غداة "يوم الغضب " في ليبيا الذي دعا اليه معارضون لنظام العقيد معمر القذافي الذي يحكم البلاد منذ 42 سنة، تواصلت امس الاحتجاجات ولا سيما في الشرق الليبي وخصوصا في مدينتي بنغازي والبيضاء اللتين شهدتا تظاهرات وعمليات حرق لمقرات ومؤسسات رسمية وتحرير سجناء، فيما اكد معارضون في المنفى ان المحتجين سيطروا على البيضاء بعض الوقت بعدما انضم اليهم افراد الشرطة المحلية، قبل ان ترسل طرابلس تعزيزات عسكرية اليها. وردت السلطات بعنف على المتظاهرين الذين لم يتوانوا بدورهم عن قتل رجال امن كما افادت تقارير عدة. وتجاوزت الحصيلة الاولية للقتلى 40 قتيلا، بينهم 20 قتيلا في مدينة بنغازي ثانية كبرى المدن الليبية، و14 في مدينة البيضاء المحاذية لها في الشرق. واتهمت منظمة "هيومان رايتس ووتش" لحقوق الانسان السلطات باطلاق الرصاص الحي على متظاهرين "مسالمين"، مما أوقع 46 قتيلاً في الأيام الثلاثة الأخيرة وتوعدت اللجان الثورية، التي تعد حرس النظام، المتظاهرين بـ"رد صاعق". وشهدت المدينتان اضافة الى طبرق في الشرق ايضا قرب الحدود المصرية، عمليات حرق شملت اذاعة بنغازي ومكاتب رسمية ومصارف تجارية ومقرات لجهاز الأمن الداخلي واللجان الثورية ومراكز للشرطة والامن الشعبي، الى بعض السجون. في حين عم الهدوء العاصمة طرابلس في الغرب والتي تجول في شوارعها القذافي ليل الخميس وسط تظاهرات ترحيب.
القمة العربية وقررت ليبيا بصفة كونها الرئيسة الدورية للقمة العربية ارجاء موعد انعقاد القمة العربية الـ 23 في بغداد الى موعد لاحق "بسبب الظروف التي تمر بها المنطقة العربية". لكن الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اكد ان الأمانة العامة لم تتسلم اي طلب رسمي لتغيير موعد القمة العربية المقررة في العراق في آذار. وأضاف ان الاجتماع المزمع لا يزال وفقاً للجدول الزمني الموضوع. واوضح مدير مكتبه السفير هشام يوسف ان هذا القرار يجب ان يتخذ جماعياً. ورفض مسؤولان عراقيان القرار الليبي بتأجيل القمة. وقال وزير الخارجية هوشيار زيباري ان قرار تأجيل القمة العربية يجب ان يصدر عن الجامعة العربية من مقرها في القاهرة. واضاف: "لا ليس صحيحاً، هذا ليس قرارا فرديا تتخذه دولة واحدة". وشدد الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريح للتلفزيون العراقي على "ان الظروف التي تمر بها المنطقة تتطلب عقد القمة العربية وليس تأجيلها"، قائلاً "العراق يصر على ان تعقد القمة العربية في 29 آذار والاستعدادات جارية لاستقبالها" في العراق. (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
|