صنعاء - من أبو بكر عبدالله: عاش اليمن أمس يوما داميا مع انخراط آلاف من المحتجين في محافظات صنعاء وتعز وعدن وحضرموت في تظاهرات "جمعة البداية" للمطالبة بالتغيير الديموقراطي ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح وتنحية أفراد أسرته من السلطة. وتخللت أكثرها مواجهات بين مؤيدي النظام ومناهضيه من جهة والمحتجين والشرطة من جهة أخرى أوقعت أربعة قتلى وأكثر من 72 جريحاً. ووصفت السفارة الأميركية في صنعاء استمرار الاعتداءات على المتظاهرين، بأنه مقلق، مشيرة إلى أن وجود مسؤولين حكوميين خلالها يتعارض وتعهدات علي صالح حماية حرية التعبير. وتزامنت تظاهرات الاحتجاج مع أخرى مؤيده للنظام شهدتها صنعاء وتعز وشارك فيها الآلاف من مؤيدي علي صالح، الذين هتفوا لبقائه ونددوا بأعمال الفوضى والخراب، كما دعوا أحزاب المعارضة إلى الحوار وقبول مبادرة الرئيس للإصلاحات.
واستمر مسلسل المواجهات في عدن ليل أمس، بعد مقتل مدنيين وإصابة 11 في مواجهات بعد صلاة الجمعة بين الشرطة والمحتجين الذين احتشدوا في احد الميادين وسط انتشار للجيش في شوارع المدينة. وكانت هذه فجرا مسرحاً لأعمال عنف احرق فيها محتجون مرافق وسيارات حكومية. وأكد مسؤول محلي أن المحتجين أحرقوا مقرا للأمن العام، واتهم مسلحين قدموا من محافظات مجاورة من أنصار "الحراك الجنوبي" بإثارة الفوضى والشغب.
احتجاجات تعز وقتل متظاهران وجرح 38 آخرون في محافظة تعز الجنوبية بعضهم في حال الخطر عندما ألقى مجهولون يعتقد أنهم مؤيدون للنظام قنبلة على متظاهرين احتشدوا في ساحة الحرية لأداء صلاة الجمعة وهم يهتفون: "ارحل ارحل يا علي"، ويطالبون بتغيير النظام والثورة على الفساد وبتنحية جميع أقارب الرئيس اليمني من السلطة. وسارت في المدينة صباحا تظاهرات لـ"مهرجان الوفاء" شارك فيها الآلاف من مؤيدي النظام الذين حملوا صور الرئيس ولافتات كتب فيها: "نعم للأمن نعم للتنمية لا للفوضى لا للتخريب لا لصناع الأزمات" وهتفوا: "يا مشير سير سير وإحنا بعدك بالمسير".
مواجهات في صنعاء وفي صنعاء، حصلت مواجهات عنيفة عندما اعترض مؤيدون للنظام محتجين بعد صلاة الجمعة. وقال ناشطون إن الفريقين اشتبكا بالسلاح الأبيض والحجار، ما أدى إلى اصابة 20 شخصا من الجانبين، مشيرين إلى أن المؤيدين كانوا يحملون عصيا كهربائية وبعضهم كان من أفراد الشرطة بلباس مدني. وأكدت منظمات حقوقية أن عربات الجيش نقلت عشرات المسلحين المدنيين إلى شوارع العاصمة لاعتراض المتظاهرين الذين اشتبكوا عصرا مع دوريات عسكرية حاولت تفريقهم. ونشرت السلطات دوريات وعربات إسعاف في بعض شوارع العاصمة.
"الحراك الجنوبي" ونظم الآلاف من أنصار "الحراك الجنوبي "المطالب بالانفصال تظاهرات في محافظات الضالع وحضرموت ولحج وأبين لتأييد المتظاهرين المطالبين بالتغيير، وحملوا أعلام دولة الجنوب السابقة، ومرددين هتافات تطالب بـ "فك الارتباط" و"خروج الاحتلال ".
وفرقت وحدات من الجيش متظاهرين في حضرموت وأبين بواسطة الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع ما أدى إلى سقوط عدد غير محدود من المصابين. ودعت السفارة الأميركية صنعاء الى التزام مسؤوليتها في حماية ممتلكات المواطنين كافة، ومنع أي اعتداءات على التظاهرات السلمية، وضمان حصول جميع اليمنيين المؤيدين والمناهضين للحكومة على حقوق متساوية في حرية التعبير والتجمع. وتحدثت عن تقارير تشير إلى استمرار الاعتداءات ووجود مسؤولين حكوميين في المواقع التي يتعرض فيها المحتجون لاعتداءات. وقالت إن ذلك يتعارض مع التعهدات التي التزمها الرئيس علي صالح لحماية حقوق المواطنين اليمنيين في التجمع السلمي للتعبير عن آرائهم.
الاتحاد الأوروبي وفي بروكسيل، أبدت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كاثرين آشتون قلقها من التطورات في اليمن. وأسفت لسقوط ضحايا، مشددة على "أهمية احترام السلطات حرية التعبير وحمايتها". وأكدت أن الحوار هو "الطريق الوحيد الذي يمكن أن يحرز فيه اليمنيون تقدماً نحو التوافق على الاصلاحات السياسية".
|