السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ٢٢, ٢٠١١
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
ليبيا
واشنطن تحلل خطاب سيف الإسلام القذافي وأوروبا تندد بالقمع وتدعو إلى ضبط النفس
دول وشركات تستعد لإجلاء مواطنيها وموظفيها

مع تزايد التقارير عن مجازر ترتكبها قوى الامن الليبية لقمع الاحتجاجات الشعبية في البلاد التي تدخل اليوم أسبوعها الثاني، تكثفت النداءات الدولية الى الزعيم معمر القذافي لـ"عدم استخدام القوة" و"وقف العنف" و"ضبط النفس" حيال المتظاهرين، وإن يكن المسؤولون الاوروبيون ظلوا منقسمين بين الحزم والحذر حيال القذافي المتربع منذ 42 سنة على "عرش" الدولة التي تضم أكبر احتياطات النفط في أفريقيا وتعد أحد المنتجين الاربعة الرئيسيين في القارة، وتصدر 80 في المئة من "ذهبها الاسود" الى أوروبا، وتحديداً ايطاليا، القوة الاستعمارية السابقة.هذا، فيما بدأت دول وشركات نفطية تستعد لاجلاء مواطنيها من الجماهيرية، في ظل الخطر المتزايد لنشوب حرب أهلية فيها.


 وبعد يومين من المحادثات في شأن الاضطرابات التي تجتاح العالم العربي، اصدر وزراء الخارجية لدول الاتحاد الاوروبي في بروكسيل بيانا قالوا فيه ان الاتحاد "يدين القمع المتواصل للمتظاهرين في ليبيا ويستنكر العنف ومقتل مدنيين"، و"يدعو الى الوقف الفوري لاستخدام القوة ضد المتظاهرين، كما يدعو جميع الاطراف الى ممارسة ضبط النفس". وحضوا ليبيا أيضاً على احترام حرية التعبير والحق في التجمع السلمي. ولفتوا ايضا الى ان "التطلعات والمطالب المشروعة للشعب في تطبيق الاصلاحات يجب أن تلبى من خلال حوار مفتوح وشامل وجدي ووطني يقوده الليبيون، من أجل تحقيق مستقبل بناء للبلاد وللشعب... ونحن نشجع جميع الاطراف على ذلك".


 وكانت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين آشتون صرحت مساء الاحد اثر عشاء عمل مع وزراء الخارجية الاوروبيين بأنه "تجب تلبية تطلعات الشعب وطلباته المشروعة من أجل الاصلاح من خلال حوار منفتح ومهم بادارة ليبية".ولفتت الى "ان الاتحاد الاوروبي يدعو السلطات الى التحلي بضبط النفس والهدوء والامتناع فورا عن اللجوء مجددا الى العنف ضد متظاهرين مسالمين".


ولكن مع ورود أنباء عن استخدام العنف ضد المتظاهرين في ليبيا وسقوط مئات القتلى، أبلغ وزير الشؤون الاوروبية الالماني فيرنر هوير الصحافيين: " أننا تبلغنا بفزع واستنكار أعمال العنف التي اقترفت في بعض الدول وخصوصا ليبيا أمس"، داعياً الى "وضع حد للعنف" والى "احترام حرية التعبير والتظاهر".
وكان وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ أكثر المتشددين حيال ليبيا منذ البداية، إذ قال: "اعتقد ان علينا زيادة الضغوط الدولية" على ليبيا، و"بريطانيا تدين ما تقوم به الحكومة الليبية وطريقة تعاملها مع هذه التظاهرات، ونعول على دول اخرى للقيام بالمثل".


ودعت آشتون أمس السلطات الليبية الى "احترام وحماية" حرية التعبير وحق التجمع، والى التوقف "فورا عن قطع شبكة الانترنت وشبكات الهواتف النقالة".
وصدرت ردود الفعل بعدما هددت السلطات الليبية بوقف تعاونها مع الاتحاد في مكافحة الهجرة السرية، اذا استمر في "تشجيع" تظاهرات الاحتجاج التي تعم البلاد.
ووضعت طرابلس اصبعها على نقطة حساسة، إذ يراهن الاوروبيون على تعاون ليبيا لمكافحة الهجرة غير المشروعة الى سواحل الاتحاد الاوروبي عبر المتوسط ولمراقبة حدودها.
وتعتبر البلاد نقطة عبور مفضلة للمهاجرين السريين الوافدين من افريقيا، نظرا الى سواحلها التي تمتد على طول الفي كيلومتر وحدود طولها أربعة الاف كيلومتر مع ست دول افريقيا.
وتسعى ايطاليا التي لا تبعد جزيرتها لامبيدوسا كثيرا عن السواحل الليبية، الى التعاون مع ليبيا. وبدا وزير الخارجية الايطالي فرنكو فراتيني حذرا في تصريحاته. وقال: "كما تعلمون ان ايطاليا هي اقرب جيران تونس وليبيا، ونحن قلقون جدا من تأثيرات (الاحداث الجارية) على الهجرة في جنوب المتوسط".
ورأى نظيره التشيكي كاريل شوارزنبرغ ان سقوط القذافي سيؤدي الى "كوارث".


أما وزير خارجية اللوكسمبور جان اسلبورن فقال ان التهديدات التي يطلقها "ديكتاتور يطلق النار على شعبه"، "ليست مخيفة"، مشيداً بـ"شجاعة" الليبيين في مواجهة "النظام المعزول" للعقيد القذافي، ومعتبرا انه قد يحاكم دوليا امام المحكمة الجنائية الدولية.
وفي برازيليا، دعت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل أليو-ماري إلى الوقف الفوري لأعمال العنف في ليبيا. وقالت خلال زيارتها للبرازيل أن الوضع في ليبيا مقلق للغاية، وأن ثمة الكثير من العنف الذي ينبغي أن يتوقف.


وفي موسكو، اكتفت وزارة الخارجية الروسية بدعوة كل الاطراف في ليبيا الى ايجاد حل سلمي عبر الحوار الوطني وبدء اصلاحات تفرض نفسها لوضع حد لاعمال العنف الدامية.
وفي أنقرة، أبدى الرئيس التركي عبد الله غول قلقه من "الانتفاضة" في ليبيا، ودعا جميع الحكام الى تلبية مطالب شعوبهم.
وفي نيويورك، صرح ناطق باسم الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون بأن" الامين العام عبر عن قلقه العميق من تصاعد نطاق العنف وشدد على انه ينبغي ان يتوقف فوراً. وأكد مجددا دعوته الى احترام الحريات الاساسية وحقوق الانسان، بما في ذلك حق التجمع السلمي وحق الحصول على المعلومات... وأكد الامين العام انه ينبغي ضمان حماية السكان المدنيين في كل الظروف. وحض جميع الاطراف على التحلي بضبط النفس وطالب السلطات بمباشرة حوار ذي قاعدة عريضة لمعالجة دواعي القلق المشروعة لدى المواطنين".


وفي واشنطن، أفاد مسؤول أميركي الاحد أن مستشار البيت الابيض للامن القومي طوم دونيلون أطلع الرئيس الاميركي باراك اوباما ليل الاحد- الاثنين على الوضع في ليبيا، مضيفاً انه يتم اطلاع الرئيس "على الاحداث اليوم، ونحن نفكر في كل الخطوات المناسبة".وقال:" نعمل على تحليل خطاب سيف الاسلام القذافي لنرى ما يحمله من احتمالات لتطبيق اصلاحات جدية"، و"سنسعى الى الحصول على ايضاحات من مسؤولين ليبيين بارزين، وفي الوقت نفسه نناقش معهم ضرورة تجنب استخدام العنف ضد المحتجين السلميين واحترام حقوق" الانسان.

إجلاءات
وأمس، طلبت واشنطن من ديبلوماسييها غير الاساسيين وجميع افراد عائلات الديبلوماسيين بمغادرة ليبيا.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في تنبيه إنها طلبت من "جميع أفراد اسر العاملين في السفارة والأشخاص غير الأساسيين مغادرة ليبيا". وأضافت ان التظاهرات وأعمال العنف والنهب أمر متوقع خلال الأيام المقبلة.


