني اتصل بالقذافي من دون الادلاء بايضاحات. اما وكالة الجماهيرية للانباء "اوج" الليبية فقالت ان القذافي طمأن "الصديق برلوسكوني الى ان ليبيا بخير وشعبها ملتحم بالثورة ويتمسك بأمنه واستقراره ووحدته الوطنية".

اشتباكات
وبعد ساعات من اصدار القذافي اوامره بالهجوم على المحتجين، أوردت صحيفة "قورينا" الليبية الالكترونية ان الجيش الليبي نشر "اعداداً كبيرة" من الجنود في صبراته على مسافة 80 كيلومتراً غرب طرابلس بعدما دمر محتجون كل مكاتب اجهزة الامن تقريبا. وقالت ان المحتجين احرقوا فيها مكاتب الامن ومباني التحقيقات الجنائية واللجان الثورية، ومزقوا كل صور القذافي.
لكن امين مؤتمر الشعب العام الليبي محمد الزوي صرح في مؤتمر صحافي بعد منتصف الليل بان الهدوء "عاد الى معظم المدن الكبرى" في البلاد حيث "استعادت قوات الامن والجيش مواقعها".
وبثت قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية ان سفينة حربية ليبية وصلت الى ساحل مالطا بعدما كانت ارسلت من طرابلس لضرب بنغازي اثر رفض قبطانها اوامر القذافي. وفي وقت لاحق تبعتها سفينة اخرى. وكان طياران لجأا بمقاتلتيهما الى مالطا الاثنين بعدما رفضا اوامر بقصف بنغازي.
وامس، اقرت السلطات الرسمية الليبية بمقتل 300 شخص بينهم 58 جندياً منذ بدء الاضطرابات.

الموقف الاميركي
* في واشنطن، جددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تنديدها القوي باعمال العنف في ليبيا. وقالت ان حكومتها تلقت تقارير عن مقتل "المئات" واضافت: "سفك الدماء هذا غير مقبول كليا". ورأت ان الحكومة الليبية "تتحمل تبعة ما يجري، ويتعين عليها اتخاذ الاجراءات لوقف العنف". وكررت ان على الحكومة الليبية احترام حقوق شعبها في التعبير عن آرائه وفي التجمع. ومع انها قالت ان مجلس الامن الذي انعقد للبحث في الوضع في ليبيا سيقرر ما اذا كان المجتمع الدولي يعتزم اتخاذ اجراءات ما، فانها لم تدع الى اي اجراء محدد او تعلن عن اي خطوات اميركية احادية.
وقالت خلال لقاء قصير مع الصحافيين بعد استقبالها وزير الخارجية اللاتفي غيرتس كريستوفسكيس ان المجتمع الدولي يبعث الى ليبيا "برسالة واضحة جدا ولا لبس فيها ... بضرورة وقف العنف".

"اللوبي" الليبي
ومع استمرار الانتفاضة الشعبية ضد نظام القذافي، وبروز تساؤلات عن الاسباب التي تحول دون اتخاذ ادارة الرئيس باراك اوباما موقفا اقوى من اقسى واعنف رد حتى الان من نظام عربي يواجه حركة شعبية تطالب بالتغيير، واصلت الاصوات الاميركية التي عبئت في السنوات الاخيرة لتلميع صورة نظام القذافي في مقابل مبالغ مالية كبيرة صمتها.
ومنذ الغاء العقوبات الاميركية على ليبيا في 2004 واعادة العلاقات الديبلوماسية في 2006، انفقت ليبيا اموالا كثيرة على عدد من شركات العلاقات العامة التي تقوم باعمال الدعاية "واللوبي" لمصلحة الحكومة الليبية، وتحديدا لتحسين صورة وسمعة القذافي ونجله سيف الاسلام تحديداً.


والى شركات علاقات عامة مثل شركة "فهمي هودم العالمية" التي اسستها رندة فهمي هدوم التي كانت تعمل مساعدة للسناتور السابق سبنسر ابراهام سابقا، وشركة "وايت اند كايس"، اللتين لا تزالا تعملان لحساب الحكومة الليبية، هناك "مجموعة مونيتور" التي اضطلعت وفقا لوثائق كانت المعارضة الليبية قد كشفتها قبل سنتين. واشار اليها أمس موقع مجلة "بوليتيكو" الالكترونية، بدور بارز وخفي الى حد كبير وعبر شخصيات سياسية واكاديمية معروفة وبعضها مفاجىء في مشروع سمي، وفقا لاحدى الوثائق "مشروع تعزيز بروفيل ليبيا ومعمر القذافي". ومن ابرز الاسماء التي عملت في هذا المشروع المسؤول السابق ريتشارد بيرل احد ابرز "المحافظين الجدد" الذين حضوا على غزو العراق والذي زار ليبيا مرتين في 2006 والتقى القذافي وعاد الى الاجتماع بنائب الرئيس الاميركي عامذاك ديك تشيني لاطلاعه على اجتماعاته مع الزعيم الليبي. ومن الذين زاروا ليبيا واجتمعوا مع القذافي اخيرا، الكاتب المعروف فرنسيس فوكوياما، مؤلف كتاب "نهاية التاريخ" (زار ليبيا مرتين) والمؤرخ المعروف برنارد لويس (اطلع السفير الاميركي في اسرائيل آنذاك ريتشارد جونز على مضمون لقاءاته في ليبيا)، والباحث نيكولاس نيغروبونتي، شقيق جون نيغروبونتي نائب وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، وجوزف ناي استاذ العلاقات الخارجية في جامعة هارفرد واحد ابرز الخبراء في العلاقات الدولية وغيرهم.

مجلس الامن
وفي نيويورك عبر مجلس الامن امس عن "القلق البالغ" من تطورات الاحداث في ليبيا، منددا بـ"القمع للتظاهرات السلمية"، داعيا الى "وقف فوري" للعنف ضد المدنيين، وطالب السلطات بـ"السماح بدخول فوري لمراقبي حقوق الانسان" الى البلاد.
وعقب محادثات طويلة شهدت اخذا وردا حول من يمثل ليبيا الآن في الامم المتحدة، رحب اعضاء مجلس الامن في بيان صحافي تلته رئيسة المجلس لهذا الشهر المندوبة البرازيلية الدائمة لدى الامم المتحدة ماريا لويزا ريبييرو فيوتي، بـ"البيان الذي أصدرته جامعة الدول العربية" عن ليبيا. وعبروا عن "قلقهم البالغ" من الوضع هناك، وهم "قلقون جدا من استخدام القوة ضد المدنيين". ونندوا بـ"القمع للتظاهرات السلمية"، معبرين عن "اسفهم العميق لموت مئات المدنيين". ودعوا الى "وقف فوري" للعنف. وطالبوا الحكومة الليبية بـ"الوفاء بمسؤوليتها لحماية سكانها"، داعين السلطات الى "التحلي بضبط النفس واحترام حقوق الانسان والقانون الانساني الدولي والسماح بدخول فوري لمراقبي حقوق الانسان والمنظمات الانسانية". وحضوا السلطات الليبية على فتح معابر آمنة للمساعدات الانسانية. وطالبوا برفع القيود فورا عن الاعلام والصحافة في ليبيا. وشددوا على "الحاجة الى المحاسبة وضرورة ان يجلب الى العدالة المسؤولون عن الهجمات على المدنيين، بمن فيهم اولئك الذي يأتمرون بأوامر السلطات الليبية".


واستمع اعضاء مجلس الامن في جلسة مشاورات غير رسمية مفتوحة للديبلوماسيين ومغلقة للصحافيين الى احاطتين عن الوضع في ليبيا من كل من المندوب الليبي الدائم لدى الامم المتحدة عبدالرحمن شلقم ووكيل الامين العام للامم المتحدة بان كي  – مون للشؤون السياسية لين باسكو، بطلب من روسيا والصين.


وافاد ديبلوماسي ان شلقم "نفى نفيا قاطعاً استخدام الطائرات الحربية والدبابات لقصف المتظاهرين". واقر بان شرق ليبيا "لم يعد تحت سيطرة السلطة المركزية في طرابلس. وهذا الجزء يشكل ثلث الاراضي الليبية". وكرر تصريحاته السابقة عن عدم صحة الكثير من الانباء التي تنقلها وسائل الاعلام عما يجري في بلاده.
أما القائم باعمال البعثة الليبية لدى الامم المتحدة ابرهيم الدباشي فشكر خلال مؤتمر صحافي عقب انتهاء الجلسة، لمجلس الامن موقفه الداعي الى وقف سفك الدماء قائلاً: "تلقيت معلومات الان من ليبيا انه بعد خطاب القذافي، بدأ اعوانه بمهاجمة المواطنين في الغرب الليبي". وعبر عن اعتقاده ان "المذبحة بدأت الآن في ليبيا ضد الشعب الليبي".



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
سيف الإسلام القذافي يخطط للترشح لرئاسة ليبيا
اشتباكات غرب طرابلس... وحكومة «الوحدة» تلتزم الصمت
رئيس مفوضية الانتخابات الليبية: الخلافات قد تؤخر الاقتراع
خلافات برلمانية تسبق جلسة «النواب» الليبي لتمرير الميزانية
جدل ليبي حول صلاحيات الرئيس القادم وطريقة انتخابه
مقالات ذات صلة
دبيبة يواصل مشاورات تشكيل الحكومة الليبية الجديدة
كيف تتحول الإشاعات السياسية إلى «أسلحة موازية» في حرب ليبيا؟
لقاء مع غسان سلامة - سمير عطا الله
المسارات الجديدة للإرهاب في ليبيا - منير أديب
ليبيا من حالة الأزمة إلى حالة الحرب - محمد بدر الدين زايد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة