عمان – من عمر عساف
أقرت امس السلطات الأردنية بمسؤوليتها عن مقتل شاب في مدينة السلط التي سادتها أعمال عنف يومي الخميس والجمعة إثر ورود نبأ وفاته. غير أن بيانا أصدرته مديرية الأمن العام برر تصرف الدورية بالقول أنه جاء بعد تعرض طاقمها "للاعتداء والرشق بالحجار من ذوي وأقارب السائق (القتيل سليمان خريسات) الذي كان يستقل مركبة لم تكن تحمل لوحة أرقام وزجاجها محطم بشكل يثير الريبة والشك ولاذ بالفرار".
وساد الهدوء أمس وسط المدينة الجبلية الوعرة، التي تقع على مسافة 25 كيلومتراً شمال عمان، بعدما رفع صباحا منع التجول الذي فرض مساء الجمعة. وجاء في بيان صادر عن مديرية الأمن العام أن هيئة التحقيق المكلفة متابعة التحريات للوقوف على ملابسات الحادث قد أنهت أعمالها وأحالت ملف القضية والأطراف بالكامل على القضاء لاستكمال مجريات التحقيق.
وأفاد عدد من سكان المدينة أنه اتفق بين وجهاء من عشيرة الخريسات ومحافظ البلقاء فواز رشيدات على "عطوة أمنية" لمدة ثلاثة أيام الى حين التحضير لـ"عطوة اعتراف" كبيرة من أهل الجاني "بعد تحديد هوية الجاني".
وعادة ما تتحفظ الحكومة عن اسم الجاني في حالات مشابهة إذا كان رجل أمن،إلى أن تهدأ النفوس ويُتوصل إلى اتفاق، خوفا من وقوع أعمال ثأرية ضد أقربائه في بلد تحكمه القيم القبلية التي تعمقت مظاهرها السلبية أخيرا بسبب اهتزاز ثقة المواطنين بالدولة ومقدرتها على فرض هيبتها والنظام.
ويتألف معظم سكان السلط وقراها من مجموعة من العشائر تربطها وشائج النسب والمصاهرة، ويعمل معظمهم في سلكي الدولة المدني والعسكري، إلى الزراعة. وفرضت قوات الأمن والدرك وجوداً ملحوظاً على مداخل المدينة ووسطها قبيل انتهاء توقيت "عطوة الإمهال" التي أعطيت مساء الجمعة للمحافظ شرط تحديد المسؤول عن مقتل الخريسات. ويصر الأمن العام في روايته الرسمية على وصف الشاب خالد الخريسات بـ"المصاب"، بينما يقول أقاربه أنه توفي ليل الخميس متأثرا بطلقة في الرأس ويرفضون تسلم جثمانه إلى أن يعلن اسم الجاني.
إلى ذلك، صرح الناطق باسم الأمن العام المقدم محمد الخطيب أن الأجهزة الأمنية المختصة "قبضت على 34 شخصاً ليس من ضمنهم أحد من أقارب المصاب شاركوا في أعمال التخريب وتدمير الممتلكات العامة والخاصة وسيحالون على القضاء (...) والعمل جار للقبض على من تثبت مشاركته في أعمال الشغب".
واضاف أن أعمال الشغب نتج منها إلحاق أضرار مادية بممتلكات مستشفى الحسين في السلط وإضرام النار في الأشجار وتحطيم وحرق عدد من المركبات الخاصة والرسمية وإحراق أكشاك وأكواخ أمنية والاعتداء على قسم السير التابع لمديرية الشرطة وتحطيم محال تجارية وإحراق عدد من الصرافات الآلية لعدد من المصارف وتحطيم عدد من أعمدة الإنارة في المدينة وإصابة عدد من ضباط وأفراد الشرطة والدرك بكسور وجروح متوسطة.
|