وبدأت دول أوروبية استعدادات لاجلاء رعاياها عن ليبيا، وخصوصا من مدينة بنغازي معقل المعارضين.
وقالت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث على هامش اجتماع مع نظرائها الاوروبيين في بروكسيل: "اننا قلقون جدا، وننسق عملية اجلاء محتملة لمواطني الاتحاد الاوروبي من ليبيا وخصوصا من بنغازي".  وأرسلت البرتغال أمس طائرة لنقل مواطنيها ومواطنين أوروبيين آخرين،بعد اعلان النمسا الاحد ارسال طائرة عسكرية الى مالطا لاجلاء محتمل لرعاياها والرعايا الاوروبيين.


وكلف الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف وزير الحالات الطارئة سيرغي شويغو ورئيس شركة السكك الحديد الروسية فلاديمير ياكونين وضع دراسة مفصلة لإمكان إجلاء المواطنين الروس عن ليبيا.
ونصحت وزارة الخارجية الروسية رعاياها بعدم السفر إلى ليبيا. وطلب الاردن من السلطات الليبية المختصة تسهيل نقل رعاياه الراغبين في مغادرة البلاد.
وغادر اكثر من 2300 تونسي ليبيا منذ الاحد، وذلك على متن أوتوبيسات وسيارات. الى ذلك، أعلنت شركات نفطية وشركات للغاز خططاً لاجلاء بعض من موظفيها.
وسحبت "شتات أويل" النروجية و"أو ام في" النمسوية و"رويال داتش شل" عددا من موظفيها.
ولم يتأثر إنتاج حقل مرزق النفطي الذي تشغله "ريبسول" الاسبانية ، ولا إنتاج شركة "ايني" الايطالية في ليبيا.


لكن شركة "بي بي" البريطانية العملاقة التي لا تنتج النفط أو الغاز في ليبيا، وكانت في صدد تجهيز منصة برية لبدء أعمال التنقيب في غرب البلاد، علقت عملياتها بسبب تصاعد العنف.
وصرح ناطق باسم "رويال داتش شل" البريطانية - الهولندية بأن الشركة العملاقة التي تقتصر عملياتها في ليبيا على التنقيب أيضا نقلت موقتاً أسر بعض الموظفين الأجانب إلى خارج البلاد.
واعلنت شركة السكك الحديد الروسية "ار زد دي" انها ستجلي موظفيها عن ليبيا، وان "مجموعة خاصة من ممثلي الشركة سيزورون ليبيا لتنظيم عملية الاجلاء".
وأرسلت السلطات التركية سفينتين الى ليبيا لاجلاء اتراك، غالبيتهم عمال بناء، وذلك بعد ساعات من منع سلطات مطار بنغازي طائرة تركية من الهبوط، واجبارها على العودة أدراجها.
وصرح وزير التجارة الخارجية التركي ظافر كاغليان بأن القذافي أبلغ رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان انه يبذل جهوده لضمان سلامة آلاف الاتراك الذين يعملون في ليبيا، مشيرا الى حصول محادثتين هاتفيتين بين الزعيمين.
 (و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ، ي ب أ)



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
سيف الإسلام القذافي يخطط للترشح لرئاسة ليبيا
اشتباكات غرب طرابلس... وحكومة «الوحدة» تلتزم الصمت
رئيس مفوضية الانتخابات الليبية: الخلافات قد تؤخر الاقتراع
خلافات برلمانية تسبق جلسة «النواب» الليبي لتمرير الميزانية
جدل ليبي حول صلاحيات الرئيس القادم وطريقة انتخابه
مقالات ذات صلة
دبيبة يواصل مشاورات تشكيل الحكومة الليبية الجديدة
كيف تتحول الإشاعات السياسية إلى «أسلحة موازية» في حرب ليبيا؟
لقاء مع غسان سلامة - سمير عطا الله
المسارات الجديدة للإرهاب في ليبيا - منير أديب
ليبيا من حالة الأزمة إلى حالة الحرب - محمد بدر الدين زايد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة